logo
اقتصاد

التكنولوجيا تدعم الزراعة الأوكرانية المنكوبة

التكنولوجيا تدعم الزراعة الأوكرانية المنكوبة
تاريخ النشر:4 نوفمبر 2023, 10:33 ص
تسعى منظمات دولية إلى دعم الزراعة الأوكرانية المنكوبة عبر التكنولوجيا والأقمار الصناعية وغيرها من الخدمات كتوفير البذور.

وتقدّم منصة دولية المساعدة للمنتجين الزراعيين في أوكرانيا من خلال صور من الأقمار الصناعية، وفقاً لصحيفة لوفيغارو.

وأنشأت منصة "فارم هود" تحالفاً للدعم يجمع حوالي خمسين مشاركاً من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والحكومات.

وهذا التحالف يساعد أيضاً في الحصول على البذور والأسمدة والوقود وفي إصلاح المعدات، ويمكن للمانحين الوصول في الوقت المناسب إلى احتياجات الأوكرانيين بفضل خريطة متخصصة لهذا الغرض.

وفي مدينة تشيرنيهيف، بالقرب من الحدود البيلاروسية، يحتاج سيرجي إلى 2500 دولار لشراء الوقود والأسمدة.

ولكن الحرب أفرغت خزائنه. وارتفع سعر المازوت وتراجع المحصول بسبب عدم القدرة على الزراعة في الفترات المناسبة  بسبب الحرب مع روسيا.

وفي جنوب العاصمة، كييف، يقوم أولكسندر بإعادة بناء مزرعته التي دمرها القتال بعد أن كان يزرع فيها القمح والذرة وعباد الشمس. فدبابات الروس سحقت معظم محاصيله، ودمّرت الصواريخ آلاته.

وناشد المئات من المزارعين الأوكرانيين المساعدة عبر منصة "فارمرهود"، وهي منصة مخصصة لدعم المزارع الصغيرة في المناطق المتضررة من الحرب.

ويوضح أندرو مولين، من شركة "ايرث ديلي أغرو" الأميركية المتخصصة في بيانات الأقمار الصناعية، وذلك بمبادرة من "فارمر هود" :"نقوم بجمع التبرعات من الأفراد وشركات الأغذية الزراعية حول العالم لإعادة توزيعها على المزارعين". 

وتعتبر الزراعة ركيزة اقتصادية لأوكرانيا، وهي لاعب رئيسي في أسواق المواد الخام الدولية، وخاصة الحبوب. وفي عام 2021، وفّر القطاع فرص عمل لـ14% من السكان ويمثل 41% من الصادرات (9% من الناتج المحلي الإجمالي).

ولدعم هذا الإنتاج الوطني الأساسي، تغطي "فارمرهود" اليوم ما يقرب من مليون هكتار من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد والتي يبلغ عددها 33 مليوناً.

وقد تم حتى الآن دعم أكثر من 300 مزرعة من قبل الصندوق الخيري.

ومنذ عامين، كان المزارعون في الخطوط الأمامية للحرب. فالأراضي أصبحت ملوثة بالألغام الروسية، والبنية التحتية هدّمتها المعارك، ونهبت المحاصيل.

وقال النائب دميترو سولومشوك في أكتوبر: "لقد تكبّد المزارعون الأوكرانيون خسائر لا تقل عن 40 مليار دولار"، وقالت منظمة الأغذية والزراعة في مايو إن 90% من الشركات الزراعية فقدت دخلها.

 الحصار البحري

وبالرغم من الحرب، لم تنخفض الصادرات الزراعية إلا بنسبة 15% في عام 2022 بفضل ممر البحر الأسود الذي تفاوضت عليه الأمم المتحدة.

ولكن روسيا انسحبت من الاتفاقية في يوليو. وأصبح المزارعون يواجهون ارتفاعاً كبيراً في تكاليف النقل، وهي أعلى بأربعة إلى ستة أضعاف من أسعار ما قبل الحرب، مما يجبر العديد منهم على تقليص مزارعهم.

وقفزت تكاليف إنتاج الماشية والمحاصيل بنسبة 64% و72% على التوالي.

ووفقاً للجهات الفاعلة في الصناعة، يمكن أن يؤدي الحصار البحري إلى انخفاض تتراوح نسبته بين 20% و30% في إنتاج الحبوب واحتمال الإفلاس في عام 2024.

ومن المتوقع أن تنخفض الأراضي المزروعة بالحبوب إلى 10.2 مليون هكتار، في عام 2024، مقارنة بـ 16 مليون هكتار في عام 2021.

وأصدر الاتحاد الأوروبي في مارس من العام الماضي، برنامج مساعدات بقيمة 330 مليون يورو حتى يتمكن المهنيون من تخزين الوقود والبذور بشكل أفضل، وهو البرنامج الذي استحوذ عليه بشكل أساسي كبار المنتجين.

وهذا لا يمنعهم من تكبد خسائر فادحة، مثل 280 مليون دولار العام الماضي لشركة "نيبولسون" التي تتاجر بالحبوب. 

وفقدت أيضاً هذه الشركة التي تتخذ من المدينة الساحلية مايكولايف مقرا لها، إمكانية الوصول إلى 25500 هكتار من أصل 76500 هكتار من الأراضي التي تمتلكها.

ويتكون القطاع الزراعي الأوكراني من شركات ضخمة جداً تحظى بحوالي 180 ملكية زراعية، ومن مجموعة من المزارع المتوسطة ومن  4 ملايين مزرعة صغيرة تقريبا.

وتمكنت الشركات الكبرى من أن تدبّر أمرها بدعم من القروض التي تمولها كييف، إلا أن 25% من صغار المزارعين أوقفوا أو خفّضوا نشاطهم، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة غير حكومية.

ويضطر بعض المزارعين إلى حرق محاصيلهم من أجل الكشف بسهولة عن القنابل العنقودية وغيرها من الأجهزة الروسية التي تهدد بالانفجار وتجعل العمل الليلي مستحيلا.

وبينما تستطيع الطائرات بدون طيار التعرف على المتفجرات والحفر والحرائق، فالأضرار الناجمة عن القتال لا تقتصر فقط على سطح الأرض.

وهناك جانب آخر للمساعدات التي تقدمها المنظمات، وهو الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة. وتتعاون شركة "ايرث ديلي أغرو" مع شركة "أغريلاب" وهي شركة في أوكرانيا تعمل على تطوير حلول رقمية مخصصة للزراعة الدقيقة. ويقوم هذان الحليفان بتزويد المزارعين  ببيانات مراقبة التسميد عبر الأقمار الصناعية لمساعدتهم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC