logo
اقتصاد

كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الزراعة وتعزيز الأمن الغذائي؟

كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الزراعة وتعزيز الأمن الغذائي؟
مزارع يحصد القرنبيط في أحد الحوق الزراعية، تيبازة، غربي الجزائر العاصمة، الجزائر 3 يونيو 2015. المصدر: رويترز
تاريخ النشر:24 سبتمبر 2024, 03:31 م

كما هو الحال في كل مناحي الحياة، بات الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والطبيعة. فعلى مدار قرون طويلة، كانت المجتمعات تعتمد على الزراعة قبل بروز الثورة الصناعية، والتي ساهمت في انتشار وإحلال المكننة محل العمل اليدوي، وصولاً إلى عصرنا الحالي وانتشار ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، الذي بات يدخل في كل تفاصيل الإنتاج والعمل.

يحفل العالم بعديد من التجارب الناجحة في مجال الزراعة الدقيقة، التي تقوم على جمع بيانات عن المحاصيل والتربة والطقس والظروف البيئية الأخرى، ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات بهدف اتخاذ القرارات المناسبة بشكل آلي أو بتدخل بشري.

علاوة على ذلك، تُشير الدراسات العلمية، إلى أن الزراعة القائمة على الذكاء الاصطناعي ستسمح بتوفير نحو 30% من استهلاك المياه عالميا، مع زيادة المحاصيل الزراعية بنسبة 25%، وفق تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية.

وقالت الوكالة، إن الجزائر تخطط لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن الغذائي ورفع مردودية إنتاجية الأراضي الزراعية، في ظل التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.

 

مضاعفة المردود

يُشير براهم لكفل الخبير في الاقتصاد الزراعي، إلى وجود تجارب ناجحة في إطار الزراعة الدقيقة القائمة على الذكاء الاصطناعي في مجال البستنة بالجزائر.

وأكد أهمية تعميم تلك التجارب؛ إذ مكنت من مضاعفة مردود إنتاج بعض الخضروات بـ 4 إلى 5 مرات تقريباً.

كما شدد على أهمية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بأمراض النباتات، قائلاً: «عندما تتوفر معطيات معينة، كالرطوبة والحرارة، يصبح تعرض النبات لبعض الأمراض أشبه بالحتمية، وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل هذه المعطيات للإنذار بها بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفاديها».

يوضح لكفل، أن السقي الذكي عن بعد يعد أيضاً من المجالات الهامة، بما يمتلك من قدرة التعرف على درجة حرارة التربة ليرسل إشعارا إلى تطبيق هاتفي عن بعد، يطلع عليه المزارع، ويقرر إطلاق عملية السقي من عدمه، من أي مكان كان في العالم، مهما كان بعيدا.

تجارب واعدة

أطلق باحثان جزائريان في علم الروبوت والفيزياء مقيمان بالخارج، مشروع سقاي (Sakai)، المتمثل في روبوتات ذاتية القيادة، تشتغل بالطاقة الشمسية.

 وتُستخدم هذه الروبوتات في الري والتسميد العميق للجذور، بشكل آلي يكاد لا يحتاج إلى تدخل بشري، مما يوفر الماء والسماد بالقدر الكافي، وفي الوقت المناسب لكل نبتة على حدى.

هذه الآلات، تتمتع أيضاً بمستشعرات دقيقة يمكنها التعرف على رطوبة التربة وصحة الأشجار واكتشاف علامات النباتات المريضة، كما تدار بنظام تشغيل ومتابعة بالذكاء الاصطناعي، يوفر لها المعلومات اللازمة باستمرار، ويعرض للمزارع كل تفاصيل التربة والنباتات لديه.

ويرى الباحثان أن تبني نظاماً مثل «سقاي» عوض الري التقطيري والتسميد السطحي، من شأنه خفض الموت المبكر للأشجار من نسبة 45% إلى 15%.

وفضلا عن كون التسميد العميق صديقا للبيئة، فإنه أيضا موفر للمياه.

وفقا للشروحات التي قدمها المبتكران، يمكن للروبوت الواحد ري وتسميد قرابة 120 هكتارا، حسب كثافة الأشجار وموقع مصدر المياه.

نظم كاملة

ولا تقتصر الزراعة الدقيقة على الري والتسميد ومكافحة أمراض النباتات فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى بناء نظم زراعية كاملة، يمكن من خلالها متابعة كل مراحل العملية الزراعية، بدءا من الحرث، وإلى غاية الحصاد.

ومن المشاريع الواعدة، تبرز المزارع الحديثة التي يتأهب مجمع سواكري لإطلاقها قريبا بالجزائر، بالتعاون مع شريك من تركيا على إنشاء نظام أتمتة (Automatization) شامل مزود بالذكاء الاصطناعي، بحسب مسؤول المشاريع لدى المجمع، مراد فاسي.

ويتحكم ذلك النظام في كل خطوات إنتاج الطماطم الموجهة للتصدير، بهدف التحكم في مردود المزارع وجودة المنتوج، حسب ما أفاد به مسؤول المشاريع لدى المجمع.

وأضاف أن النظام المعتمد على الذكاء الاصطناعي يتدخل في إدارة المحاصيل، حيث تتطلب الزراعة قدراً كبيراً من الدقة، لضمان رفع الإنتاجية وتقليل المخاطر لأقصى حد.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC