سجلت أسعار الذهب خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، قمة تاريخية جديدة متجاوزة مستويات القمة السابقة التي سجلتها أمس، لتتجاوز الأسعار الفورية للمرة الاولى في التاريخ حاجز 2700 دولار للأونصة، وسط تفاؤل يسود توقعات سعر الذهب اليوم.
جاء ذلك مع ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن، وسط توقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية والغموض المحيط بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
ارتفع سعر المعدن الأصفر في معاملات العقود الفورية 0.8% إلى مستويات 2712 دولاراً للأونصة بزيادة في حدود 16 دولاراً بحلول الساعة 3:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، وهو مستوى غير مسبوقة للأسعار الفورية.
في الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة الاميركية تسليم ديسمبر بحوالي 20 دولاراً للأونصة، أو ما يعادل 0.9% وصولاً إلى مستويات 2727 دولاراً، وهو اعلى مستوى على الإطلاق.
وعند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 16 دولارا ليواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي وسط تدفق بيانات أميركية تغذي خفض أسعار الفائدة.
في الولايات المتحدة قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات الرئاسية الأميركية، تذهب نتائج الاستطلاعات حتى الآن إلى فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، ما يزيد حالة الغموض السياسي بشأن القرارات الاقتصادية المستقبلية ويدفع المتداولين للتحوط بالأصول الآمنة.
وتصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط، حيث قالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها تعتزم الانتقال لمرحلة تصاعدية في المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار.
بالمقابل، أظهرت بيانات اقتصادية صدرت أمس، استمرار قوة الاقتصاد الأميركي، وهو ما عزز الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة، الامر الذي يمثل رياحاً سلبية لارتفاع المعدن الأصفر وزيقلص من حدة المكاسب.
كما بينت مبيعات التجزئة الأميركية ارتفاعاً أكثر قليلاً من المتوقع في سبتمبر، في حين ذكر تقرير لوزارة العمل أن البطالة انخفضت بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي، وهو ما يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» القدرة على الصبر والتأني قبل خفض الفائدة الأمر الذي يمثل ضغطأ على ارتفاع الذهب.
لا يزال المتعاملون يتوقعون احتمالات بنسبة 90% بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في نوفمبر وفقاً لأداة متابعة الفائدة «فيد ووتش».
كما زادت التوقعات بأن يبقى بنك الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة في اجتماع نوفمبر المقبل، حيث يرجح 10% من المشاركين في السوق عدم تغير معدلات الفائدة في الاجتماع المزمع بعد 3 أسابيع، على أن يواصل البنك التخفيضات في اجتماع ديسمبر.
إلى ذلك، فقد ساهمت توقعات خفض الفائدة في زيادة مكاسب الذهب منذ بداية العام لأكثر من 30% حتى الآن، بينما يرتفع بنسبة 2.2% خلال تعاملات هذا الأسبوع.