يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإعلان عن حزمة جديدة من التعريفات الجمركية غداً الأربعاء، في خطوة تهدف إلى مواجهة ما تعتبره إدارته «ممارسات تجارية غير عادلة».
ومن المقرر أن يتم الإعلان خلال حدث رسمي في حديقة الورود بالبيت الأبيض، حيث سيكشف ترامب عن تفاصيل الإجراءات التي ستطال عدة دول، وفق تأكيدات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت.
وأكدت ليفيت أن التعريفات الجديدة تعتمد على مبدأ «المعاملة بالمثل»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستفرض الرسوم ذاتها التي تفرضها الدول الأخرى على الصادرات الأميركية، لكنها شددت على أن إدارة ترامب «ستكون أكثر لطفاً» في تطبيق هذه السياسات. وأضافت خلال مؤتمر صحفي: «لقد استُغلّت بلادنا تجارياً لعقود، وحان الوقت لاتخاذ إجراءات تاريخية لحماية العمال والشركات الأميركية».
ورغم رفض ليفيت تقديم تفاصيل دقيقة حول معدلات التعريفات والدول المستهدفة، أكد وزير الخزانة، سكوت بيسنت، توقيت الحدث، بينما ألمح ترامب خلال حديثه مع الصحفيين يوم الأحد إلى أن التعريفات ستشمل جميع الدول، وهو ما يبدد التكهنات حول استهداف محدود لبعض الشركاء التجاريين فقط.
وتشير التوقعات إلى أن التعريفات الجديدة قد تطال قطاعات حيوية مثل النحاس، الأدوية، أشباه الموصلات، والأخشاب، في إطار خطة تهدف لتعزيز التصنيع المحلي وزيادة العائدات الجمركية لتمويل مبادرات رئيسية، مثل تخفيض الضرائب.
تأتي هذه الإجراءات وسط حالة من القلق بين المستثمرين، إذ شهدت «وول ستريت» عمليات بيع مكثفة للأسهم في الأسابيع الأخيرة، تفاقمت يوم الاثنين مع تزايد المخاوف بشأن تداعيات السياسات التجارية للإدارة الأميركية.
وعلى الرغم من ذلك، حاولت ليفيت طمأنة الأسواق قائلة: «وول ستريت ستكون على ما يرام، تماماً كما كانت في الولاية الأولى».
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن الاتحاد الأوروبي، اليابان، الهند، وكندا من بين الدول التي تفرض حواجز جمركية مرتفعة ضد المنتجات الأميركية، ما يجعلها مرشحة بقوة لأن تكون ضمن قائمة الأهداف الرئيسية للرسوم الجديدة.
ويرى داعمو ترامب أن هذه التعريفات ضرورية لاستعادة التوازن في التجارة العالمية، لكن معارضيها يخشون أن تؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع أسعار المستهلكين، وهو ما قد يضر بالنمو الاقتصادي الأميركي على المدى الطويل.
وتعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية ترامب الاقتصادية، التي تستند إلى فرض رسوم على الشركاء التجاريين الرئيسيين. وكانت واشنطن قد فرضت سابقاً تعريفات جمركية على كندا، المكسيك، والصين، إضافة إلى تعريفات على قطاعات مثل الصلب، الألمنيوم، والسيارات.
وفي ظل هذه السياسات، تبقى الأنظار متجهة إلى ردود الفعل الدولية، ومدى استعداد الشركاء التجاريين للرد بتدابير انتقامية قد تشعل مزيدًا من التوتر في المشهد الاقتصادي العالمي.