ترتبط قضية التفاؤل غير الواقعي، في علم الاقتصاد السلوكي، بشكل وثيق بجيل الألفية في الوقت الحالي، حيث يزداد الحديث عن الركود والتضخم، بينما لم يشهد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 26 عاماً ركوداً حقيقياً، حيث كان الركود لوقت قصير واستثنائيا أثناء كوفيد، كما كان أغلبهم بالمدرسة الابتدائية أو المتوسطة، خلال الأزمة المالية في 2008-2009، والأغلب أنه كان بعيداً في ذلك الوقت عن اتخاذ قرارات مالية.
كتب وشارك كاس سنستين، الأستاذ بكلية الحقوق جامعة هارفارد، في تأليف كتاب "Nudge: The Final Edition" بالتعاون مع ريتشارد ثالر، الأستاذ بكلية بوث للأعمال في جامعة شيكاغو، حيث يحاول الكاتبان استكشاف طريقة صنع القرار، وفقاً لمبادئ ونماذج علم الاقتصاد السلوكي.
يتناول الكتاب قضية التفاؤل غير الواقعي، وتطبيقه على حدث سلبي، فعلى سبيل المثال، يقول سنستين عن التفاؤل غير الواقعي: "يتمتع به أغلب الناس بكافة الفئات الاجتماعية، وعندما يبالغون في تقدير حصانتهم الشخصية من الأذى، قد يفشلون في اتخاذ خطوات مناسبة للوقاية من الأحداث السلبية، والشي الوحيد الذي يبدو أنه قد يتغير هو الخبرات الحياتية".
كتب المؤلفان: "إذا تم تذكير الناس بحدث سلبي، فقد لا يستمرون في ذلك التفاؤل".
اختلاف على التفاؤل والركود
لا يقتصر التفاؤل على جيل الألفية فقط، كذلك ليس الكل متفائلا، كتب سنستين في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يميل أغلب الناس إلى إظهار تفاؤل غير واقعي بشأن مستقبلهم، لكن في الوضع الاقتصادي الحالي، يتباين الناس كثيراً، فبعضهم متفائلون بشكل غير واقعي، والبعض متشائم جداً، بينما يشعر آخرون بعدم اليقين".
كذلك ليس هناك إجماع حول ما سيحدث بالفعل في 2023، فبينما بدأ العام بإجماع اقتصادي، على احتمال حدوث ركود، تحول الأمر إلى الحديث عن "عدم انتهاء التشديد النقدي"، واحتمال استمرار النمو الاقتصادي مع التضخم المرتفع، ما يجعل من الصعب معرفة كيف يجب أن يشعر الناس بالتحسن".
يقول سنستين: "تتفاقم المشكلة بسبب حقيقة أن حتى الخبراء، يختلفون حول ما يمكن أن يحدث في عام 2023".
وبالنسبة لمن لا يأخذون المخاطر المالية على محمل الجد، يقدم سنستين نصيحتين، الأولى أن "الكثير من الناس قلقون بشأن ذلك الخطر" والثانية أن "هناك مجموعة من استراتيجيات الاستثمار، قد تخفف الخسائر المحتملة في حالة تدهور الأمور".