logo
اقتصاد

تكدس موانئ البحر المتوسط.. تهديد جديد لسلاسل التوريد

تكدس موانئ البحر المتوسط.. تهديد جديد لسلاسل التوريد
تاريخ النشر:23 أبريل 2024, 06:46 م
تقترب موانئ الحاويات حول غرب البحر المتوسط من طاقتها الكاملة، مما يزيد من خطر ارتفاع تكاليف المخزون، ونقص المكونات لتجار التجزئة والمصنعين في أوروبا، ما يمثل أحدث تحدٍ لسلاسل التوريد في المنطقة.

وقال المسؤولون التنفيذيون في الموانئ، إنهم يتعاملون مع ساحات التخزين الممتلئة وعمليات الانتظار من أجل رسو السفن، وذلك في أعقاب موجة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى زيادة في حركة المرور في الجزيرة الخضراء، وبرشلونة في إسبانيا، وميناء طنجة المتوسط في المغرب، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وحذرت شركة ميرسك الدنماركية عملاءها مؤخراً، من أن "كثافة الساحات" في ميناء برشلونة قد ازدادت بسبب الطاقة العالية، حيث يتعامل الميناء مع حركات إعادة الشحن بشكل أعلى بكثير من حركات الشحن العادية، وأضافت أن المحطات في الجزيرة الخضراء وطنجة تعاني أيضًا.

وقال ألونسو لوكي، الرئيس التنفيذي لشركة TTI Algeciras، وتمثل إحدى محطتي الحاويات في الجزيرة الخضراء، إن منشأته كانت "ممتلئة تماما" ولم تتجنب الازدحام الشديد إلا من خلال تقييد حجم الأعمال، التي تقوم بها، وأضاف أن "القدرات محدودة للغاية".

* جذور الأزمة

وبالعودة إلى نقطة البداية، أعاد معظم خطوط شحن الحاويات الكبيرة العاملة على الطريق بين آسيا وأوروبا، توجيه حركة المرور عبر رأس الرجاء الصالح، بدلاً من قناة السويس، في أعقاب هجمات الحوثيين.

وأجبرت عمليات إعادة التوجيه خطوط الشحن، على وضع ترتيبات جديدة لنقل البضائع بين آسيا والموانئ في إيطاليا واليونان وتركيا.

وبعد وصولها، يقوم العديد من السفن بإنزال الحاويات في الموانئ، الواقعة على الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط، مثل الجزيرة الخضراء وطنجة.

ومن هناك، تقوم الخدمات الناقلة للمسافات القصيرة، بنقل البضائع إلى محطات أخرى في جنوب أوروبا.

وقد نشأ هذا الاضطراب في الوقت الذي تكافح فيه الموانئ الحيوية، للتعامل مع الزيادات الحادة الناتجة في حركة "الشحن العابر".

وقال دانييل ريتشاردز، مدير شركة الاستشارات البحرية MSI ومقرها لندن، إن التأخير في الموانئ قد يجبر بعض الشركات على الاحتفاظ بمخزون إضافي.

وأضاف أن "أحد المخاطر يمكن أن يتمثل في ارتفاع تكاليف المخزون بسبب هذا التأخير"، مضيفًا أن "توريد المكونات للمصنعين في خطر أيضا".

وفي حين لم تنشر الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، أي إحصاءات لحركة المرور هذا العام، سجلت برشلونة زيادة بنسبة 17% في الحاويات، التي تم التعامل معها، في فبراير، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وقال نبيل بومزوغ، رئيس مجلس إدارة تحالف طنجة، مشغل محطة الحاويات TC3 في المغرب، إن المحطة كانت تعمل هذا العام بشكل متسق مع ساحتها شبه الكاملة، وشدد على أن "هذا يمثل تحديًا لكفاءتك وإنتاجيتك وتحديًا لكيفية إدارة مينائك".

وقالت شركة APM Terminals، ذراع تشغيل المحطات لشركة AP Møller-Maersk، إنها كانت تعاني من "ضغوط قصيرة المدى" على منشآتها في برشلونة والجزيرة الخضراء وطنجة، على الرغم من أنها تشهد الآن "تحسينات كبيرة".

ومع ذلك، تظهر خدمات تتبع السفن، أن السفن تنتظر بانتظام في المرسى البحري، في كل من الجزيرة الخضراء وطنجة قبل الرسو، وغالبًا ما تكون فترات الانتظار هذه علامة على تزايد ازدحام المنافذ.

ليس ذلك فحسب، بل قال لوكي إن خطوط الشحن اضطرت بسبب النقص في الطاقة الاستيعابية، في الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، الواقعتين على جانبي مضيق جبل طارق، إلى التوجه إلى موانئ أقل ملاءمة وأبعد، مضيفا أن الخطوط كانت تستخدم منشآت بعيدة، مثل مالطا وجيويا تاورو الإيطالية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC