السيارات والأدوية والسلع الفاخرة تنتعش بعد تأجيل رسوم ترامب الجمركية

انتعشت الأسواق العالمية بشكل ملحوظ عقب تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، ما انعكس إيجابياً على عدة قطاعات حيوية.

وقادت قطاعات السيارات، والأدوية، والسلع الفاخرة موجة الصعود، مستفيدة من تراجع التوترات التجارية وتحسن توقعات النمو العالمي.

هذا التراجع المفاجئ في السياسات الحمائية أعاد الثقة إلى المستثمرين، ودفع بأسهم هذه القطاعات إلى تسجيل مكاسب قوية في الأسواق الدولية.

السيارات

سجلت شركات صناعة السيارات مكاسب كبيرة، حيث تفاعلت بشكل إيجابي بعد إعلان ترامب عن توقف لمدة 90 يوماً.

فولكس فاغن الألمانية، وبي إم دبليو ومجموعة مرسيدس بنز وستيلانتيس المدرجة في ميلانو، قفزت جميعها بأكثر من 9% بعد فترة وجيزة من الافتتاح، وفق وكالة «بلومبرغ».

وارتفعت أسهم شركة فيات كرايسلر، التي تمتلك علامات تجارية معروفة بما في ذلك جيب، ودودج، وفيات، وكرايسلر، وبيجو، بنسبة 14% في التداولات الأوروبية.

وفي آسيا، ارتفعت أسهم نيسان اليابانية بنسبة 9.5%، كما قفزت أسهم هوندا بنسبة 8.4%، في حين ارتفعت أسهم تويوتا بنسبة 7.7%.

وتأثرت صناعة السيارات بشدة بالسياسات التجارية المتباينة التي ينتهجها ترامب في الأشهر الأخيرة، خاصة في ضوء العولمة العالية لسلاسل التوريد في القطاع.

البنوك

حقق القطاع المصرفي بعضاً من أكبر المكاسب عند افتتاح السوق يوم الخميس، مرتفعاً بنسبة 8.61% مع تعافيه من الانخفاضات العميقة في الجلسات السابقة.

وارتفعت أسهم بعض أكبر البنوك الأوروبية المقرضة، وهي بنك سانتاندير، وبنك دويتشه، وبنك إنتيسا سان باولو، بنسبة 9-11% بحلول الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت لندن، مع ارتفاع أسهم العملاق السويسري يو بي إس بنسبة 9.5%، وفق شبكة «سي إن بي سي».

شهدت أسهم البنوك رحلة مليئة بالتقلبات هذا الربيع، حيث اكتسبت في البداية زخماً حاداً في أعقاب الإعلان عن مبادرة (ReArm) الموجهة للدفاع في الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، قبل أن تتلقى ضربة قوية بعد إعلانات التعريفات الجمركية التي فرضتها واشنطن في الثاني من أبريل.

كانت البنوك الأوروبية عرضة بشكل خاص لانخفاض قيمة الدولار الأميركي، الذي تحتفظ به كاحتياطات كبيرة، وللتوقعات القاتمة لآفاق النمو العالمي التي قد تؤدي إلى تشديد الاستثمار والطلب على القروض.

كما أثار المحللون احتمال حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما قد يترجم إلى انخفاض أسعار الفائدة، وينعكس سلباً على انكماش هامش الفائدة الصافي، ما يؤثر سلباً على إيرادات البنوك.

الأدوية

وارتفعت أسهم شركات الأدوية أيضاً وسط مؤشرات على حدوث تهدئة يوم الخميس، بعد أن كانت من بين أسوأ القطاعات أداء يوم الأربعاء، وسط إشارة ترامب إلى أن الرسوم الجمركية على الصناعة ستأتي «قريباً جداً».

كان سهم شركة إنوفا أكبر الرابحين بين أسهم الرعاية الصحية الأوروبية صباح الخميس، مرتفعاً بنسبة 10%. كما ارتفعت أسهم نوفارتس، وباير، وروش، وبافاريان نورديك، وأسترازينيكا بأكثر من 5%.

ويأتي ذلك في أعقاب المكاسب التي حققتها شركات في آسيا بما في ذلك شركة دايتشي سانكيو وشركة تاكيدا للأدوية.

حتى الآن، كانت شركات الأدوية مُعفاة من الرسوم التجارية، نظراً لدورها كمنتجة للسلع الأساسية. لكن آمال استثناء قطاع الأدوية على نطاق واسع تبددت مؤخراً، حيث أعلنت إدارة ترامب الأسبوع الماضي أنها قد تُطلق ما يُسمى بالتحقيق 232 في هذا القطاع، والذي قد يؤدي في النهاية إلى فرض تعريفات جمركية مُستهدفة.

السلع الفاخرة

ارتفعت أسهم السلع الفاخرة في التعاملات الأوروبية المبكرة، بقيادة مكاسب تجاوزت قيمتها أسماء مرموقة مثل (LVMH) و(Kering) و(Burberry) و(Richemont).

كان من المعتقد أن بيوت الأزياء الراقية المكتوب عليها «صنع في أوروبا» جزء من جاذبيتها، أنها محمية إلى حد كبير من التأثيرات الأولية للرسوم الجمركية، نظراً لقوتها التسعيرية الأقوى وقدرتها على تمرير التكاليف الإضافية إلى المستهلكين.

ومع ذلك، حذر المحللون من أن التباطؤ الاقتصادي الأوسع نطاقاً الناجم عن الرسوم الجمركية قد يجعل هذه الزيادات أكثر صعوبة في التحمل، حتى بالنسبة للمتسوقين الأكثر ثراء، وفق «سي إن بي سي».

وقد يكون هذا الأمر بالغ الأهمية بشكل خاص في أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، وهما المحركان الرئيسان للنمو في هذا القطاع.

التعدين

سجلت أسهم التعدين الأوروبية أداءً قوياً صباح يوم الخميس.

وارتفعت أسهم شركة أنجلو أميركان، المدرجة في بورصة لندن، بنسبة 11% بعد الافتتاح بقليل. وشهدت أسهم أنتوفاجاستا وجلينكور وبوليدن ارتفاعاً بأكثر من 8%، بينما سجلت ريو تينتو مكاسب بنسبة 4.6%.

وحذر محللون في وقت سابق من أن سياسة ترامب التجارية المتذبذبة، إلى جانب الحرب التجارية المتصاعدة، قد تضر بالطلب على المعادن والمواد الخام.

لا تزال التوترات بين واشنطن وبكين مرتفعة، إذ رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، وأشار إلى «قلة احترام» بعد وقت قصير من رد بكين بإجراءات انتقامية على الرسوم الجمركية الأولية التي فرضها البيت الأبيض.