"جاكسون هول".. لماذا تراقبها أسواق العالم؟

تترقب الأسواق منذ مطلع الشهر الحالي ندوة "جاكسون هول" بوصفها الحدث الأبرز اقتصادياً، لاسيما مع خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، فما هي هذه الندوة التي ستنطلق اليوم الخميس، وتجمع رؤساء البنوك المركزية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا في كانساس سيتي بولاية وايومنغ الأميركية كل عام؟ ولماذا تحظى بأهميتها الاستثنائية؟

يلتقي في الندوة سنوياً نخبة من متخذي القرار والاقتصاديين، إضافة إلى قادة البنوك المركزية الرئيسة لتبادل الآراء ضمن اجتماعات ينظمها الاحتياطي الفيدرالي لـ"كانساس سيتي" حول السياسات الاقتصادية والمتغيرات المختلفة المحلية والعالمية التي تؤثر فيها وتتأثر بها.

تنعقد فعاليات الندوة هذا العام تحت عنوان "إعادة تقييم فعالية وانتقال السياسة النقدية"، وتناقش على مدار 3 أيام، القضايا الاقتصادية الأكثر إلحاحاً على الأسواق.

وتنتظر الأسواق اتضاح الصورة بالنسبة المحتملة لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، وما إذا كان من المرجح خفض تكاليف الاقتراض في كل اجتماع لاحق للبنك هذا العام، حيث يتبقى ثلاثة اجتماعات في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر.

موضوع ندوة جاكسون هول هذا العام "إعادة تقييم فعالية وانتقال السياسة النقدية"

ماذا ننتظر؟

تشير تقديرات البنوك الأميركية الكبيرة ،مثل "جي بي مورغان"، إلى أن باول سيكون مجبرا على الاستجابة لضغوط الأسواق عندما يعتلي منصة الندوة،حيث من المرجح أن يوضح بشأن خفض أسعار الفائدة ابتداءً من سبتمبر، وأن يؤكد أن التخفيضات ستكون تدريجية مع استبعاد احتمالية خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل، حتى لا تبالغ الأسواق في ردة فعلها.

كما تشير ترجيحات المصارف الأميركية إلى تحذير باول من ضرورة اعتماد التخفيضات المستمرة في أسعار الفائدة بعد أي إعادة تقويم على التقدم المستمر في التضخم نحو الهدف البالغ 2%، مقارنة بالمخاطر التي يتعرض لها توسع سوق العمل.

معدلات البطالة ارتفعت وهذه علامة تحذيرية، وإذا خفض "الفيدرالي" الفائدة بشكل قليل؛ فسيخفف ذلك بعض شروط الائتمان المتشددة.

رئيس فيدرالي شيكاغو أوستن جولسبي

سوق العمل

ويشعر صانعو السياسية النقدية في الاحتياطي الفيدرالي  بضغوط من بيانات الوظائف الأخيرة ، خاصة وأن الضيق في سوق العمل وفقاً للبيانات الأخيرة ربما يكون قد تجاوز الحدود الآمنة.

أظهرت بيانات سوق العمل الأميركية المعدلة، أمس الأربعاء، أن عدد الوظائف التي أتاحها أرباب العمل في العام المنتهي في مارس  2024 يقل 818 ألفاً عن البيانات الرسمية السابقة.

وقال رئيس البنك "الفيدرالي" في شيكاغو، أوستن جولسبي، في كلمة معدة للنشر: "ارتفعت حالات التخلف عن سداد الديون للشركات الصغيرة، والآن أصبح الأمر أكثر خطورة، مشيراً إلى أن هناك بعض البيانات التي تومض باللون الأصفر، وتطلق إشارات تحذير".

وأضاف: "معدلات البطالة ارتفعت وهذه علامة تحذيرية، وإذا خفض "الفيدرالي الأميركي الفائدة بشكل قليل، فسوف يخفف ذلك بعض شروط الائتمان، والتي تبدو تشديدية في الوقت الحالي".

ليس مضطراً

يمتلك جيروم باول فرصة للمناورة، بانتظار صدور تقرير آخر عن الوظائف الأميركية في سبتمبر المقبل، قبيل اجتماع الفيدرالي المقبل . 

في المقابل، قال الخبير الاقتصادي محمد العريان رئيس كلية الاقتصاد كوين كوليدج في جامعة كامبريدج في منشور على منصة إكس: "ينبغي أن يكون هدف الفيدرالي في جاكسون هول هذا العام إعادة ترسيخ فعالية توجيهاته السياسية المستقبلية".

ودعا العريان الفيدرالي إلى إعادة بناء مصداقية الفيدرالي ومكانته الدولية، اللتين تآكلتا بسبب الأخطاء التي ارتكبت على مدى السنوات الأربع الماضية، من التأخير في تنفيذ السياسات والتنبؤات الرديئة والإشارات المربكة.