وافقت دول الاتحاد الأوروبي منذ قليل على قرار فرض سقف أسعار الغاز الروسي بعد مفاوضات صعبة وأعلنت التشيك رئيسية الاتحاد أن القرار سيدخل حيز التنفيذ منتصف فبراير المقبل.
وعقب صدور القرار هبطت أسعار الغاز الأميركي بأكثر من 10% إلى مستويات 5.9 دولار، بينما تتراجع أسعار الغاز الأوروبي في حدود 6% عند مستويات 35.8 دولار.
تفاصيل القرار
وقالت التشيك التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية إن دول الاتحاد الأوروبي وافقت على الحد الأقصى لأسعار الغاز الروسي حيث اتفق وزراء الاتحاد على سقف لسعر الغاز عند 180 يورو للميغاواط في الساعة.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين قالت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون إن الاتفاق على سقف لأسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي أضحى في متناول اليد.
وأضافت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون أن الاتفاق يتطلب تقديم تنازالات من الجميع، حيث أن ذلك رغبة قوية جدًا في التوافق من الجميع، إذ سيحاول الوزراء الموافقة عليه.
وخلال الاجتماع في وقت مبكر اليوم الإثنين قال وزير الطاقة اليوناني إن المقترح الأخير لسقف أسعار الغاز ب 188 يورو/ ميجا وات في الساعة يعطي إشارة صحيحة لوضع السوق.
المسودة السابقة
وفقًا لتفاصيل المسودة السابقة والتي اقترحت سقفًا عند 188 دولارا، إذا تجاوزت أسعار عقد الشهر الأول لمركز الغاز الهولندي لمركز تحويل الملكية (TTF) 188 يورو لكل ميغاواط / ساعة لمدة ثلاثة أيام - أقل بكثير من الحد السابق البالغ 275 يورو / ميجاوات ساعة المقترحة، من قبل المفوضية الأوروبية الشهر الماضي.
وفي وقت سابق طالبت ما يقرب من اثنتا عشرة دولة، بما في ذلك بلجيكا وبولندا واليونان، بسقف أقل من 200 يورو / ميغاواط ساعة لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز الذي أدى إلى تضخم فواتير الطاقة للمواطنين وأدى إلى ارتفاع مستوى التضخم هذا العام بعد أن أوقفت روسيا معظم شحنات الغاز إلى أوروبا.
المفاوضات منذ قليل
أعلن وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، أن تسع دول، أبرزها هنغاريا وألمانيا، عارضت فكرة فرض سقف للأسعار المفروضة على الغاز الروسي.
وقال سيارتو للصحفيين الهنغاريين، في أعقاب عملية تصويت تجريبي، أجريت في اجتماع لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، الذي عُقد صباح اليوم الإثنين، إن "المناقشات في اجتماع صباح اليوم، طرح فيها رئيس الاجتماع التشيكي اقتراحًا جديدًا، وكان هناك تصويت تجريبي".
ونوه إلى أن التصويت التجريبي، عارضت فيه تسع دول، بما فيهم هنغاريا، فكرة فرض سقف للسعر.
وأوضح وزير الخارجية الهنغاري، أن "الدول التي صوتت ضد القرار، باستثناء ألمانيا، هي دول قليلة السكان، فإنها لا تستطيع بدورها تشكيل الأقلية اللازمة لعرقلة القرار".
ويذكر أن مفوضة الطاقة الأوروبية، كادري سيمسون، قالت في وقت سابق من اليوم، خلال اجتماع وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي، إنها تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد سقف لسعر الغاز، كجزء من آلية تصحيح السوق.
ويذكر أن المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة كانت قد اقترحت، في نهاية نوفمبر الماضي، آلية مؤقتة، للحد من القفزات الشديدة في أسعار الوقود، كإجراء آخر للحد من أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، وعلى عكس المتوقع لم يتفق حينها وزراء الطاقة على مستوى سقف السعر، وشهد الاتحاد انقساما بين أعضائه.
هذا وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعليقه على فكرة الدول الغربية للحد من أسعار موارد الطاقة الروسية، أن روسيا لن تصدر أي شيء إلى الخارج، إذا كان يتعارض مع مصالحها الخاصة.
وصعد الغرب ضغوط العقوبات ضد روسيا على خلفية الأزمة مع أوكرانيا، إلا أن هذه العقوبات كانت لها أثر رجعي أيضا على القارة الأوروبية والولايات المتحدة، من حيث ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية.