تراجعت أسعار الليثيوم بنسبة 86% من الذروة المسجلة في نهاية 2022، إلى 8600 دولار للطن بعد انفجار الفقاعة السعرية وسط شكوك إزاء الطلب على السيارات الكهربائية. وفي الوقت الراهن، المعروض يأتي من المشاريع القديمة فقط، ومع ذلك، أصبح العرض أكثر من الطلب. كما يشير محللو "سيتي بنك" إلى أن وتيرة النمو في استهلاك المعدن الأبيض انخفضت من 28% في عام 2023 إلى 14% في عام 2024. وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية، فإن مناجم الليثيوم الحالية والمشاريع قيد التطوير لن تغطي سوى 50% من الاحتياجات المقدرة في عام 2035. وبالتالي، فإن ارتفاع الأسعار في المستقبل أمر محتمل للغاية. وقال بنجامين لوفيت، مدير السلع في شركة "آي إم" إن الأسعار منخفضة اليوم، ولكن الطلب على الليثيوم قوي، والعرض سيخف، وهذا ما يدعم السعر في المستقبل".
مشاريع مؤجلة
وأوضح بنك "سيتي" أن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة ونقص البنية التحتية للشحن أضعفت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية، وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.
فهل يمكن أن تستمر الأسعار في الانخفاض؟ نعم، وفقاً لمحللي "سيتي" وهم يعتقدون أن انخفاضاً إضافياً بنسبة 10% إلى 15% أمر محتمل؛ بسبب الزيادة المذهلة في المخزونات في الصين.
ومع تداول سعر طن الليثيوم دون 10 آلاف دولار، سيتعين على العديد من المناجم والصناعيين تقليص حجم الإنتاج بسبب نقص الربحية. ومن المفترض أن يؤدي هذا التباطؤ في العرض إلى إعادة توازن السوق اعتباراً من عام 2025. ويتوقع محللو سيتي أن يتسارع استهلاك الليثيوم العام المقبل، بمجرد تلاشي المشاعر السلبية تجاه السيارات الكهربائية، كما يتوقعون أن يكلّف الطن ما بين 18 ألف دولار و20 ألف دولار. وعلى الرغم من أن تكنولوجيا بطاريات السيارات الكهربائية لم تنضج بعد بشكل كامل، فلا غنى عن الليثيوم. وهو موجود في جميع البطاريات، وبالتالي فإن الطلب على المعدن الأبيض مضمون لعقود من الزمن.