logo
اقتصاد

التبرع بالطعام.. استراتيجية المتاجر الكبرى لزيادة الأرباح

التبرع بالطعام.. استراتيجية المتاجر الكبرى لزيادة الأرباح
متجر وول مارت في هالانديل بيتش ميامي، فلوريدا.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:29 سبتمبر 2024, 06:40 م

في خطوة تهدف إلى تقليل الفاقد وتعزيز الكفاءة، تتبرع المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة، مثل «كروغر» و«وول مارت» و«كوسكو»، بالأطعمة التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء بدلاً من التخلص منها أو بيعها بأسعار مخفضة.

وفقاً لتقرير من منصة (The Conversation)، تبرعت هذه المتاجر في عام 2022 بنحو 2 مليار رطل من الطعام في جميع أنحاء البلاد، بقيمة تقارب 3.5 مليار دولار، حيث بلغ سعر الرطل الواحد نحو دولارين.

أوضح التقرير أن هذه المتاجر عادة ما تتبرع بالأطعمة التي تكون صالحة للاستهلاك، ولكن غير ملائمة للبيع بسبب مشكلات طفيفة في الجودة. وتمثل هذه التبرعات مصدراً هاماً لبنوك الطعام والجمعيات الخيرية، إذ تساعد في إطعام المحتاجين.

وعبر التبرع بهذه الأطعمة بدلاً من بيعها بأسعار منخفضة، تستفيد المتاجر من مزايا ضريبية، ما يؤدي إلى زيادة أرباحها. بالإضافة إلى ذلك، تساعد إزالة المنتجات التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء بإفساح المجال لمخزون جديد وأجود، ما يعزز من المبيعات.

وفي دراسة حديثة أجراها فريق من الاقتصاديين وخبراء سلاسل الإمداد لتوضيح الأثر الاقتصادي للتبرعات الغذائية، حلل الفريق بيانات المبيعات من سلسلتين منافستين في مدينة كبيرة بوسط الولايات المتحدة، مع التركيز على خمس فئات من الأطعمة الطازجة، شملت المخبوزات ومنتجات الألبان واللحوم والأطعمة الجاهزة والفواكه والخضراوات.

ووجدت الدراسة أن المتاجر التي تبرعت بالأطعمة التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء شهدت زيادة في الإيرادات والأرباح، بفضل تحديث المخزون بعناصر أكثر نضارة، ما يحسن من رضا العملاء وولائهم.

كما كشفت الدراسة أن التبرع بالطعام بدلاً من بيعه بأسعار منخفضة قد يؤدي إلى زيادة أسعار الأطعمة بنسبة 1%، ما يعني ارتفاعاً في هامش الربح بنسبة 33%. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن هوامش الربح للمتاجر غالباً ما تكون أقل من 3%، فإن أي زيادة بسيطة في الأسعار قد تؤدي إلى أرباح كبيرة.

وبين التقرير أن بنوك الطعام تعد جزءاً أساسياً من شبكة المساعدات الغذائية في الولايات المتحدة، حيث تعمل منذ أكثر من 50 عاماً. وتوزع هذه البنوك ما يزيد على 6 مليارات رطل من الطعام سنوياً، يأتي نحو 30% منها من تبرعات المتاجر الكبرى.

وقبل جائحة كوفيد-19، كانت المتاجر توفر لبنوك الطعام ضعفي ما توفره الحكومة الفيدرالية. لكن بحلول عام 2022، تسلمت شبكة «إطعام أميركا»، التي تضم أكثر من 200 بنك طعام، نحو 2 مليار رطل من المتاجر، وهو حجم يقارب ما وفرته البرامج الحكومية.

وعلى الرغم من هذه الجهود الكبيرة، بحسب التقرير، فإن مشكلة انعدام الأمن الغذائي لا تزال قائمة في الولايات المتحدة، حيث يعاني نحو 50 مليون أميركي من صعوبة الوصول إلى طعام مغذٍ بشكل منتظم.

فبينما وضعت العديد من المتاجر إجراءات روتينية للتبرع بالطعام، لا تزال هذه الممارسات غير منتظمة، إذ تتبرع بعض المتاجر فقط في أوقات موسمية، أو تقتصر على أصناف معينة، مثل اللحوم أو المخبوزات. وتؤدي أولويات أخرى مثل خدمة العملاء في بعض الأحيان إلى تجاهل تقديم التبرعات.

نتيجة لذلك، تساهم هذه الممارسات غير المنتظمة في هدر نحو 40% من الطعام عبر سلسلة الإمداد من المزارع إلى المستهلكين، نتيجة للتحديات اللوجستية في نقل وتوزيع الأطعمة القابلة للتلف.

وأكد التقرير أن التبرع بالأطعمة التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء يعد حلاً مربحاً للمتاجر والمجتمع على حد سواء. فهو يزيد الأرباح من خلال تحسين جودة المنتجات وتوفير مساحة للمنتجات الطازجة، وفي الوقت نفسه يسهم في مكافحة الجوع وانعدام الأمن الغذائي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC