ثاني أغنى رجل في آسيا يكشف موعد تنحيه.. فمن سيخلفه؟

كشف غوتام أداني ثاني أغنى رجل في آسيا، والذي تتجاوز ثروته 100 مليار دولار، عن موعد التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لمجموعة "آداني". 

وقال أداني ذو الـ62 عاماً لقناة "بلومبيرغ" التلفزيونية، إنه يخطط للتنحي عن منصبه في سن الـ70، الأمر الذي سيكون محفوفاً بالمخاطر على اقتصاد الهند وخارجها، بحسب وصف "بلومبيرغ" للأمر، فهيمنة مجموعة "أداني" على القطاعات الرئيسة لاقتصاد البلاد يجعل من الصعب على الصناديق الاستثمارية العالمية تجاهل أي تبعات لانتقال القيادة، فضلاً عن مخاوف المستثمرين.

الاختبار الصعب

أوضح تقرير "بلومبيرغ" أن غياب التسلسل الهرمي في إدارة "مجموعة أداني" بعد تنحي غوتام، سيكون اختباراً صعباً للإدراة الجديدة. 

وقال غوتام إن الخلافة مهمة للغاية لاستدامة الأعمال، وإنه ترك مسألة الاختيار للجيل الثاني؛ لأن الانتقال لا بد أن يكون عضوياً وتدريجياً ومنهجياً للغاية.

ويفضل أبناء غوتام أداني، "كاران" البالغ من العمر 37 عاماً، و"غيت" (26) عاماً، وأبناء عمومتهما، أن يديروا التكتل معاً كعائلة. 

وقالوا في تصريحات ومقابلات منفصلة، ​​إنه عندما يتراجع المؤسس، فإن عملية اتخاذ القرار المشترك ستستمر حتى في حالة حدوث أزمة.

ولفتت هذه التصريحات إلى سلسلة تعديلات قد تطرأ على هيكل إدارة المجموعة بعد إتمام عملية تنحي غوتام، إذ من الواضح أن عملية اتخاذ القرار ستكون مشتركة بين الأشخاص الأربعة.

ويتطلب هذا الهيكل من المرشحين العمل بشكل متكامل، إلا أن مسؤولياتهم لا تتوافق بوضوح حالياً مع هذا التكامل، وفقاً لـ"بلومبيرغ". 

وفيما تشير تقارير إلى أن براناف، وابن عمه كاران الابن الأكبر لـ"غوتام أداني" المرشحان الأبرز لتولي منصب الرئيس في النهاية، إلا أنهما يؤكدان عدم وجود خطط لتولي أي منهما المسؤولية.

بدوره، قال أستاذ الإدارة في كلية "وارتون" رافائيل أميت إن غياب زعيم واضح بين الأبناء الأربعة القادرين على اتخاذ القرارات الرئيسة قد يصبح نقطة ضعف، ولضمان نجاح هذا النظام، من الضروري وجود آليات واضحة لحل النزاعات وتحديد الأدوار بشكل دقيق. اتهامات واسترداد خسائر

عائلات فاشلة

تعد إدارة ثروة عائلية ضخمة من المهام الصعبة جداً، ولم ينجح سوى عدد قليل من العائلات بتحقيق الاستمرارية عبر الأجيال.

على سبيل المثال، استطاعت عائلة والتون، المالكة لشركة "وول مارت" الحفاظ على نجاحها من خلال إشراف مستمر من مجلس الإدارة.

بالمقابل، واجهت عائلة "كوتش" مشاكل كبيرة؛ بسبب خلافات داخلية أدت إلى انقلاب فاشل في الثمانينيات، وسلسلة من القضايا القانونية. 

وفي الهند، شهدت عائلة "أمباني" صراعات شديدة؛ بسبب النزاع على الخلافة بين موكيش، الذي يُعتبر أغنى رجل في آسيا، وشقيقه أنيل، ما أدى إلى تفكك العائلة. 

تفاصيل غامضة

تفاصيل بنية إمبراطورية عائلة "أداني" قد تكون غامضة بالنسبة للكثيرين خارج العائلة، إذ تتحكم العائلة في شركتها الرئيسة، "أداني إنتربرايزز" المحدودة، عبر ثمانية كيانات خارجية، منها صندوق عائلي، وشركة محلية. تمتد شبكة المجموعة الأوسع لتشمل كيانات ذات أغراض خاصة ومشاريع مشتركة مع وكالات حكومية وشركات أخرى.

وعندما يتقاعد غوتام أداني، سيتوزع إرثه بين الأبناء الأربعة، الذين سيصبحون مستفيدين متساوين من صندوق العائلة، وفقاً لما يشاع.

وتستخدم العائلات الثرية مثل هذه الهياكل للحفاظ على خصوصية الأعمال، وتقليل الالتزامات الضريبية، وحماية الأصول من التدخلات القضائية أو الحكومية عبر توزيع الأصول على ولايات قضائية متعددة.

كما هناك اتفاق سري يُتوقع أن يحدد كيفية انتقال حصص الشركات إلى الورثة.

وأوضح كاران أداني، الابن الأكبر لـ"غوتام" أن هياكل الشركة خضعت لعملية تبسيط خلال السنوات الـ15 الماضية لتفادي "الحيازات المتقاطعة" التي توجد في تكتلات أخرى.

وتم الكشف عن هذه التعديلات في البيانات العامة، حيث تحتفظ الأسرة الآن بحصتها في كل شركة بشكل مباشر.

ويشرف كاران أداني على أعمال تشمل الأسمنت والموانئ والخدمات اللوجستية، وهي من أكثر وحدات المجموعة استقراراً من حيث التدفقات المالية.

وسبق لأعمال الموانئ التعرض لانتقادات من قبل "هيندنبورغ" بسبب التغيرات المتكررة في الإدارة المالية، لكن الأمور أصبحت أكثر استقراراً منذ عام 2022. 

مخاوف وثقة

يقر الورثة الأربعة بضرورة تحسين إدارة المخاطر والتركيز على جذب المواهب المهنية، مؤكدين أنهم يهدفون إلى تحقيق نمو مستدام.

لكن "جيت" أشار صراحة إلى أن الاستمرار في إدارة الأعمال بنفس أسلوب والده غوتام قد يؤدي إلى الفشل؛ ما لم يمنع غوتام من إبداء ثقته بقدرة ورثته على تحقيق النجاح، قائلاً: "أنا سعيد بأنهم جميعاً متعطشون للنمو، وهذا نادر في الجيل الثاني. عليهم العمل معاً لبناء الإرث".

هياكل الشركة خضعت لعملية تبسيط خلال السنوات الـ15 الماضية لتفادي "الحيازات المتقاطعة" التي توجد في تكتلات أخرى

كاران أداني الابن الأكبر لـ"غوتام"

طموحات غوتام أداني 

يطلب غوتام أداني من عائلته نفس مستوى الأداء الذي يتوقعه من أي رئيس تنفيذي آخر.

في عام 2022، انتقد نجله كاران بسبب خسارة غير متوقعة بقيمة 11 مليون دولار في شركة (ACC Ltd) مطالباً إياه بالتركيز أكثر على أعمال الأسمنت.

وفي وقت سابق من هذا العام، استدعى نجله جيت بسبب بطء تقدم الخطط الرقمية.

واستجاب كاران بتفويض مسؤوليات الموانئ ليتمكن من التركيز على الأسمنت، بينما قام جيت بتحديث إستراتيجياته الرقمية، وأعاد صياغة خطة تطبيق (Adani One). 

وعلق غوتام على ذلك: "كلما لُوحِظ خطأ يُصَحَّح فوراً" 

إمبراطورية المال

تتمتع المجموعة بقيمة سوقية ضخمة تناهز 213 مليار دولار، موزعة على 10 وحدات مدرجة في الأسواق المالية، ما يجعلها تسيطر على قطاع مالي واسع يدعم نمو الاقتصاد الهندي، فضلاً عن دورها بدعم توسع الشركات العالمية في آسيا مثل شركتي "أبل" (Apple) و"أمازون" (Amazon). 

وتعد أكبر مستورد للفحم في الهند، وأكبر مالك لمزارع الطاقة الشمسية، وثاني أكبر مصنع للأسمنت، ما يعكس استثماراتها الكبيرة في قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة وقطاع البناء.

كما تدير المجموعة نحو نصف حاويات الشحن في الهند، ويستخدم أكثر من 90 مليون شخص مطاراتها سنوياً، ما يوضح دورها البارز في التجارة والنقل البحري والجوي.