يسعى الملياردير الإماراتي ومؤسس ورئيس مجلس إدارة «مجموعة الحبتور»، خلف أحمد الحبتور، إلى نقل مبنى فندق «ميتروبوليتان بيروت» إلى موقع جديد في دولة أخرى، في ضوء مساعيه للتخارج من لبنان، وفقاً لفيديو نشره على حسابه عبر منصة (X).
كان الحبتور أعلن يناير الماضي بيع جميع ممتلكاته واستثماراته في لبنان؛ بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد، حيث قرر إلغاء جميع المشاريع الاستثمارية التي كان يعتزم تنفيذها في لبنان، بالإضافة إلى الامتناع عن السفر إلى لبنان.
قال الحبتور إنه اجتمع مع الفريق الهندسي في «مجموعة الحبتور» والاستشاري وشركة المقاولات الصينية في «الحبتور سيتي» لدراسة نقل مبنى يملكه من دولة إلى أخرى.
أشار إلى أنه سيتم نقل المبنى إلى موقع جديد عبر بارجة بحرية، بعد اكتمال الدراسة الفنية واللوجستية للمشروع.
وفقاً للفيديو، أوضح أحد المهندسين أنهم قاموا بدراسة المبنى، بما في ذلك التصميم الخرساني والهيكلي، بهدف تقطيعه وتحويله إلى أجزاء يمكن نقلها، باستخدام تقنية سبق تطبيقها في الصين.
كما شرح ممثل الشركة الصينية طريقة النقل، قائلاً «العملية ستبدأ بتدعيم كل وصلة أفقية وعمودية لضمان سلامة هيكل المبنى، قبل نقله عبر مسار آمن إلى الموقع المحدد، وستتم عملية النقل باستخدام مقطورة ضخمة تتحرك على مسار يشبه السكة الحديدية، ومن ثم تُنقل الأجزاء إلى بارجة أو سفينة ضخمة».
فيما أكد المسؤولون أن عملية النقل تلك آمنة، وتم تنفيذها سابقا في الصين واليابان.
ستشمل عملية النقل الأساسات والدور الأرضي وباقي الأدوار مع الحفاظ على نفس تصميم المبنى، بما في ذلك الأثاث وأجهزة التكييف، وفقاً للمسؤولين.
بينما علق الحبتور قائلاً: «سعيد بأن الدراسة قد اكتملت، والنتائج تبدو واعدة جداً، حيث ناقشنا كافة التفاصيل الفنية واللوجستية مع الفريق، وأنا راض تماماً عن ما تم التوصل إليه»، مضيفاً أنه متحمس لرؤية هذه الفكرة الصعبة تتحول إلى واقع، قريباً.
في يناير قال الحبتور: «اتخذتُ، بالتشاور مع مجلس إدارة مجموعة الحبتور، قراراً مؤلماً لم أرغب يوماً في الوصول إليه، لكن الأوضاع الراهنة في لبنان، من غياب الأمن والاستقرار وانعدام أي أفق لتحسن قريب، دفعتنا إلى اتخاذ الخطوات التالية: إلغاء جميع المشاريع الاستثمارية التي كنا نعتزم تنفيذها في لبنان، الامتناع عن السفر إلى لبنان، سواء لي أو لعائلتي أو لمديري المجموعة، بيع جميع ممتلكاتي واستثماراتي في لبنان، لم تُتخذ من فراغ، بل جاءت نتيجة دراسة دقيقة ومتابعة عميقة للأوضاع هناك».
كانت «مجموعة الحبتور» أعلنت في يونيو الماضي إلغاء خططها لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة من لبنان، كانت مخصصة لبث برامج ثقافية واجتماعية ورياضية، وذلك بسبب التحديات الأمنية التي واجهت المشروع، بما في ذلك التهديدات الجسدية التي تعرض لها المؤسس والموظفون، مما جعل الاستمرار في لبنان غير ممكن، وفقاً لبيان سابق صادر عن المجموعة.
تعرض اقتصاد لبنان، الذي يعاني بالفعل أزمات مالية طويلة الأمد، لمزيد من الدمار بسبب الحرب الأخيرة مع إسرائيل. فقد أسفر الصراع الذي اندلع في سبتمبر عن دمار واسع في مختلف أنحاء البلاد؛ ما زاد تعقيد الأوضاع الاقتصادية المتدهورة منذ الانهيار الكبير في 2019.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يقدر الخبراء أن الحرب تسببت بخسائر تجاوزت 8.5 مليار دولار؛ ما دفع البلاد إلى مزيد من الانحدار الاقتصادي.