وقال أبو الشوارب في تصريحات خاصة لـ "إرم الاقتصادية"، على هامش فعاليات معرض جلفود 2023، الذي انطلقت فعالياته مطلع الأسبوع الجاري بدبي، "اليوم تعدينا الـ 100 شركة أعمال في قطاع الأغذية، معظمها لديها مصانعها الخاصة، أو مستودعاتها الجاهزة في مدينة دبي الصناعية، وتتنوع أحجام المؤسسات بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة".
وأضاف أبو الشوارب "ومن ضمن المصانع الرئيسية والكبرى في المدينة، شركة البركة للتمور والتي تعتبر من أكبر مصانع التمور المملوكة من شركة خاصة في العالم، ولدينا أيضاً مصنع ضخم للأسماك، ومصنع شركة بركات وأميركانا، ولا تزال هذه الشركات تتوسع في انتاجها وصادرتها عاماً بعد عام".
وتابع أن من المصانع الكبيرة التي بدأت الانتاج خلال العام الماضي، مخابز "ويندر بيكري" والتي تمتلك مستودعات ضخمة أيضاً، لافتاً إلى أن الطلب في قطاع الأغذية بازدياد ونمو مستمر، ويأتي ذلك مدفوعاً بالدروس التي تعلمناها خلال فترة كوفيد-19 حيث بات الأمن الغذائي قضية مهمة وحساسة لدولة الإمارات وللمنطقة.
وذكر أبو الشوارب "اليوم نرى حتى مصانع الأغذية لم تعد تغطي السوق المحلي فحسب بل دخلت في مرحلة التصدير فمصانع مدينة دبي الصناعية تصدر منتجاتها لأكثر من 80 دولة حول العالم، إذ بات المصنعين يطبقون العديد من الاستراتيجيات والسياسات المتقدمة منها أتمتة الانتاج والذي نراه في معظم المصانع، وكذلك تقليل المخلفات وتخفيض الانبعاثات الكربونية والتي باتت على رأس الأولويات".
واليوم المنتج الإماراتي يصل إلى أسواق أوروبا وأميركا وكندا واستراليا ونيوزلندا بحكم أن المنتج نفسه مُصَنّعْ وفق معايير قليلة الانبعاثات الكربونية وضمن سياسات الاستدامة الدولية، وكان لذلك أثر إيجابي في عمليات التصدير ودخول أسواق جديدة، فمنتج صنع في الإمارات وصل للدول الأوربية وأميركا والاسترالية بحكم أن معظم المصانع لدينا تولد حاجتها من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وتقلل الهدر، كما أن بعض المصانع لديها شهادات الاستدامة الدولية مثل "الليدز" مما دفع الكثير من الشركات العالمية إلى التوجه لشراء منتجانا وتوزيعها في أسواقها.
وأوضح أبو الشوارب أن هناك نسبة جيدة من المصانع في مدينة دبي الصناعية تعتمد على توليد الطاقة الخاصة بالانتاج على مصادر نظيفة ومستدامة، حيث نولد اليوم أكثر من 40 ميغا وات من الطاقة النظيفة وهي نسبة ممتازة جداً وتظهر لنا توجه الصناعة بشكل عام نحو خيارات الاستدامة والتي باتت تشهد نمواً سنوياً مطرداً.
وكشف النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي أن هناك العديد من المصانع اليوم في المدينة لا تزال في مرحلة البناء وستدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، منها ما هو متخصص بمنتجات الألبان، وأخر يعتمد على تقنيات الزراعة العامودية.
وأكد أن المستثمر الصناعي في دول الإمارات وبالأخص في مدينة دبي الصناعية خلال الأزمات الماضية والحالية، أثبت أن لديه الذكاء الكافي من ناحية فتح أسواق جديدة، فاليوم نحن بحكم البنية التحتية المتطورة بما يشمل ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم ومطار دبي وقريباً محطة دبي الصناعية للشحن ضمن مشروع قطار الاتحاد والتي ستكون جاهزة في مرحلتها الأولى خلال الربع الثاني، وكذلك الشوارع الرئيسية، شارع محمد بن زايد وشارع الإمارات تساعد المصنعين على استيراد المواد الأولية بسرعة ومرونة عالية وتوفر لهم قدرات تصديرية لمنتجاتهم النهائية.
والجدير بالذكر أن ميناء جبل علي يغطي ست قارات في عملياته وهذا ساعد بشكل كبير في عمليات استيراد المواد الأولية من دول متضررة أو من دول متأثرة إما بأزمة أوكرانيا وروسيا أو بكورونا سابقاً، فكل ذلك ساعد بكشل إيجابي المصانع لدينا لكي لا تتوقف عن الانتاج وكذلك تغطي دول مجاورة واقليمية.
وأشار أبو الشوارب إلى أن الإقبال على نسخة العام الجاري من معرض الخليج للأغذية جيدة جداً، حيث أثبت المعرض سنة بعد سنة نجاحه وتطوره في استقطاب دول كثيرة عالمية، ومن أسباب نمو أعداد العارضين في نسخة هذا العام بنسبة 30% هو عودة العارضين الصينين بشكل كبير، فضلاً عن أهمية قضية الأمن الغذائي الملحة والحساسة لكل دول العالم، إلى جانب قضايا تبادل الخبرات وتوسيع مصادر المواد الأولية والتطورات في قطاع التعبئة والتغليف.