رفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، اليوم الثلاثاء، توقعاته لأرباح شركات الطيران عالمياً لعام 2025، وتوقع أن تتجاوز إيرادات القطاع تريليون دولار للمرة الأولى، وأن يصل عدد المسافرين عالمياً إلى 5.2 مليار مسافر على الرغم من مشكلات سلسلة التوريد المستمرة.
شهدت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم عرقلة لنموها؛ بسبب الصعوبات التي تواجهها شركة صناعة الطائرات بوينغ وإيرباص، والتي بدورها أدت إلى تأخير تسليم الطائرات.
وتقول شركات الطيران إنه بدون طائرات أحدث وأكثر كفاءة، لن تتمكن من خفض تكاليف وقود الطائرات، في حين تتمكن من نقل المزيد من الركاب.
ومع ذلك، صرحت (أياتا) عبر منصة إكس، بتوقعات أن تحقق الصناعة العالمية 36.6 مليار دولار من صافي الربح في 2025، ارتفاعاً من 31.5 مليار دولار من صافي الربح المتوقع في عام 2024.
وقال ويلي والش المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي، «ستساعد كل هذه الجهود في تخفيف العديد من المعوقات التي تواجه الربحية، والتي تقع خارج سيطرة شركات الطيران، وخاصة تحديات سلسلة التوريد المستمرة والعبء الضريبي المتزايد».
يأتي هذا التحسن بعد 4 سنوات من انهيار الصناعة وتكبدها خسائر بلغت 140 مليار دولار في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، إلا أنها استعادت عافيتها بفضل الطلب القوي على السفر. ومن المتوقع أيضاً أن تنخفض أسعار وقود الطائرات، ما يوفر بعض الراحة لشركات الطيران.
ومع ذلك، أشارت «إياتا» إلى أن عدم اليقين المرتبط بالصراعات العالمية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، بالإضافة إلى التغيرات المحتملة في الإدارة الرئاسية الأميركية، قد يشكّل مخاطر على صحة القطاع.
كما يُتوقع أن تنخفض عائدات الركاب -أو متوسط المبلغ الذي يدفعه الراكب للسفر إلى مسافة ميل واحد- بنسبة 3.4% مقارنةً بعام 2024.
وبحسب التقرير، فمن المتوقع أن يبلغ العائد على رأس المال المستثمر (ROIC) للصناعة العالمية 6.8% في عام 2025، وفي حين أن هذا يمثل تحسناً عن نسبة العائد على رأس المال المستثمر في عام 2024 البالغة 6.6%، فإن العائدات للصناعة على المستوى العالمي تظل أقل من متوسط التكلفة المرجحة لرأس المال. ويعد العائد على رأس المال المستثمر الأقوى بالنسبة لشركات الطيران في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، حيث تجاوز تكلفة رأس المال.
يتوقع أن تبلغ إجمالي إيرادات الصناعة 1.007 تريليون دولار، بزيادة بنسبة 4.4% على عام 2024، وستكون المرة الأولى التي تتجاوز فيها إيرادات الصناعة تريليون دولار، ومن المتوقع أن تنمو النفقات بنسبة 4 في المئة إلى 940 مليار دولار.
وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن يصل عدد المسافرين إلى 5.2 مليار مسافر في عام 2025، بزيادة قدرها 6.7% مقارنة بعام 2024، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد المسافرين الخمسة مليارات مسافر، ومن المتوقع أن يصل حجم الشحن إلى 72.5 مليون طن، بزيادة قدرها 5.8% على عام 2024.
وفي السياق ذاته، قال والش، إن شركات الطيران العالمية قد لا تحقق أهداف الوقود المستدام، مضيفاً خلال فعالية إعلامية للاتحاد الدولي للنقل الجوي في جنيف، اليوم، أن قطاع الطيران لا يتحرك بالسرعة الكافية لتحقيق أهداف إنتاج واستخدام الوقود المستدام، بينما يهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات بحلول 2050. وتابع: "لا نحرز التقدم المأمول. وبالطبع، لا نحرز التقدم الكافي".
وبحسب بيانات إياتا، لا يشكل وقود الطيران المستدام سوى ما يقرب من 0.3% من الوقود المستخدم في الطائرات حول العالم، ومن المتوقع أن يشكل 0.7% فقط بحلول 2025.
ويقول خبراء إن معدل إنتاج الوقود الأخضر يتعين أن ينمو بسرعة حتى يتمكن القطاع من تحقيق أهدافه المتعلقة بالانبعاثات.
فيما أظهرت دراسة للاتحاد الدولي، أن الإنتاج العالمي من وقود الطائرات الأخضر في 2024 كان طناً واحداً فقط، وهو أقل من توقعات الاتحاد قبل عام، والتي كانت تشير إلى أنه سيبلغ 1.5 طن.
وستطلق أياتا مشروعاً جديداً لتتبع مبادرات وقود الطائرات المستدام العالمية بشكل أفضل العام المقبل في محاولة لتوفير مزيد من الشفافية حول التقدم المحرز بالقطاع.
الجدير ذكره، أن أوروبا تتأخر عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحوافز التي يمكن أن تساعد على تعزيز الاستثمار في مرافق الإنتاج، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي.