عاد قادة الدول المشاركة في قمة "بريكس" بمدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا، للاجتماع في اليوم الثاني من القمة التي شهدت أول مشاركة من دول الإمارات والسعودية ومصر بصفتها دولاً أعضاء، وسط تطلعات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة.
وتأتي القمة وسط انفتاح على زيادة عدد دول التكتل بعد أن زاد إلى 9 خلال السنة الحالية بعدما كان 5 فقط. أما الدول الأعضاء الجديدة فهي مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا.
إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته الافتتاحية اليوم:« أكثر من 30 دولة عبرت عن رغبتها في الانضمام لمجموعة بريكس».
بلغ عدد سكان المجموعة بعد توسعتها نحو 3.5 مليار نسمة، يشكلون 45% من سكان العالم، وتبلغ قيمة اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، ما يقدر بنحو 28% من الاقتصاد العالمي.
حول دور دول المجموعة في الاقتصاد العالمي، قال بوتين: «حصة دول بريكس في الناتج المحلي الإجمالي العالمي ستسجل وفقاً لمقياس القوة الشرائية هذا العام مستوى قياسياً يبلغ 36.7% مقارنة بـ29.6% لدول مجموعة السبع».
في الوقت ذاته، أشار تقرير صدر اليوم عن وزارة المالية والبنك المركزي الروسيين، إلى أن استخدام البنية التحتية المالية الغربية، بما في ذلك البنوك والبورصات ووكالات التصنيف الائتماني وشركات التأمين وغيرها، يكلف البلدان التي تعتمد عليها عشرات المليارات من الدولارات.
واقترح التقرير عددا من الحلول والبدائل، بما في ذلك مبادرة الدفع عبر الحدود، ونظام التفاعل بين الودائع، وإنشاء شركة لإعادة التأمين.
وقال نائب وزير المالية الروسي، إيفان تشيبيسكوف: «لا توجد قرارات جاهزة للموافقة عليها من قبل القادة في قمة قازان بهذا الشأن، وتتوقع موسكو أن تتبنى البرازيل المبادرات الروسية وتطورها عندما تتولى الرئاسة السنوية لمجموعة بريكس في الدورة المقبلة».
أوضح تقرير وزارة المالية والبنك المركزي الروسيين أن العالم يحتاج إلى آليات دفع جديدة غير مرتبطة بالدولار الأميركي ونظام «سويفت».
في المستقبل القريب، ستسعى المجموعة إلى إصلاح أكثر جوهرية، بما في ذلك وظيفة مقرض الملاذ الأخير لـلنظام غير الدولاري، في إشارة إلى الدور الذي يقوم به «صندوق النقد الدولي».
وقال التقرير: «كان من المفترض أن يلعب صندوق النقد الدولي دور المقرض الأخير للعالم أجمع، لكنه خاضع الآن لسيطرة الغرب، ولا يؤدي هذه الوظيفة لصالح الدول الفقيرة وغير الصديقة للولايات المتحدة».
يذكر أن القمة في دورتها لهذا العام، تُعقد تحت شعار «التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، وذلك بمشاركة قادة عدد من دول المجموعة ورؤساء حكوماتها بجانب ممثلي الدول المدعوة.
وتركز القمة على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص للشرق الأوسط، وسيكون العنوان الرئيسي للاجتماع: «بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك».
تشارك في الاجتماعات 36 دولة، بينها 22 على أعلى مستوى وقيادات 6 منظمات دولية، حيث يناقش المشاركون قضايا التفاعل بين دول الأغلبية العالمية، بما في ذلك تحسين بنية العلاقات الدولية، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، إضافة إلى الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط.