حذّر رئيس مجموعة طيران الإمارات، تيم كلارك، من أن صناعة الطيران قد تدخل في «أفق مجهول» من حيث التداعيات الاقتصادية، في الوقت الذي تؤثر فيه الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والنزاعات التجارية على النمو العالمي، وتهدد بارتفاع التكاليف على شركات الطيران في جميع أنحاء العالم.
وقال كلارك لشبكة «سي إن بي سي» في مقابلة مسجلة قبل الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة: «نحن الآن في أوقات عصيبة».
كلارك رأى أن السياسات الأميركية «غير مسبوقة» لأنها قد تعيد الاقتصاد العالمي لمستويات الأزمة المالية في 2008-2009، مشيراً إلى الضغوط المتزايدة على شركات الطيران، وإلى التأثير المضاعف عبر سلسلة توريد الطيران.
وأضاف: «لا يزال الوقت مبكراً لمعرفة تأثير إعادة ضبط شروط التجارة على الاقتصاد العالمي؛ وبالتالي على الطلب التقديري على السفر الترفيهي»، متابعاً أنه على الرغم من الرسوم الجمركية التي تهز الأسواق العالمية، إلا أن كلاً من طيران الإمارات والصناعة قادرة على تجاوز العاصفة.
وقد ساعد كلارك، الذي قاد طيران الإمارات لأكثر من عقدين من الزمن، في تنمية الناقلة التي تتخذ من إمارة دبي بدولة الإمارات مقراً لها، لتصبح أكبر شركة طيران للرحلات الطويلة في العالم، حيث قادها خلال فترة الانكماش الذي أعقب أحداث 11 سبتمبر والأزمة المالية لعام 2008 وانهيار الطلب على السفر خلال جائحة كوفيد-19.
اتخذ رئيس «طيران الإمارات» موقفاً حاداً من دوافع إدارة ترامب، واصفاً التصعيد التجاري بأنه يهدف إلى إعادة تشكيل التجارة العالمية - محذراً من أنها قد تسبب اضطرابات بالغة في هذه الأثناء.
وتهدد الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على شركات الطيران الأميركية العملاقة مثل «بوينغ» و«جنرال إلكتريك» لصناعة الطيران بالضغط على طيران الإمارات بشكل غير مباشر، حيث تتدفق التكاليف عبر سلسلة توريد الطائرات وقطع الغيار، وفق «سي إن بي سي».
وتشغل «طيران الإمارات» أحد أكبر أساطيل الطائرات ذات البدن العريض في العالم وهي عميل رئيس لبوينغ وإيرباص.
وعلى الرغم من الاضطرابات، قال كلارك إنه متفائل بحذر بشأن الطلب المستقبلي. وقال إن السفر إلى مسافات طويلة لا يزال «قوياً للغاية» مع وجود حجوزات مستقبلية قوية خلال الفترة المتبقية من هذا العام وحتى أوائل عام 2026.
قبل يوم واحد من الكشف عن التعريفات التجارية، رأى رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش، أن الرسوم التي فرضتها واشنطن من غير المرجح أن توقف انتعاش الطلب على السفر الجوي بعد كوفيد-19.
وقال والش في مقابلة نقلتها وكالة رويترز: «إنها حالة من عدم اليقين الإضافية التي لا نرحب بها أبداً، ولكننا كنا دائماً قادرين على التعامل معها»، «سي إن بي سي».
وفي الوقت نفسه، خفض محللو الصناعة توقعاتهم للطلب على السفر إلى عام 2025.
وكانت شخصيات أخرى في صناعة الطيران أكثر تشاؤماً من والش منذ فرض الرسوم الأميركية الأخيرة، خاصة عند النظر إلى تأثير ذلك على تكلفة بناء وتجديد الطائرات.
وقال داك هاردويك، نائب رئيس الشؤون الدولية في رابطة صناعات الطيران، إن نظام التعريفة الجمركية الجديد يجعل الأمور أكثر تكلفة بالتأكيد بالنسبة للصناعة، وفق «سي إن بي سي».
تمثل رابطة الصناعات الجوية والفضائية الأميركية شركات بوينغ، وجنرال إلكتريك للفضاء، وإيرباص، وعشرات الشركات الأخرى في مجال الطيران والدفاع.
وانخفضت أسهم شركات الطيران بأرقام مضاعفة منذ إعلان البيت الأبيض في 2 أبريل، حيث تعني القواعد التجارية الجديدة التي فرضها ترامب أن شركات الطيران ستدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل الطائرات والمعدات الضرورية لعملياتها.
وتتألف العديد من الأجزاء المتكاملة مثل المحركات النفاثة من مكونات من جميع أنحاء العالم. فالمحركات المستخدمة في طائرات بوينغ 737 ماكس وإيرباص A320، على سبيل المثال، تُنْتَج من قبل مشروع مشترك مناصفة بين شركة جنرال إلكتريك للطيران وشركة سافران الفرنسية المصنعة للطائرات.