الكرملين أعلن، يوم الثلاثاء، أن بوتين سيقوم بزيارة دولة للصين تستغرق يومين اعتبارا من يوم الخميس بدعوة من شي، وفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وبهذه الزيارة، اختار بوتين أن تكون أول رحلة خارجية يقوم بها منذ أن بدأ فترة ولايته الخامسة في منصبه كرئيس لروسيا، الأسبوع الماضي، هي الصين.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية الصينية، قال بوتين إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا والصين تطورت بسرعة "مما يدل على قدرتها المستمرة على الاستجابة للتحديات والأزمات الخارجية".
ويأتي ذلك وسط اعتماد الكرملين المتزايد على الصين، للحصول على الدعم التجاري والسياسي في الوقت الذي يسعى فيه إلى تعزيز شراكته "بلا حدود" مع بكين على جبهات مختلفة.
وفي السياق، قال ماكس هيس، من معهد أبحاث السياسة الخارجية، وهو مؤسسة فكرية أميركية، لشبكة "سي إن بي سي"، إنه "من الواضح جدًا أنه خلال العامين الماضيين، أراد بوتين ثلاثة أشياء من الصين".
وأشار هيس إلى أن الرئيس الروسي يريد "صفقة" لخط أنابيب الغاز الطبيعي "قوة سيبيريا 2"، كما يسعى للحصول على مزيد من الدعم الصيني للحرب في أوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بالمعدات.
وأضاف أن بوتين يريد أيضا الوصول إلى الأسواق المالية الصينية واستخدام "العملة الصينية لتعزيز التجارة الروسية".
وأردف هيس: "لقد شهدنا بالفعل تقدمًا ضئيلًا بشكل ملحوظ في كل هذه الأمور. لذا، فإن بوتين سيذهب إلى الصين ليرى ما يمكنه الحصول عليه".
ومن جانب آخر، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الثلاثاء، عن معدلات تعريفة جمركية جديدة صارمة على الواردات الصينية بقيمة 18 مليار دولار، وذلك لحماية الصناعات الأميركية من المنافسة غير العادلة.
ونتيجة لذلك، يقول المراقبون إن بكين ليس أمامها خيارات كثيرة سوى التقرب من موسكو، وفقا للشبكة الأميركية.
إذ قال إيان بريمر، عالم سياسي ورئيس مجموعة أوراسيا: "انظر فقط إلى فرض بايدن تعريفات جمركية بنسبة 100% على صادرات السيارات الكهربائية الصينية. كل هذا يبعث برسالة إلى الصينيين مفادها أنه بغض النظر عمن سيُنتخب في نوفمبر، فإن الولايات المتحدة تحاول احتواءهم".
وأضاف: "أعتقد أنه على المدى الطويل، كلما رأوا ذلك (الصينيون) من الولايات المتحدة وحلفائها، أصبحوا أقرب إلى الروس في نهاية المطاف".