الاقتصاد الأميركي لا ينكمش وسوق العمل ليس على حافة الهاوية
فيدووتش: التوقعات تقترب من التعادل بشأن نسبة الخفض
تترقب الأسواق بعد 38 يوماً من الآن اجتماعاً حاسماً لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو الاجتماع الذي يتوقع أن يشهد أول خفض لأسعار الفائدة في نحو 3 سنوات بعدما رفع بنك الاحتياطي الفائدة العائد على الأموال الفيدرالية لأعلى مستوياتها في 22 عاماً.
رغم أن الأسواق قد حسمت أمرها بشأن انطواء هذا الاجتماع على الإعلان عن بدء حملة التيسير النقدي، فإن نسبة خفض الفائدة لا تزال محل جدل واسع بين المراقبين، خاصة بعد بيانات توظيف متضاربة.
وعلى حين شهدت بيانات التوظيف تراجعات حادة بأعلى من التوقعات، وهي البيانات التي أشعلت أزمة بيع واسعة في الأسواق العالمية، جاءت بيانات طلبات الإعانة الأميركة قوية للغاية، وأعلى من التوقعات أيضاً لتبدد مخاوف الركود.
وينصب تركيز المستثمرين على مؤشر أسعار المستهلك الأميركي ومؤشر أسعار المنتجين، المقرر صدورهما الأسبوع المقبل، للحصول على مزيد من المعلومات حول مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
وتحدث 4 من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي في بيانات معدة للنشر مسبقاً الأسبوع الماضي، وما يمكن الاستدلال إليه من تلك التصريحات أن الفيدرالي حتى الآن أكثر ميلاً إلى خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس فقط.
يأتي هذا الاستنتاج نظراً لثقة الأعضاء حتى الآن في أن التضخم يتخذ مساراً نزولياً، إضافة إلى أن الاقتصاد الأميركي وسوق العمل كلاهما ينمو ولا توجد انكماشات، حتى إن جاء النمو بأقل من التوقعات.
نحن بحاجة إلى رؤية أكثر من بيانات الأجور مدة أكبر من شهر واحد فقط
رئيس الفيدرالي ولاية شيكاغو
أظهرت أداة "فيد واتش" ارتفاع توقعات الأسواق لخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر إلى 50.5% من 45%، في مقابل تراجع توقعات التيسير النقدي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 49.5% من 55%.
وأظهرت أداة تتبع الفائدة من "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي"، أن الأسواق تتوقع أيضاً احتمالاً بنسبة 100% لتيسير الفيدرالي الأميركي السياسة النقدية في 17 و18 سبتمبر.
وعدل المتعاملون توقعاتهم بشأن خفض تكاليف الاقتراض الأميركية عقب تقرير ضعيف عن الوظائف الأسبوع الماضي أفزع الأسواق، إذ يتوقعون خفض الفائدة بنحو 105 نقاط أساس بحلول نهاية العام.
الأسواق بالغت في رد فعلها تجاه بيانات التوظيف الأخيرة، ولست مستعداً لمناقشة خفض الفائدة 50 نقطة
رئيس الفيدرالي في ولاية ريتشموند
أشار عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميريكي لولاية ريتشموند، توماس باركين، إلى أن الأسواق قد بالغت في رد فعلها تجاه بيانات التوظيف الأخيرة، وما قد يجعل الفيدرالي الأميركي أكثر قلقاً هو إذا بدأ نمو الوظائف في التلاشي أو تحول للانكماش.
وأبدى باركين عدم استعداده لقبول مناقشة خفض الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، مضيفاً أن إضافة الاقتصاد 114 ألف وظيفة يبدو معقولاً.
في الوقت ذاته، أشار عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن ولاية شيكاغو، أوستان جولسبي، إلى أنه يجب متابعة ما إذا كان سوق العمل سيصمد أم سيستمر في التدهور.
وقال جولسبي: "نحن بحاجة إلى رؤية أكثر من بيانات الأجور مدة أكبر من شهر واحد فقط"، وأضاف "مهما فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقول أحدهم إنه لا يحب ذلك".
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز في بيان معد للنشر مسبقاً: "إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يبدأ قريباً في تخفيض أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في مساره النزولي وسط سوق عمل قوية".
وقالت كولينز "إذا استمرت البيانات بالطريقة التي أتوقعها، فأنا أعتقد أنه سيكون من المناسب قريباً البدء في خفض أسعار الفائدة، إن توقعاتي هي استمرار التراجع التدريجي للتضخم إلى هدفنا البالغ 2% وسط سوق عمل صحية".
وأكدت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ماري دالي رئيس الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ثقتها بأن التضخم الأميركي على المسار الصحيح، ويتجه نحو هدف الفيدرالي البالغ 2%.
وقالت دالي: "بالنظر إلى بيانات سوق العمل الأميركية؛ يبدو أن الأوضاع تتباطأ، ولكننا لا نسقط من حافة الهاوية"، مشيرة إلى أن البنك مستعد للاستجابة حال صدور البيانات الاقتصادية المقبلة.