نجحت دول الخليج في جذب الأنظار في المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، والذي انطلق في 20 يناير الجاري، ويمتد حتى 24 يناير، في مدينة دافوس السويسرية، وسط اهتمام مالي عالمي متزايد بالمنطقة.
وعرضت دول الخليج، رؤاها الطموحة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي على الساحة الدولية، مستعينة بثرواتها الضخمة وأجندات التنمية الطموحة.
وأحد الأحداث كانت فعالية مسائية نظمها «جهاز قطر للاستثمار»، الذي تبلغ قيمته 510 مليارات دولار أميركي، ما يعكس أهمية المنطقة المتزايدة.
وحضر الفعالية شخصيات مثل الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمجموعة «بلاكستون» للاستشارات المالية، ستيف شوارزمان، ورئيس مجموعة «يو بي إس»، كولم كيليهير، والملياردير روبرت سميث، ووزير الاستثمار السعودي.
كما لفت نجم الكرة الإنجليزية السابق، ديفيد بيكهام، الأنظار، وهو الذي سبق أن كان سفيراً لفعاليات كأس العالم 2022 في قطر.
وبحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ» الأميركية، عكس هذا الحدث الاهتمام المتزايد من قطاع المال بالشرق الأوسط، إذ دفعت الثروات الضخمة وأجندات التنمية الطموحة في المنطقة، المصرفيين من جميع أنحاء العالم للبحث عن فرص في أبوظبي ودبي الرياض والدوحة خلال العامين الماضيين، لإقامة شراكات مع الحكومات وصناديق الثروة السيادية.
قال رئيس الخدمات المصرفية العالمية في بنك «جيه بي مورغان تشيس»، لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، فيليبو غوري: «إذا نظرنا إلى الجنوب العالمي، يبدو أن الشرق الأوسط، باستثناء بعض الأحداث الجيوسياسية، يمثل الفائز الواضح».
وأضاف غوري، أن البنك يركز على توسيع وجوده في المنطقة لتلبية احتياجات قاعدة عملائه المتنامية.
جناح السعودية، المعروف بـ«بيت السعودية»، روّج لرؤية 2030، الخطة الطموحة للمملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
وبالقرب منه، سلّط جناح دولة الإمارات والجناح القطري الضوء على فرص الاستثمار والإنجازات الوطنية، من تطوير البنية التحتية إلى التقدم في الرعاية الصحية والسياسات الداعمة للأعمال.
رؤية السعودية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تركز على تحويل اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم.
ومن خلال مشاريع مثل مدينة نيوم العملاقة بقيمة 500 مليار دولار، والاستثمارات في السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، تسعى المملكة لتكون مركزاً عالمياً للابتكار.
ويمثل المشروع، الذي يُعتبر محور رؤية 2030، خطوة طموحة نحو المستقبل، رغم وجود بعض التحديات مثل القيود المالية والتحديات اللوجستية.
ورغم ذلك، تلتزم المملكة بالاستفادة من ثرواتها السيادية وتعزيز وجود الشركات العالمية في السوق المحلي.
نجحت دولة الإمارات، من خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، في تسليط الضوء على مكانتها كمركز عالمي للأعمال والابتكار.
وبمشاركة أكثر من 100 مسؤول حكومي وقادة من القطاع الخاص، استعرضت البلاد تقدمها في جذب الاستثمارات الدولية.
وكان من بين الشخصيات البارزة في المنتدى، الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة للاستثمار» خلدون المبارك، والبالغ قيمتها 330 مليار دولار.
وفي جناح الإمارات، أُتِيحَت تجربة ضيافة مميزة للزوار من خلال تقديم الشاي الإماراتي والحلويات التقليدية، مما أضفى طابعاً ثقافياً فريداً على الفعالية.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت المناقشات تناول مواضيع هامة تتعلق بالبنية التحتية والتنمية الاقتصادية في البلاد.
وشملت الهدايا المقدمة أكياساً تحتوي على مأكولات محلية وشالات تقليدية، ما يعكس التزام الإمارات بتعزيز التراث الثقافي وتعريف الزوار بجوانب من الهوية الإماراتية.
أما جناح قطر، فقد قدم تجربة تفاعلية، إذ تمكن الزوار من اختيار مواضيع مثل البنية التحتية أو جودة الحياة من خلال وضع كتب بلاستيكية أمام شاشات رقمية.
وأظهرت المعروضات إنجازات البلاد في تعزيز بيئة داعمة للأعمال وجهودها الدبلوماسية الدولية.
مشروع نيوم سلط الضوء على تطلعات السعودية العالمية. وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للمشروع، ريان فايز، أن المبادرة تهدف إلى التأثير ليس فقط على المملكة ولكن أيضاً على المنطقة والعالم.