ساهم إيلون ماسك بدور فعال في دعم دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما منح ماسك نفوذاً واسعاً لترشيح حلفائه لشغل مناصب رئيسة في الإدارة الفيدرالية الجديدة.
بعد انتهاء الانتخابات، ظهر تأثير ماسك في الحكومة بوضوح، فقد شارك ترامب في مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا، ويستعد الآن لتعزيز دوره كرئيس لوزارة جديدة تحت اسم «وزارة كفاءة الحكومة»، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ويسعى ماسك من خلال هذا الدور لتقليص ميزانية الولايات المتحدة بمقدار 2 تريليون دولار، والتخلص من مئات الآلاف من الوظائف نتيجة «البيروقراطية الضخمة»، وإلغاء لوائح تنظيمية يرى أنها «تعيق الابتكار».
وضمن دوره الاستشاري في الحكومة، يخطط ماسك لترشيح حلفائه المقربين، بمن في ذلك نواب سابقون، خبراء هندسيون، مستثمرون داعمون وشركاء أيديولوجيون، لتولي مناصب مهمة في الوكالات الحكومية.
أكد ماسك في منشور على منصته إكس: «عادة ما يبني النخبة الأميركيون شركات في القطاع الخاص، ولكن أحياناً يكون إصلاح الحكومة مهماً بما يكفي لتخصيص جزء من وقتهم لها، وهذا هو الوقت المناسب».
https://twitter.com/elonmusk/status/1854579792697270710
وفي هذا السياق، يعوّل ماسك على بعض مستشاريه الرئيسيين، مثل ستيف ديفيس رئيس شركة الحفر (The Boring Company)، الذي يؤدي دوراً أساسياً في إعادة هيكلة «تويتر» بعد استحواذ ماسك عليه مقابل 44 مليار دولار، وقاد فريق الانتقال الذي خفض 80% من الوظائف.
والآن، يُجهّز ماسك ديفيس لشغل دور أساس في مجموعته السياسية «أميركا باك»، إذ يقود حملات مؤيدة لترامب ويقدم ملاحظات على الحملات المحلية.
ومن بين الحلفاء الآخرين، عماد أفشار الذي يُعد أحد المقربين من ماسك، وقد أسند إليه ماسك دوراً رئيساً في الإشراف على تخفيضات كبيرة للوظائف في «تسلا» ومنصة (X)، ويعتزم ماسك ترشيحه ليشغل منصباً في إدارة ترامب المستقبلية.
امتلاك ماسك لمنصة (X) منحه قناة مؤثرة للتواصل وتعزيز علاقاته بـ«وادي السيليكون» و«وول ستريت»، حيث يستمر الدعم لرسالته المؤيدة لترامب والمناهضة للمؤسسة الحكومية.
وقد برز بين داعميه في هذه الشبكة ديفيد ساكس خبير السياسات، وبيل أكمان مؤسس صندوق التحوط «بيرشينغ سكوير»، اللذان ينخرطان بفاعلية في مناقشة سياسات التجارة والضرائب والهجرة عبر منصة ماسك.
ومن الشخصيات الرئيسة في الدائرة القريبة من ماسك، غاريد بيرشال، الذي يقود مكتبه العائلي ويشغل مناصب إدارية في شركات تابعة له، ومن المتوقع أن يؤدي دوراً رئيساً في تشكيل الإدارة القادمة.
وتمثل تعاملات ماسك التجارية مع الحكومة محوراً رئيساً لاهتمامه، خاصةً مع تعارض مصالح شركاته مثل (SpaceX) مع سياسات بعض الوكالات الفيدرالية.
ويسعى ماسك الآن إلى تسريع تراخيص إطلاق صواريخ (SpaceX) عبر دعم إدارة ترامب، التي أعربت عن تقديرها لتفوق تقنيات شركته على المنافسين الدوليين.
وطلب ماسك أيضاً من ترامب النظر في تعيين عدد من موظفيه في وزارة الدفاع، من بينهم الجنرال المتقاعد تيرينس ج. أوشونيسي، وتيم هيوز مدير الشؤون الحكومية في (SpaceX)، لتولي مناصب رسمية، مما يشير إلى تخطيطه لزيادة تأثيره داخل الحكومة.
وفيما يتعلق بـ«تسلا»، يواجه ماسك تحديات مع الحزب الجمهوري الذي يشكك في السيارات الكهربائية، إلا أن ماسك يرى في نفوذه فرصة لدفع شركاته نحو تبني الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
ويسعى ماسك أيضاً لتوحيد السياسات على مستوى الولايات لدعم القيادة الذاتية للسيارات، ويرشح مسؤولين في تسلا كبيتر شوتزو رئيس البرمجيات، وسوراج ناجاراج المسؤول عن اختبارات السلامة، لتولي أدوار قيادية داخل الحكومة لتحقيق هذه الأهداف.