logo
اقتصاد

هل ينجح الرئيس الإيراني الجديد في كسر العزلة الاقتصادية؟

هل ينجح الرئيس الإيراني الجديد في كسر العزلة الاقتصادية؟
مسعود بزكشيان خلال خطاب موجه لأنصاره في 6 يوليو 2024المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 يوليو 2024, 01:11 م

أكد الرئيس الإصلاحي الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، أنه يسعى إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية، بهدف تخفيف وطأة العقوبات على بلاده لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وتعهد بزشكيان خلال برنامجه الانتخابي بإعادة إحياء الاتفاق النووي المجَمد منذ أن انسحبت منه واشنطن في عام 2018، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية الصارمة على طهران.

تحديات

ويواجه الرئيس الإيراني الجديد بضع عقبات اقتصادية منها: انهيار العملة، والناتج المحلي الإجمالي الضئيل، ومستويات كارثية من عدم المساواة الاقتصادية بين الحكومة والشعب وبين شرائح مختلفة من السكان، إلى جانب نقص التمويل للبنية التحتية الرئيسة، وانهيار نظام الرعاية الصحية، والفقر المدقع في أجزاء مختلفة من البلاد، وارتفاع مستويات البطالة خاصة في المناطق الريفية وبين الأقليات العرقية، والقضايا الاجتماعية المتنوعة، والتضخم. 

وصفة علاج الأزمة الاقتصادية

وقال الخبير الاقتصادي جو يرق، إن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان لديه نظرة اقتصادية، إلا أن الهدف الأساس في معالجة الأزمة الاقتصادية الإيرانية هو سياسي، موضحاً أن الرئيس الإيراني ركز خلال حملته الانتخابية على تخفيف التوترات مع الدول الغربية وإحياء الملف النووي، والدليل أن مستشاره هو رئيس الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف الذي أشرف على هندسة الاتفاق النووي. 

وأوضح يرق في تصريحات خاصة لـ "إرم بزنس" أن الرئيس الإيراني سيسعى إلى تخفيف العقوبات الغربية، كما ذكر خلال حملته الانتخابية، وإخراج إيران من عزلتها الاقتصادية. وخسر الاقتصاد الإيراني منذ 2005 حتى الآن ما يعادل 1.5 تريليون دولار، ومنذ عام 2018 خسر القطاع النفطي الإيراني 500 مليار دولار وفقاً لـ "يرق". وأكد أن إعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول العربية أساسية في إعادة تنشيط الاقتصاد الإيراني. 

 هل ستشهد إيران استثمارات أجنبية؟

أكد يرق، أنه عندما تصبح هناك علاقات دبلوماسية إيجابية مع الدول الغربية، تتدفق الاستثمارات الأجنبية، وهذا ما حصل في إيران بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني. 

ويطمح الرئيس الإيراني بزشكيان لإزالة إيران عن اللائحة السوداء، وهو ما سينعكس إيجاباً، ويؤدي إلى إنعاش القطاع المالي والمصرفي، ولا سيما أنه أكد خلال حملته الانتخابية أنه يسعى لإجراء إصلاحات واسعة في النظام المالي المصرفي. 

أخبار ذات صلة

الاقتصاد يتصدر حملة الانتخابات الرئاسية في إيران

الاقتصاد يتصدر حملة الانتخابات الرئاسية في إيران

 

عرقلة الخطط

وأوضح "يرق" أن جميع الخطط التي يطمح إليها بزشكيان لا يمكن تطبيقها إلا بموافقة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واستشهد بحقبة رئاسة الرئيس الأسبق حسن روحاني الذي واجه العديد من العقبات لتحقيق خططه؛ بسبب معارضة البرلمان الإيراني أو المرشد الأعلى. 

كما أكد أنَّ هناك العديد من العوامل الداخلية التي قد تكون عائقاً أمام خطط بزشكيان، لا سيما البنى التحتية المترهلة والمتهالكة، والتي ستكون عائقاً أمام وعوده بضخ الاستثمارات في قطاع الصحة والتعليم. 

عودة ترامب

وأشار يرق إلى أنه في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن جميع خطط بزشكيان ستصطدم في الجدار، وذلك لأن ترامب ضد الاتفاق النووي، وقام بتجميده عندما وصل إلى السلطة سابقاً في عام 2017، وبالتالي فإن جميع خطط الرئيس بزشكيان مهددة حال عودة ترامب الذي يعتمد سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران.

وعود بزشكيان

وعد بزشكيان بالتعاون مع الغرب للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPA) بهدف رفع المزيد من العقوبات، كما وعد بمحاربة انتهاكات غسيل الأموال التي من شأنها أن تساعد البنوك الدولية على التعامل مع إيران. ووعد بأن الإيرانيين ذوي الدخل المنخفض والفئات الضعيفة لن يدفعوا الضرائب، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية المجانية للأفراد والعائلات من الطبقة الدنيا. ويقال إن رئيس فريقه الاقتصادي، علي طيب نيا، يؤيد اقتصاد السوق الحر، ويعتقد أن الحكومة تسيطر على الكثير ولديها العديد من المالكين.

نظرة اقتصادية قاتمة

ومن ناحية أخرى قالت المحللة الأميركية والباحثة في العلاقات الدولية، إيرينا توسكرمان، إن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، يواجه نظرة اقتصادية قاتمة جداً بسبب الفساد المستشري داخل النظام، وسوء الإدارة، والتوزيع الاقتصادي غير المتكافئ، وتهميش المناطق الريفية ومناطق الأقليات، والنفقات الباهظة التي ينفقها النظام الإيراني على الحروب بالوكالة. 

وأضافت في تصريحات خاصة لـ "إرم بزنس"، أنه رغم أن الحكومة الإيرانية تلوم العقوبات الغربية على الوضع الاقتصادي السيئ، فإنه حتى في الوقت الذي لم تكن فيه هذه العقوبات مفروضة أو تم تخفيف العديد منها، لم يستفد الشعب الإيراني من الاقتصاد، مشيرةً إلى أنه حال تم رفع العقوبات في المستقبل القريب، فمن غير المرجح أن يتغير الوضع الاقتصادي السيئ، وذلك بسبب البيئة الاقتصادية غير الليبرالية التي تتمتع بها إيران، والتحكم بالاقتصاد ومعظم الشركات الكبرى. 

تعاون مع دول الخليج وآسيا وأوروبا

وأوضحت أن بزشكيان سيعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بشكل أكبر مع دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب لاعبين آخرين مثل الصين والهند.

كما سيسعى لمحاولة توسع الشركات الإيرانية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وسيعمل على عودة العلاقات التجارية إلى مستوى معين مع الولايات المتحدة. وأكدت تسوكرمان أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان بزشكيان سينفذ خفضاً للضرائب على الفئات محدودة الدخل، حيث يتطلب تنفيذ برامج الرعاية الصحية التي وعد بها إيرادات طائلة.

وتعتمد هذه البرامج الاجتماعية بشكل كبير على قدرة إيران على تعويض الثغرات الهائلة في الميزانية من خلال زيادة التجارة والاستثمارات، وتحسين صورتها لكي يُنظر إليها على أنها أقل خطورة بالنسبة للغرب. 

وأشارت إلى أنه رغم أن إحدى الحقائب الوزارية القليلة التي يتمتع فيها الرئيس بسلطة مستقلة هي الحقيبة الاقتصادية، فإن جزءاً كبيراً من الاقتصاد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الخارجية الإيرانية وجهود مكافحة الفساد.

من هو الرئيس الإيراني الجديد؟

مسعود بزشكيان هو طبيب وسياسي إيراني إصلاحي، وُلد عام 1954 في مدينة مهاباد، وحصل على دبلوم في الصناعات الغذائية عام 1975، وفي عام 1976 التحق بجامعة تبريز للعلوم الطبية لدراسة الطب، وأكمل دراسته الطبية عام 1985.

وفي عام 1990 حصل على تخصص في الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، وفي عام 1993 تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران. عُين في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وأصبح رئيساً لها.

في عام 1994، تم تعيين بزشكيان رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2000. بعد ذلك، انتقل إلى طهران حيث تولى منصب نائب وزير الصحة والتعليم الطبي. ثم تولى بزشكيان منصب وزير الصحة، وفي عام 2016 تمكن من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان، ممثلًا مدينة تبريز، حيث استمر في العمل السياسي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC