logo
اقتصاد

الجمعة السوداء في 2022 بدون عروض تحطيم الأسعار

الجمعة السوداء في 2022 بدون عروض تحطيم الأسعار
تاريخ النشر:1 ديسمبر 2022, 03:42 م

كان من المتوقع زيارة ملايين الأميركيين المتاجر التقليدية الجمعة بعد عيد الشكر، مع تراجع جائحة كوفيد-19 وعودة الناس إلى عاداتهم ما قبل الوباء. لكن كان هناك تحولًا عن عادات العامين الماضيين، حيث ظل الناس بمنازلهم وتسوّقوا عبر الإنترنت، بينما تعاني ميزانيات العديد من الأسر هذا العام من ارتفاع أسعار الغاز والبقالة.

المؤشرات المبكرة تؤكد تباطؤ النشاط مقارنةً بالعام الماضي، حيث تم إنفاق 5.3 مليار دولار على الإنترنت في عيد الشكر، بزيادة 2.9 % عن عطلة العام الماضي، وفقًا لــ"أدوب أناليتكس"، التي تتبع الإنفاق على مواقع الإنترنت. وتوقّعت "أدوبي" وصول الإنفاق عبر الإنترنت بالجمعة السوداء بين 9 - 9.2 مليار دولار، بزيادة 1% - 3% على أساس سنوي.

ذهبت غابرييلا فاريا، المُعلمة البديلة (26 عامًا) من يونكرز بنيويورك، إلى متجر "كولز" 5 صباحًا للحاق بصفقات تسوق عيد الميلاد. وقالت "تجاوزت التسوق عبر الإنترنت" بعد عامين من عدم ممارسة تقليد الجمعة السوداء بسبب كوفيد.

وضعت فاريا مع أصدقائها خطة للخروج للتسوق هذا العام وقالت: "نريد الخروج ولمس الأشياء، رؤيتها وشرائها على الفور".

تقديرات متفائلة

تجمّع في المتجر بضعة موظفين بالقرب من المدخل الأمامي للترحيب بالعملاء القادمين. لم يكن هناك العديد من الطوابير واللوحات الإعلانية حول الخصومات في المتجر.

استعد تجاز التجزئة مع إغلاق العديد من المتاجر في عيد الشكر، لزيادة كبيرة في الزيارات ،الجمعة، مع توقع زيادة المبيعات، باستثناء وكلاء السيارات 15% مقارنة بالجمعة السوداء العام الماضي، وفقًا لـ"ماستر كارد سبيندينغ بولس"، التي تقيس مبيعات التجزئة في المتاجر، وعبر الإنترنت باستخدام كافة حلول الدفع. وتوقعت "ماستركارد" ارتفاع المبيعات بالمتاجر 18% في الجمعة السوداء، بينما ترتفع عبر الإنترنت 3.7% فقط.

قال الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للمركز التجاري "سي بي إل آند أسوشيتس بروبيرتي ،ستيفن ليبوفيتز: "هذا المعدل أقرب لجمعة سوداء عادية عشناها منذ عدة سنوات".

بدأ العديد من تجار التجزئة في تعليق إعلانات خصومات كبيرة في أكتوبر الماضي، للتخلص من المخزون الزائد بالتزامن مع تخفيف قيود سلسلة التوريد. لكن الصفقات لم تكن كافية لجذب بعض المتسوقين، الذين استمر خوفهم من ركود الاقتصاد، وارتفاع التضخم.

قالت شركتا "ميسي" و"كولز"، وسلاسل أخرى، إن المبيعات تباطأت في أكتوبر ومطلع نوفمبر، مع تأجيل مشتريات العطلات رغم الانتعاش في الأسابيع الأخيرة، بسبب الطقس البارد الشمال الشرقي، وأجزاء أخرى من البلاد.

ضحايا كوفيد

أصدرت جامعة ميتشيغان الأربعاء، مؤشر ثقة المستهلك لشهر نوفمبر، الذي انخفض 5.2% على أساس شهري، و15.7% مقارنة بنوفمبر 2021.

قالت مديرة الاستطلاع جوان هسو: "تأثرت أراء المستهلكين باستمرار ارتفاع التضخم، وارتفاع تكاليف الاقتراض وانخفاض أسعار الأصول وضعف توقعات سوق العمل".

