من المقرر أن يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، وسط ضبابية في التوقعات حول ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وقال رئيس بيانكو للأبحاث، جيم بيانكو، إن الاجتماع القادم هو الاجتماع الأكثر غموضا للاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2008.
ويعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي مختلفاً لهذا الأسبوع، وذلك لأنه الاجتماع الأول بعد الانهيار المفاجئ للثقة في النظام المصرفي الأميركي في أعقاب بنكي سيليكون فالي وسغنتشر إلى جانب أزمة عملاق البنوك السويسرية كريدي سويس.
ويتوقع 37 % من المستثمرين في وول ستريت أن يتم رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بينما يتوقع 27% عدم رفع أسعار الفائدة، وفقا لأداة CME FedWatch التي تجري الاستطلاع.
وسيصدر قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت الشرقي، وسيعقب القرار مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وقال المحلل المالي في كابيتال ألفا بارتنز، إيان كاتز، إنه سينظر إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي على أنه إما استسلام للأسواق أو عزل نفسه عن الأسواق.
النظام المصرفي
يأتي المبرر الرئيسي للتوقف المؤقت هو الضغوط التي يتعرض لها النظام المصرفي، وبينما استجاب صناع السياسة بقوة لدعم النظام المالي، إلا أن الأسواق لا تزال غير مقتنعة تماما بأن الجهود المبذولة لدعم البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم كافية.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس، في مذكرة للعملاء صباح يوم الاثنين، إن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي سيتفقون مع نظرية البنك القائلة بأن الضغط في النظام المصرفي يظل الشاغل الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي.
وقال الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وليام دادالي، إنه سيوصي بوقف مؤقت لأسعار الفائدة.
وأوضح أن التوقف المؤقت قد يثير المزيد من المخاوف بشأن النظام المصرفي، وبالتالي سيتعين على الاحتياطي الفيدرالي شرح ما يرونه بالضبط وما الذي يمنحهم المزيد من القلق.
وقال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق روجر فيرجسون في مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين: "لست متأكدا من أن التوقف المؤقت سيكون الأنسب".
زيادة الثقة
وفي حال قام الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية، سيظهر تلك الثقة بأن النظام المصرفي لا يزال قادرا على تحمل المزيد.
وقال كبير الاستراتيجيين في HSBC، ماكس كيتنر، إن "ما يحتاجه صانعو السياسات هو أياد ثابتة، حيث لا داعي للإفراط في التصرف أو التقلب بالآراء والتوقعات".
وأضاف أنه يتعين على الاحتياطي الفيدرالي أن يقول إنه تمكن من احتواء الثقة حتى الآن وأنه يمكن المضي قدماً في مكافحة التضخم.
وقال كبير الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس، إنه لا يعتقد أن الإخفاقات المصرفية الاخيرة تشكل مخاطر نظامية على النظام المالي والاقتصاد الواسعين.
وأشار إلى أن التضخم لا يزال شديد الارتفاع، وأن الاحتياطي الفيدرالي لديه طرق أفضل للتخفيف من ضغوط القطاع المصرفي أكثر من أسعار الفائدة.
وفي نفس الوقت يؤدي القيام برفع أسعار الفائدة بتفاقم المخاوف بشأن استقرار القطاع المصرفي.
وقد يتعين على الفيدرالي الأميركي عكس سعر الفائدة بسرعة للتعامل مع ركود وتضخم أعمق وأقل احتواء، حيث تساءل كبير الاقتصاديين في KPMG ديان سونك، " لماذا يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في حين أنه قد يضطر إلى خفض الأسعار في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً سابقاً؟".
وقال كبير الاقتصاديين في ET، جريجوري داكو، إنه يعتقد أن النشاط الاقتصادي يتباطأ مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي الوقت.
