يسيطر القلق على الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات بشأن الاقتصاد العالمي، أكثر من المستثمرين المحترفين أو نظرائهم في الشركات متوسطة الحجم، حسبما أظهر استطلاع رأي جديد.
كشف الاستطلاع الذي أجرته "تينيو هولدينغز" الاستشارية، أن ما لا يقل عن ثلثي الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات، التي شملها الاستطلاع، يتوقعون تدهور الطلب وقطاع الصناعة، والوصول إلى رأس المال، والنمو المحلي والعالمي خلال الأشهر الستة المقبلة.
وعلى العكس من ذلك، نحو أكثر من ثلثي الرؤساء التنفيذيين للشركات متوسطة الحجم وكبار المستثمرين، يتوقعون تحسنًا في نفس المجالات على مدى الأشهر الستة المقبلة، حسب نتائج الاستطلاع.
العمليات الدولية
قالت "أورسولا بيرنز"، رئيسة مجلس إدارة "تينيو" التي تشغل مقاعد في مجالس إدارات عدة شركات، من ضمنها "إكسون موبيل" و"أوبر تكنولوجيز"، و"زيروكس"، التي ترأست مجلس إدارتها سابقًا، إن التحدي يكمن في اتساع نطاق المشاكل، التي تواجه المسؤولين التنفيذيين بالشركات الكبرى.
أردفت "بيرنز": "هناك العديد من الأجوبة، فالوضع اليوم أصعب من أي وقت مضى. وهذا أكثر ما يميز هذه الفترة، لا يوجد شيء واضح على الإطلاق".
وأضافت بيرنز أن الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات، أكثر عرضة من المنافسين الصغار للعمليات الدولية، في وقت يرى فيه الكثيرون أن النزعة المضادة للعولمة على أشدها، وأن دور الصين في النمو غامض، وأنه لدى المستثمرين توقعات أعلى حول القضايا البيئية والاجتماعية، وقضايا إدارة الشركات.
متفائلون بانخفاض الأسعار
يقول "بول كيري"، الرئيس التنفيذي لـ"تينيو" إنه على الجانب الآخر، يتطلع المستثمرون إلى الأسعار والتقييمات المنخفضة كمشترين، وينظرون لها على كونها اضطرابات. وأضاف "كيري": "هناك شعور بأن الأخبار السيئة في الحسبان دائمًا".
يُعد الرؤساء التنفيذيون في الولايات المتحدة، أكثر تفاؤلًا على نحو ملحوظ، حيث يتوقع نحو ثلاثة أرباعهم تحسنًا على مدى الأشهر الستة المقبلة، بدعم من التفاؤل النسبي بين الرؤساء التنفيذيين للشركات متوسطة الحجم، بينما كشف الاستطلاع في الوقت نفسه أن الأغلبية في أوروبا وآسيا تتوقع تدهور الأوضاع.
وجدت "تينيو" أن القطاعات، التي تتمتع بالرؤساء التنفيذيين الأكثر تفاؤلاً على مستوى العالم، تشمل الخدمات المالية والخدمات المتخصصة، والتكنولوجيا والسلع الاستهلاكية. ويرجح أن يكون الرؤساء التنفيذيون في قطاعات التصنيع والطاقة متشائمين.
تباين عالمي
يتحدث المسؤولون التنفيذيون عن التعامل مع التأثير المحتمل للركود، خلال المؤتمرات الهاتفية الفصلية للتعليق على الأرباح. حيث قال "ريتشارد غالانتي"، المدير المالي لشركة "كوستكو هول سيل"، التي وصلت إلى مرحلة رفع رسوم عضويتها عادةً، للمحللين في 8 ديسمبر، إن الشركة قد تقرر التأجيل. وأضاف "غالانتي": "مع انتشار الحديث عن الركود في عناوين الأخبار، مع علامات الاستفهام، والتضخم مع علامات التعجب، فلا داعي للعجلة".
تعكس نتائج استطلاع "تينيو" مجموعة من البيانات والدراسات الاستقصائية الاقتصادية المتباينة خلال الأشهر الأخيرة. حيث تتباين مؤشرات ثقة المستهلكين على مستوى العالم، حيث بلغت نتائج أحد الاستطلاعات بالولايات المتحدة، مستويات قريبة من الأزمة المالية في 2008-2009، وأظهر استطلاع آخر انخفاضًا عن ذلك المستوى، ولكن بمستويات متوسطة تقريباً إجمالًا، وفقاً للمحللين في "أوكسفورد إيكونوميكس" الاستشارية.
كذلك بلغت مؤشرات ثقة المستهلكين في المملكة المتحدة وألمانيا مستويات منخفضة قياسية.
يتوقع الاقتصاديون انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، بالنصف الأول من 2023، وفقًا لأحدث استطلاع رأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال". وقد حدد الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع، فرص حدوث الركود على مدار العام المقبل بنحو 63%، بزيادة عن 49% في يوليو، ولأول مرة يرتفع الاحتمال فوق 50% منذ يوليو 2020.
أجرت "تينيو" استطلاعًا لرأي الرؤساء التنفيذيين، في حوالي 130 شركة عامة تزيد إيراداتها السنوية على مليار دولار، وكان ما يقرب من 40% منها تحقق إيرادات تزيد على 10 مليارات دولار سنويًا، جنبًا إلى جنب مع حوالي 170 مستثمرًا محترفًا. وتركزت كلتا المجموعتين في الولايات المتحدة.
المصدر: وول ستريت جورنال
