عدلت 166 سفينة مسار رحلاتها للعبور بقناة السويس بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية فبراير الماضي، في إشارة واضحة على تأثير الأوضاع في منطقة البحر الأحمر على معدلات عبور السفن عبر القناة، حسب بيان من هيئة قناة السويس، اليوم الثلاثاء.
وأدت توترات البحر الأحمر خلال العام الماضي إلى تراجُع عدد السفن المارة عبر قناة السويس، وبالتالي تناقص إيرادات القناة.
وانخفضت عائدات قناة السويس بأكثر من 60% في 2024 مقارنة بعام 2023، ما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار هذا العام، وفق ما أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ديسمبر الماضي.
وفي وقت سابق من مارس الجاري، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر تتكبد خسائر شهرية تقدر بحوالي 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة، حيث يهاجم الحوثيون في اليمن السفن في البحر الأحمر.
وكانت إحصائيات الملاحة بالقناة قبل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة قد سجلت خلال 2023 أرقاماً قياسية جديدة وغير مسبوقة على مدار تاريخ القناة، محققة أعلى معدل عبور سنوي للسفن العابرة بعبور 26434 سفينة، وأعلى حمولة صافية سنوية قدرها 1.6 مليار طن، مسجلة أعلى إيراد سنوي بلغ 10.3مليار دولار، متخطية بذلك كافة الأرقام التي تم تسجيلها من قبل.
وأشار بيان الهيئة اليوم، إلى أنه رغم تصاعد وتيرة الأحداث وزيادة حجم التحديات، إلا أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها الملاحية والبحرية منذ اندلاع الأزمة، بل عكفت على مواصلة جهودها الداعمة لتحقيق التطوير الشامل والمتكامل من خلال استمرار مشروعات تطوير المجرى الملاحي، وذلك بالتوازي مع جهودها للارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل.
وفي ضوء تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، أكدت هيئة قناة السويس التزامها باستمرار مساعيها الرامية نحو تحقيق التواصل المستمر والفعال مع كافة عملائها والبناء على العلاقة الاستراتيجية التي تجمعها بالخطوط الملاحية الكبرى وغرف الملاحة العالمية والمنظمات الفاعلة في المجتمع الملاحي الدولي.
ولفت البيان إلى حرص مجموعة «ميرسك العالمية» على التنسيق المشترك للتأكيد على اهتمامها بوضع قناة السويس لتكون أحد المسارات الرئيسية التشغيلية لتحالف Gemini (شبكة المستقبل) الذي يجمع مجموعة ميرسك ومجموعة (HAPAG LIOYD) الألمانية والذي بدأ عمله في فبراير الماضي، علاوة على استمرار المباحثات حول سياسات إبحار المجموعة والخطط المستقبلية لزيادة معدلات عبور السفن التابعة لها عبر قناة السويس بمجرد استقرار الأوضاع بشكل كامل في منطقة البحر الأحمر.
وعبر الرئيس التنفيذي للخط الملاحي «MSC» سورين توفت، عن عدم تفضيله الإبحار حول طريق رأس الرجاء الصالح نظرا لافتقاره للخدمات البحرية الأساسية واستعداده لاستئناف العبور من قناة السويس فور عودة الاستقرار الكامل إلى المنطقة، حسب البيان.