"غلاسنود": التراجع الحالي مؤقت وليس تصحيحاً عميقاً
واجهت أسواق العملات المشفرة تراجعاً حاداً في الساعات القليلة الماضية، بعدما خسرت ما يزيد على 6% من قيمتها السوقية الإجمالية أو ما يربو على 180 مليار دولار خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتهبط رسملة سوق التشفير إلى 2.09 تريليون دولار.
جاء ذلك بعدما شهدت عملة بيتكوين انخفاضاً كبيراً؛ إذ هبطت إلى ما دون مستوى 59 ألف دولار، ما أثار قلق المستثمرين، تزامناً مع ارتفاع حجم التداول على مدار 24 ساعة ليصل إلى 40.61 مليار دولار.
كما لامست عملة بيتكوين لفترة وجيزة أدنى مستوى لها اليوم عند 58116 دولار، مسجلة انخفاضاً بنسبة تزيد على 8%، بينما تداولت بحلول الساعة 6:30 صباحا بتوقيت غرينتش عند مستويات 59228 دولارا بتراجع 6%.
وفقاً لمنصة "أرخام إنتجلنس" (Arkham Intelligence) يبدو أن عمليات البيع الكبيرة التي قام بها "حوت كبير" قد أشعلت شرارة التراجع الأخير، خوفاً من أن يقوم هذا الحوت بتصفية ممتلكات محفظته كافة.
وأظهرت بيانات منصة "وال ألرت" (Whale Alert) التي تتبع تعاملات الحيتان (من يمتلكون أكثر من 100 عملة بيتكوين) قيام أحدهم بنقل 2300 بقيمة 141.81 مليون دولار، إلى بورصة كراكن.
وفقاً لتقرير "أرخام إنتلجينس"، لا يزال "الحوت" يحتفظ بحوالي 18141 ألف عملة بيتكوين ويمكنه ممارسة المزيد من الضغط الهبوطي إذا قرر تصفية المزيد من الأصول القائمة في محفظته.
وفقاً لمنصة تتبع البيانات "غلاسنود" ( Glassnode) يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسة التي عمقت هذا الانخفاض هو الفائدة المفتوحة لبيتكوين، والتي تم خفضها 9.26% لما يقرب من 3.26 مليار دولار مع اقتراب تسوية عقود شهر أغسطس.
علاوة على ذلك سجلت سوق العملات المشفرة إحدى أكبر التدفقات الخارجية لبيتكوين من البورصات منذ سبتمبر 2023.
بيد أنه في المقابل سجل صندوق "بلاك روك" (BlackRock) إحدى أكبر التدفقات الداخلة أمس الثلاثاء، بقيمة 220 مليون دولار تقريبًا من عملة بيتكوين.
وفقاً للبيانات أصبح رصيد بيتكوين في البورصات هو الأدنى خلال الأشهر القليلة الماضية، لذا فإن التراجع الحالي هو مجرد تراجع مؤقت، وليس تصحيحاً عميقاً وفقاً لـ"غلاسنود".
وتظل القيمة السوقية الإجمالية للـ"كريبتو" بأكملها عالقة ضمن نطاق هبوطي ضيق وهو ما يقف ضد المضاربين على الارتفاع؛ وبالتالي قد يكون من المتوقع حدوث تراجع محدود في الأيام المقبلة.
يتجه مؤشر القوة النسبية نحو دعم أقل، بينما لا يزال مؤشر "ماكاد" (MACD) هبوطياً حيث لم ينتعش حجم الشراء، على الرغم من تلاشي ضغط البيع.
وقد تكون الأسابيع المقبلة هبوطية في أسواق العملات المشفرة، خصوصاً حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري وفقا لتحليل منصة "غلاسنود".