logo
اقتصاد

لندن تصوغ علاقتها التجارية بعيداً عن أوروبا بعد 8 سنوات من «بريكست»

لندن تصوغ علاقتها التجارية بعيداً عن أوروبا بعد 8 سنوات من «بريكست»
الواردات البريطانية من الاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 10% بين عامي 2018 و.2023المصدر: رويترز
تاريخ النشر:30 ديسمبر 2024, 02:00 م

بعد مرور ثماني سنوات على تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، أصبحت البلاد تُعيد توجيه بوصلتها التجارية نحو العالم خارج القارة الأوروبية. وبحسب دراسة صادرة عن الجمارك الفرنسية، فإن المملكة المتحدة أصبحت أكثر انفتاحاً على بقية العالم منذ «بريكست».

وكشفت الدراسة أن الواردات البريطانية من الاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 10% بين عامي 2018 و2023، في حين ارتفعت الواردات من الدول الأخرى بنسبة 48%. كما تغيّر ترتيب مورّدي المملكة المتحدة خلال هذه الفترة؛ ففي عام 2018، كانت ألمانيا المورد الأول، بينما تصدّرت الصين القائمة في عام 2023، تليها الولايات المتحدة، فيما تراجعت ألمانيا إلى المرتبة الثالثة.

ارتفاع الصادرات البريطانية نحو العالم

لم يكن التغير مقتصراً على الواردات فحسب؛ بل تراجعت الصادرات البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 6% خلال الفترة نفسها، بينما شهدت الصادرات إلى بقية العالم ارتفاعا بنسبة 16%. وتشير البيانات إلى أن هذا التحول التجاري نحو دول العالم قد عوّض بشكل كبير الانخفاض في التبادل مع دول الاتحاد الأوروبي.

ووفقاً للإحصاءات، انخفضت حصة الصادرات البريطانية إلى أوروبا من 46% من إجمالي الصادرات في عام 2018 إلى 41% في عام 2023. أما الواردات من الاتحاد الأوروبي، فقد تراجعت نسبتها من 52% إلى 40% خلال الفترة نفسها.

العلاقات التجارية مع فرنسا

أشارت الدراسة أيضاً إلى تراجع كثافة التبادل التجاري بين بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام. ومع ذلك، لا تزال بريطانيا الجار الأقرب الذي تحقق معه فرنسا أكبر فائض تجاري ثنائي. فقد بلغ فائض فرنسا التجاري مع بريطانيا 10.5 مليار يورو بين نوفمبر 2023 وأكتوبر 2024، بانخفاض قدره مليارا يورو مقارنة بعام 2019 قبل جائحة «كوفيد-19».

الحدود وتأثيرها على التجارة

أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واستعادة الضوابط الحدودية إلى تقليص العلاقات التجارية، حيث ارتفع عدد الشركات الفرنسية الصغيرة التي تصدّر إلى بريطانيا. ومع ذلك، انخفض عدد الشركات الفرنسية التي تستورد السلع من بريطانيا بمقدار الثلث منذ عام 2018، في وقت شهدت فيه العلاقات التجارية مع ألمانيا وإيطاليا نمواً.

فرنسا كمركز لإعادة التصدير

ظلّت حصة الواردات الفرنسية من بريطانيا مستقرة، وهو استثناء في القارة الأوروبية. ويرجع ذلك، وفقاً للدراسة، إلى تحول فرنسا إلى منصة لوجستية لإعادة تصدير السلع البريطانية إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وهي حركة لم تكن مشمولة بالإحصاءات في السابق.

التحديات مع ألمانيا

اللافت أن العلاقات التجارية الفرنسية ليست في تدهور مع بريطانيا فقط؛ بل تعاني أيضًا من تراجع كبير في الصادرات إلى ألمانيا. ورغم أن بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي، فإن الركود الاقتصادي الذي تشهده ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، ألقى بظلاله على التجارة البينية داخل منطقة اليورو.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC