أبوظبي تزيد حوافز الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لجذب استوديوهات عالمية

في خطوة تهدف إلى جذب شركات الإنتاجات الكبرى من هوليوود، بوليوود، والعالم العربي، مع التركيز على تعزيز المواهب الإماراتية والمحتوى الثقافي المحلي، أعلنت هيئة الإعلام الإبداعي ولجنة الأفلام في أبوظبي يوم الاثنين عن سعيها لاستقطاب منتجي الأفلام إلى المدينة من خلال منحهم خصماً نقدياً يصل إلى 50%.

ووفقاً لـ«لجنة أبوظبي للأفلام»، يمكن أن تصل الوفورات لكل إنتاج إلى 10 ملايين دولار، الأمر الذي يجعل الإمارة إحدى أكثر الوجهات تنافسية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني في المنطقة.

زيادة الحوافز ومضاعفة الدعم

أعلنت «لجنة أبوظبي للأفلام» زيادة نسبة الاسترداد من 30% إلى 35% خلال أكتوبر الماضي، على أن ترتفع إلى 50% ابتداءً من 1 يناير 2025 وفق نظام نقاط متدرج يعتمد على معايير محددة.

وتشمل الحوافز تغطية النفقات المتعلقة بالإنتاج مثل بناء المواقع، تأجير المعدات، خدمات الطعام، تكاليف السفر، وخدمات ما بعد الإنتاج، وكذلك رُفِع سقف الاسترداد المالي للإنتاجات التلفزيونية من مليون دولار إلى مليوني دولار، للأفلام الروائية من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار، وفقاً لما أورده تقرير موقع (AGBI).

دعم المواهب المحلية 

تركز الحوافز الجديدة على تشجيع استخدام المواهب الإماراتية في مختلف الأدوار الإنتاجية، بما في ذلك الإخراج والكتابة والإنتاج، وكذلك تقدم دعماً إضافياً للمشاريع التي تبرز التراث والثقافة والقيم الإماراتية.

وقالت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، التي تعمل حالياً على فيلمها الجديد «باب»: «إنها خطوة جريئة ستعزز من صناعة السينما المحلية»، مضيفة «دمج الثقافة الإماراتية ودعم المواهب المحلية يعكس رؤية ذكية لتقديم قصصنا للعالم بطريقة أصيلة».

تاريخ حافل وإنجازات عالمية

واستضافت أبوظبي منذ إطلاق برنامج الحوافز في عام 2013 أكثر من 170 إنتاجاً، من بينها أفلام شهيرة مثل (The Force Awakens), (Star Wars) (Mission: Impossible) – (Fallout), (Dune) إضافة إلى أجزاء أخرى من سلسلة (Fast & Furious). ويعد ذلك دليلاً على نجاح الإمارة في استقطاب إنتاجات ضخمة ووضعها على خارطة السينما العالمية.

تسعى أبوظبي لتعزيز موقعها في مواجهة المنافسة الإقليمية من خلال تقديم حوافز أكثر جاذبية. من جانبه، أكد سمير الجابري، رئيس لجنة أبوظبي للأفلام، أن الاستوديوهات الكبرى مثل «ليجيندري إنترتينمنت»، و«لايونزغيت»، و«نتفليكس» أبدت اهتمامها المتزايد بالحوافز الجديدة، مضيفاً: «لقد بدأنا بالفعل محادثات مع هذه الاستوديوهات، وزيادة الحوافز ستؤدي إلى جذب المزيد من الإنتاجات».

رؤية مستقبلية واعدة

تعكس هذه الخطوة التزام أبوظبي بدعم الإبداع وتعزيز دور الإمارات كمركز رئيسي لصناعة السينما والتلفزيون. من جهته، قال خالد خوري، مدير تطوير الصناعة في هيئة الإعلام الإبداعي: «ستشهد المرحلة المقبلة زيادة في عدد الإنتاجات، وهذا يعزز مكانة أبوظبي كلاعب رئيسي في الصناعة العالمية».

وخلص التقرير إلى القول إن الحوافز الجديدة تبرز رؤية أبوظبي لتعزيز دورها كمحور عالمي للإنتاج السينمائي، مع الحفاظ على الهوية الثقافية ودعم المواهب الوطنية.