كانت السلع التقليدية التي تباع بخصومات كبيرة لفترة محدودة خلال ساعات الصباح الباكر لجذب العملاء للمتاجر، أحد ضحايا الوباء، ولم تسترد عافيتها. حيث كان المتسوقون في الغالب يصطفون في طوابير طوال السنوات الماضية، لانتهاز صفقات على أجهزة التلفزيون ذات الشاشة الكبيرة، والأجهزة الإلكترونية وسلع أخرى. وقد تصبح الحشود في بعض الأحيان خطرة، عندما يتزاحم الناس لدخول المتاجر، والحصول على السلع قبل نفادها. 

قال كبير مستشاري القطاع بشركة أبحاث "إن بي دي غروب" التسويقية، مارشال كوهين: "تثير صفقات تحطيم الأسعار قلق الكثيرين، فلا أحد يرغب بمزاحمة الحشود والاستيقاظ في 4 صباحًا".

جاءت "ولمارت" و"تارغت أند كو" و"بيست باي" و"ميسي" بين السلاسل التي توقفت عن فتح أبوابها أثناء الوباء، عندما اضطروا إلى خفض عدد العاملين بالمتاجر لأسباب صحية، حيث تحولت إلى العروض الترويجية لفترا أطول، وأحيانًا طوال اليوم أو الأسبوع.

عروض مبكرة

قالت ديانا أموا ( 25 عاماً)، التي زارت متجر "بيست باي" القريب من منزلها في برونكس بنيويورك، مع شقيقتها باربرا، التي تبحث عن تلفزيون وسماعات، حيث اعتادت الأختان الخروج للحصول على صفقات تحطيم الأسعار سنوياً، لكنهما لم تتمكنا من القيام بذلك منذ كوفيد: "كل صفقات الخصم كانت متاحة على الإنترنت طيلة الأسبوع". 

كانت الحواجز الحديدية بمدخل متجر "بيست باي" لتنظيم الطوابير جاهزة،  وفتح المتجر أبوابه 5 صباحًا، بينما لم يكن هناك سوى نحو 20 شخصًا.

منذ أكتوبر، قدمت "تارغت" صفقات وعروضاً جديدة كل أحد،  تضم صفقات الجمعة السوداء هذا الأسبوع. وبدايةً من 7 نوفمبر، قدمت "ولمارت" عروض الجمعة السوداء في الأيام العادية، كما بدأت عروض الجمعة السوداء من "بيست باي"  في 20 نوفمبر، وقدمت "ميسي" عروض الوصول المبكر في 7 نوفمبر، إلى جانب عروضها الترويجية الكاملة للجمعة السوداء  المتاحة من 20 نوفمبر إلى 26 نوفمبر.

التسوق فجراً

وقال الرئيس التنفيذي لـ"ميسي"، جيف غينيت عن العروض: "كنا نتلقى شكاوى من العملاء، الذين يأتون بعد نفاد السلع التي يريدونها، حيث يرغب الناس بالتسوق عندما يريدون ذلك، وربما لا يرغبون بالتسوق صباحًا للاستفادة من العروض".

اشترت مؤلفة الأغاني، أريانا أوديل (32 عاماً)، التي تعيش في مانهاتن، هدية عيد ميلاد غسالة أطباق في أكتوبر بخصم 30%. وقالت: "قلت لنفسي، ربما ينبغي أن أنتظر الجمعة السوداء، لكنني لم أرغب السهر حتى منتصف اللّيل هناك في عيد الشكر".

كان تأثير إعلانات الجمعة السوداء التي تستخدم كلمة "تحطيم الأسعار" نصف 2021 تقريبًا، وفقًا لـموقع "ديل نيوز دوت كوم"، الموقع الإلكتروني الذي يقارن أرقام التسوق. وقالت جولي رامهولد، محللة المستهلكين في "ديل نيوز دوت كوم": "الخصومات متشابهة، لكن تجار التجزئة لا يقيدونها بإطار زمني ضيق".

تقدم "تارغت" على سبيل المثال خصمًا 40% على الأحذية والمعاطف، وخصمًا بنحو 60 دولارًا على سماعات الأذن "بيست ستوديو" خلال الفترة 24 - 26 نوفمبر، كذلك قدمت "ولمارت" خصمًا 40 دولارًا على ماكينة تحضير الإسبرسو "تشيفمان" يوم الجمعة، وعلى كافة الماكينات بالمخزن أيضاً، بينما عرضت "ميسي" خصومات على كل شيء، من حقائب اليد إلى الأسرّة حتى يوم السبت. 

يستمر التضخم قرب أعلى مستوى له في أربعة عقود. وترى فاريا إنها بحاجة لخصومات، حتى تشتري هدايا عيد الميلاد هذا العام نتيجة ارتفاع تكلفة البقالة التي تثقل ميزانيتها، وقالت: "في تلك المرحلة، يجب توفير ما نستطيع، لكننا ما زلنا نرغب أن يكون عيد الميلاد دافئًا وممتعًا".

الخصومات لم تختف

يجد بعض الناس طرقًا مبتكرة لتنظيم نفقاتهم، بينما ارتفعت أسعار كل شيء من الألعاب إلى غطاء أباريق الشاي، حيث تستخدم كيت لاكروا، من بولدر في كولورادو، نقاط المكافآت من بطاقة "أميركان إكسبريس" الائتمانية لشراء الهدايا مثل الكتب، ورداء الحمّام، وميكروفون الكاريوكي، وقالت المديرة التنفيذية لتسويق الأغذية (48 عاماً): "أخطط لاستخدام النقاط بكافة عمليات التسوق في عطلات هذا العام".

لم يوقف كافة تجار التجزئة عروض تحطيم الأسعار. حيث قدمت "أمازون"‎ صفقات تحطيم الأسعار ضمن تخفيضات الجمعة السوداء لمدة 48 ‏ ساعة، التي بدأت صباح الخميس، وشملت ملابس نوم الأطفال مقابل 10دولارات، ‏ وأدوات التزلج التي لا تتجاوز 15دولاراً.

أول 200 شخص دخلوا متاجر "كول" عندما فتحت أبوابها في 5 صباح يوم الجمعة، حصلوا على فرصة للفوز بجوائز مثل حقائب سامسونايت، أو رحلة إلى منتجع ليغولاند. 

أعادت "جي سي بيني" قسائمها للتخفيضات بعد توقفها لعامين، ومنحتها لأول شخص بالصف مع افتتاح المتاجر 5 صباحًا يوم الجمعة السوداء. وقالت الشركة، إن الكميات تختلف باختلاف المتاجر، وقد وصل الخصم على القسائم 10 دولارات على المشتريات بقيمة 10 دولارات، و100 دولاراً على المشتريات بقيمة 100 دولار وخصم بقيمة 500 دولار على المشتريات بقيمة 500 دولار، على أن تصلح ليوم الجمعة السوداء فقط. 

قالت مديرة التسويق في "جي سي بيني"، ميشيل ولازلو : "نستعد لعودة الجمعة السوداء هذا العام. سوف يرغب الجميع في الخروج والتسوق".

للتسوق متعة

قضت تونيا لامبرت (53 عاماً)، جزءًا من يوم الجمعة في التسوق داخل "ذا دوميان" في أوستن بتكساس، مع ابنتها، وقالت، رغم أنها ليست من المتسوقين الكبار في الجمعة السوداء، لكنها تستمتع بالخروج للمتعة، كما تمكنت من اقتناص بعض الصفقات الجيدة على الألعاب والمجوهرات، دون الاضطرار إلى الاستيقاظ مبكرًا للتسوق، كما لاحظت توافد عدد أقل من الأشخاص في ساعات الصباح الباكر، مما كان عليه الوضع قبل انتشار الوباء.

قالت لامبرت: "ما زلت أعتقد أن الناس يتسوقون عبر الإنترنت، هناك فعلاً أشخاص بالخارج، لكنه يشبه أي يوم آخر".

أبدى بعض المديرين التنفيذيين لشركات البيع بالتجزئة الاستعداد لموسم كبير من رسوم المبيعات المؤجلة، خاصة وأن عيد الميلاد يصادف يوم الأحد، ما يسمح للناس بالحصول على هدايا اللحظة الأخيرة يومي الجمعة والسبت السابقين للعيد. وقالوا إنه كلما طال انتظار المتسوقين للشراء، زاد توتر تجار التجزئة كلما زادت الخصومات التي يقدمونها.

قال  الرئيس التنفيذي لشركة "أوفرستوك دون كوم"،جوناثان جونسون : "رغم قوة الصفقات والعروض لكنها سوف تتحسن أكثر".

المصدر: وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC