نيويورك تلغي "رسوم الازدحام" تحت ضغط الاستياء الشعبي

علّقت حاكمة نيويورك كاثي هوشول تحت ضغط من الاستياء الشعبي قبل الانتخابات، مشروع رسوم المرور في مانهاتن إلى أجل غير مسمى، بعدكا كان على وشك الدخول إلى حيز  التنفيذ.

وكان المشروع يستهدف الحد من حركة المرور في مانهاتن ومن ثم انبعاثات السيارات، فضلاً عن تمويل تطوير مترو الأنفاق عبر جباية رسوم مالية بواقع 15 دولاراً يومياً من سائقي السيارات العادية، ومبلغ أقل لسيارات الأجرة والدراجات النارية، ورسوم أعلى للشاحنات.

وأنفقت هيئة "النقل الحضرية" 427 مليون دولار لتركيب 110 جسور فوق الطريق مزودة بكاميرات لقراءة لوحات الترخيص. 

اقتراب الانتخابات

قالت الحاكمة خلال مؤتمر صحفي: "يمكن لـ15 دولاراً في اليوم أن ترهق ميزانية أسرة من الطبقة العاملة أو المتوسطة.. هذا يضغط على الأشخاص الذين يديرون هذه المدينة".

ونفت أي أسباب انتخابية لقرارها، لكن صحيفة "بوليتيكو" نقلت في اليوم السابق عن نائب نيويورك زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، أن ضغوطاً حصلت بهذا الشأن 

وخلال الانتخابات النصفية عام 2022، تقدّم الجمهوريون بمعقل الديمقراطيين في نيويورك، وفي نوفمبر المقبل، يأمل اليسار الديموقراطي استعادة تفوقه في المجلس.

ولا تحظى رسوم المرور  بشعبية كبيرة في المناطق الحضرية، ويعارضها 63% من الناخبين في نيويورك وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته كلية "سيينا" في أبريل الماضي.

فقدان الإيرادات

حرم قرار إلغاء رسوم المرور هيئة النقل العام من مليار دولار من الإيرادات السنوية التي كان من المفترض أن توفرها لها هذه الرسوم.

وكانت الهيئة خطّطت لاستخدام هذه المساهمة لتجديد المترو الذي أصبح في حالة سيئة.

ويبدو أن هيئة النقل لا تملك حلاً بديلاً، لأن مواردها المالية جفت في أعقاب أزمة كوفيد، مع انخفاض حركة المرور إلى 70% من مستواها في عام 2019، وبالتالي، فإن الظروف ليست على وشك التحسن بالنسبة للغالبية العظمى من سكان نيويورك الذين يتنقلون إلى العمل عن طريق مترو الأنفاق.

ويمكن للتدهور المستمر للبنية التحتية الحضرية أن يكون له آثار متسلسلة على المدينة، وعلى أصحاب العقارات التجارية. وإذا عادت نيويورك إلى الوراء، فسيكون من الصعب على المدن الكبرى الأخرى المضي قدماً في التحسن.

وفي الولايات المتحدة، طرحت سياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس بالفعل فكرة فرض رسوم على المناطق الحضرية.

وتخلت بورتلاند في ولاية "أوريغون" عن مشروعها لفرض رسوم المرور في مارس الماضي.