بدأ المليونيرات في مغادرة الصين والمملكة المتحدة، ويتدفقون الآن إلى أستراليا والإمارات العربية المتحدة.
وأظهرت بيانات من شركة هينلي آند بارتنرز، وهي شركة تُقدم المشورة للأثرياء حول الأماكن التي ينتقلون إليها لحماية ثرواتهم وتنميتها، أن عددًا قياسيًا من المليونيرات انتقلوا إلى بلد جديد في عام 2023.
الشركة أكدت أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال موطنًا لأكبر عدد من أصحاب الثروات - الأفراد ذوي الثروات العالية - بنسبة 37%، إلا أنها ليست الدولة التي تشهد التدفق الأكبر، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر.
وبشكل إجمالي قدّر التقرير أن حوالي 122 ألف مليونير هاجروا إلى بلد جديد في عام 2023، إما للحصول على الجنسية أو الإقامة.
وارتفع عدد المليونيرات في عام 2023 بنسبة 45%، عن عام 2022، وهو الأعلى على الإطلاق منذ أن بدأت الشركة في تتبع البيانات في عام 2013.
* الخاسرون
ووفقًا لحسابات هينلي آند بارتنرز - التي تستند إلى بيانات الأشهر الستة الأولى من عام 2023 - كانت الصين في طريقها لخسارة أكبر عدد من أصحاب الملايين للعام الثاني على التوالي، مع انخفاض صافٍ قدره 13500 مليونير.
وكان هذا أكثر من ضعف ما كان عليه الحال في الدولة التالية، الهند، التي كان عدد أصحاب الملايين فيها أقل بـ 6500 في نهاية العام، كما احتلت المملكة المتحدة المركز الثالث بخسارة 3200.
* قائمة القمة
وفي غضون ذلك، إليك قائمة البلدان التي شهدت أكبر تدفق صافٍ لأصحاب الملايين في عام 2023.
جاءت أستراليا على القمة، إذ بلغ صافي مكسب أستراليا من المليونيرات (صافي تدفق ذوي الثروات العالية إلى البلاد)، في العام الماضي، 5200 مليونير.
وقال أندرو أمويلز، خبير في شركة هينلي آند بارتنرز، تجتذب أستراليا معظم أصحاب الملايين الجدد من آسيا وإفريقيا والمملكة المتحدة.
ورجح أن العديد من أصحاب الملايين ينجذبون إلى أستراليا بسبب قوانين الهجرة الخاصة بهم، والتي تمنح نقاطًا للمرشحين على أساس العمر والتعليم والخبرة المهنية والقدرة على التحدث باللغة الإنجليزية.
وكتب أمويلز: "أستراليا تجتذب باستمرار أعدادًا كبيرة من أصحاب الملايين كل عام، من المحتمل أن تكون هذه التدفقات الكبيرة المستمرة مرتبطة بنظام الهجرة الأسترالي القائم على النقاط، والذي يفضل الأفراد الأثرياء وذوي المؤهلات المهنية".
وأشار أيضًا إلى عوامل أخرى مثل الطقس وانخفاض الكثافة السكانية والسلامة والاقتصاد، وفرص التعليم والضرائب ونظام رعاية صحية من الدرجة الأولى.
إلى المرتبة الثانية، جاءت الإمارات العربية المتحدة بصافي مكاسب مقدرة من أصحاب الملايين تبلغ حوالي 4,500 مليونير.
وأشارت شركة هينلي آند بارتنرز إلى أن صافي عدد المليونيرات الجدد في الإمارات العربية المتحدة، تضاعف أربع مرات عن مستويات ما قبل الوباء البالغة حوالي 1000 سنويًا.
ويتزامن هذا النمو الأخير أيضًا مع معرض إكسبو 2020، وهو أحدث معرض عالمي، حيث اجتمعت الدول وملايين الزوار للبحث عن حلول للقضايا التي يواجهها العالم.
ووصف أمويلز دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها "مركز الثروة الأول في الشرق الأوسط" وترجع جاذبيتها إلى عوامل اقتصاد متنوع عبر العديد من القطاعات الرئيسية، والضرائب المنخفضة، والعقارات الفاخرة، والمدارس الجيدة، ونظام الرعاية الصحية المتميز.
ويأتي المليونيرات الذين ينتقلون إلى الإمارات العربية المتحدة من العديد من المناطق، بما في ذلك المملكة المتحدة وروسيا وإفريقيا وآسيا ودول الشرق الأوسط الأخرى.
أما عن المركز الثالث، فتحتله سنغافورة حيث بلغ صافي عدد أصحاب الملايين الذين اكتسبتهم سنغافورة، في عام 2023، نحو 3,200.
ولفت التقرير إلى أن معظم أصحاب الملايين الذين يهاجرون إلى سنغافورة يأتون من دول آسيوية أخرى.
وأكد أمويلز أن العديد من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا ينتقلون إلى سنغافورة، في إطار محاولتها أن تصبح "وادي السيليكون في آسيا". ومع ذلك أشار إلى أن وضع إدارة الثروات في البلاد جذاب أيضًا.
وفي المرتبة الرابعة، جاءت الولايات المتحدة الأميركية، حيث قدر التقرير صافي عدد المليونيرات الذين اكتسبتهم أميركا، في العام الماضي، بنحو 2,100.
ووفقا لهينلي آند بارتنرز، فإن معظم المليونيرات الجدد الذين ينتقلون إلى الولايات المتحدة يأتون من آسيا.
والقطاعات الأكثر شيوعًا بين هؤلاء الأثرياء هي الترفيه والخدمات المالية والتكنولوجيا.
وتحظى التكنولوجيا بشعبية خاصة، حيث تنتقل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا غالبًا إلى وادي السيليكون وأجزاء أخرى من الولايات المتحدة لتنمية شركاتها.
إلى المركز الخامس، تأتي سويسرا حيث بلغ صافي الأعداد المقدرة المكتسبة من أصحاب الملايين حوالي 1,800 خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من الفضائح المرتبطة بالنظام المصرفي في البلاد والانهيار الوشيك لبنك كريدي سويس، إلا أن سويسرا لا تزال تحتل مرتبة عالية بالنسبة لأصحاب الملايين.
وأشار التقرير إلى أن سويسرا لا تزال جذابة لأنها آمنة وتوفر أسلوب حياة جيدا للأثرياء. كما أنها لا تزال تتمتع بسمعة قوية بسبب قوانين السرية المصرفية.
ولا تقدم سويسرا الجنسية من خلال الاستثمار، ولكنها توفر الإقامة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في الاقتصاد السويسري، أو بدء عمل تجاري يفيد الاقتصاد، أو دفع ضريبة سنوية لا تقل عن 270 ألف دولار.
وفي المركز الأخير، جاءت كندا، إذ قدر التقرير صافي الأعداد المقدرة المكتسبة من أصحاب الملايين بنحو 1600.
وكتب أمويلز أن "البيئة المالية والقانونية والتنظيمية القوية - جنبًا إلى جنب مع الرعاية الصحية الشاملة ونظام التعليم المشهور عالميًا - تجعل البلاد مكانًا مرغوبًا فيه بشكل خاص لتربية الأسرة وإدارة الأعمال التجارية".
