قفزت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 3% في يناير، حيث عزز المستهلكون على نطاق واسع الإنفاق على السيارات والأثاث والملابس وتناول الطعام خارج المنزل، مما زاد من مؤشرات انتعاش النمو الاقتصادي في بداية العام.
وقالت وزارة التجارة الأميركية اليوم الأربعاء، إن زيادة الإنفاق المعدلة موسمياً في الشهر الماضي، كانت الأكبر منذ مارس 2021، وجاء هذا عقب انخفاض لمدة شهرين في نهاية العام الماضي.
وقفز نمو الوظائف وتراجع التضخم بشكل طفيف في يناير، بعد ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف الاقتراض، مما تسبب في تراجع الأسر عن الإنفاق أواخر العام الماضي.
وجاء تقرير التوظيف لشهر يناير بشكل مبشر وغير متوقع، حيث يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن النمو الاقتصادي قد يتحسن، ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير منذ مارس الماضي في محاولة لإبطاء الاقتصاد وخفض التضخم.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك إلى نسبة 6.4% في يناير عن العام السابق، بانخفاض طفيف من 6.5% في ديسمبر، لكنه ما زال أعلى بكثير من هدف التضخم البالغ 2% للاحتياطي الفيدرالي.
ونمت مبيعات التجزئة على نطاق واسع في جميع قطاعات الاقتصاد في يناير، بما في ذلك في المطاعم وتجار السيارات والمتاجر وبائعي الأثاث والأجهزة.
وقال جويل ناروف، رئيس شركة Naroff Economics: "المستهلكون في حالة جيدة جداً، فعندما يشعر الناس بالراحة لوضعهم الوظيفي، يترجم ذلك إلى إنفاق استهلاكي".
وارتفعت مبيعات السيارات وقطع غيارها بنسبة 5.9%، وقالت وزارة التجارة في وقت سابق من هذا الشهر إن عدد مبيعات السيارات المعدلة موسمياً زاد في يناير.
وأشار بنك أوف أميركا، أن المدفوعات لكل أسرة من قبل عملاء بطاقات الخصم والائتمان، ارتفعت بنسبة 5.1% في يناير مقارنة بالعام السابق، بارتفاع 2.2% في ديسمبر.
وقال تيموثي بويل، الرئيس التنفيذي لشركة كولومبيا سبورتسوير لصناعة الملابس الشتوية، أن شركته تستفيد من الأشخاص الذين يرتدون المزيد من الملابس غير الرسمية في المكتب، وفي الوظائف عن بُعد.
كما زادت شيكات الضمان الاجتماعي بنسبة 8.7% في بداية العام، وهو أكبر تعديل للتضخم منذ عقود، والذي ساعد ما يقرب من 70 مليون متلقي.
ويمكن أن يكون للتضخم تأثير مختلط على الإنفاق، فارتفاع الأسعار يرفع أرقام المبيعات، على الرغم من أن المستهلكين قد يبدأون في النهاية بتقليص الإنفاق، على عكس العديد من التقارير الحكومية، حيث لا يتم تعديل مبيعات التجزئة وفقاً للتضخم، وتعكس فروق الأسعار بالإضافة إلى مبالغ الشراء.
تقرير مبيعات التجزئة هو مجرد صورة جزئية للإنفاق، لأنه لا يتضمن العديد من الخدمات مثل السفر والإسكان والمرافق، وستصدر وزارة التجارة الأميركية تقريرها الشهري الذي يتضمن المزيد من أرقام الإنفاق الكاملة في وقت لاحق من هذا الشهر.
