logo
اقتصاد

التضخم ينعش نشاط "إعادة البيع" عالميًا

التضخم ينعش نشاط "إعادة البيع" عالميًا
تاريخ النشر:19 يوليو 2023, 02:57 م
قبل أن تقوم ليندسي ريمبالسكي بشراء فستان جديد، غالبا ما تحاول بيع آخر قديم، وفي غالبية الأحيان لا تتطلب هذه العملية سوى دقائق وهاتف محمول.

وتقوم ريمبالسكي بالتقاط عدة صور لإحدى قطع ملابسها، وتكتب أسفلها السعر المطلوب، ثم تقوم بتحميل الصورة على تطبيق "ديبوب"، إحدى منصاتها الرقمية لإعادة البيع، وفق صحيفة لوس أنجلوس تايمز.

إعادة التدوير

ونقلت الصحيفة عن الفتاة صاحبة الـ 26 عاما، والتي تعمل كصانعة محتوى وتعيش في لوس أنجلوس، أن الأغراض في خزانة ملابسها "دائما ما يتم تدويرها" من أجل "تقليل المساحة في خزانة شقتها الصغيرة، وتدوير قطع الملابس الجديدة".

وبحسب الصحيفة فإن منصات إعادة البيع الرقمية من شخص لشخص موجودة منذ عقود، ولكنها وصلت لمستويات جديدة من الشهرة منذ جائحة كورونا، ويغير مدى انتشارها من طريقة تسوق المستهلكين وتفكيرهم بشأن الموضة.

 ولم يعد الأشخاص الذين يعيدون بيع أغراضهم على الإنترنت من المتسوقين الصغار الذين يريدون بعض الأموال؛ حيث إن المستهلكين، بغض النظر عن حجم دخلهم يتعاملون مع ملابسهم وإكسسوارتهم على أنها أصول، ليبرروا "مشترياتهم الاستثمارية" من خلال سهولة إعادة البيع نسبيا هذه الأيام.

هذا ليس فقط في فئات الساعات وملابس الخروج المعتادة، فالإكسسوارت النسائية مثل الحقائب الفاخرة تعد الآن نوعا جديدا من الاستثمارات، وفق الصحيفة.

انتعاش ملحوظ

وأشارت إلى أن عددا أكبر من ذي قبل بات يستخدم مواقع إعادة البيع لجني الأموال أو الحصول على صفقة جيدة.

وقد سجل موقع "ذا ريال ريال" المختص في السلع الفاخرة انتعاشا ملحوظا في قاعدة مستهلكيه خلال الأعوام القليلة الماضية.

ففي خلال الربع الأول من عام 2020، سجل الموقع  600 ألف من المشترين النشطين، والآن يبلغ العدد نحو مليون شخص.

وترى سامانتا ماكاندليس، كبيرة مسؤولي المشتريات بالموقع، أن عام 2020 كان نقطة تحول في مجال إعادة البيع، وتقول إنها فوجئت بارتفاع مبيعات الحقائب الفاخرة المستعملة خلال جائحة كورونا، رغم الغموض الاقتصادي وقلة المناسبات التي يمكن فيها استخدام هذه القطع.

وأضافت: "كنت أقول لنفسي أين يرتدي الأشخاص هذه الحقائب؟ ولكن الأمر لم يكن يتعلق بارتدائها، ولكن لأنهم يريدون قيمة الاستثمار في هذه القطع، ولأنهم بدأوا في إدراك أن الاحتفاظ بهذه القطع يعد استثمارا ذكيا وطريقة رائعة لإنفاق الأموال وتمضية الوقت".

 وأوضحت أنه بالإشارة إلى نجاح الموقع، ربما تبدو مشتريات الملابس والحقائب الفاخرة مشتريات ذكية في أوقات الغموض الاقتصادي، لأنه يمكن استرداد قيمتها نظريا، وقالت: "لأنه حتى  خلال الظروف التضخمية، تظل هذه القيمة المنتظرة متوفرة، أرى أننا سوف نستمر في هذا التوجه".

الكل رابح

وتجني معظم المنصات الشهيرة أموالا من خلال اقتطاع نسبة من كل غرض يتم بيعه، عادة يتراوح ما بين 10% و20%، ويأخذ موقع ريال ريال نسبة أكبر تتراوح ما بين 25% و80% بناء على مستوى سعر القطعة.

وتقول تشيلسي نورديك، مديرة المشتريات في منصة بوشمارك لإعادة البيع: "بالطبع انخفض حاجز إدراج قطعة فاخرة لإعادة البيع مقارنة بذي قبل".

وأضافت: "أي شخص يمكن أن يبدأ في إعادة بيع أغراضه على شبكة الإنترنت، ويمكن أن يحمل صورة الغرض والسعر المطلوب في أقل من 60 ثانية".

يشار إلى أن منصة بوشمارك لديها 8.2 ملايين من المشتريين النشطين، فيما يعد رقما قياسيا للمنصة، ويمثل زيادة بنسبة 13% على أساس سنوي، وفقا لأحدث تقرير للشركة.

وتقول ريمبالسكي إنها تفكر بشأن احتمالية إعادة بيع أي قطعة "مع شراء أي قطعة ملابس تقريبا".

وأضافت: "هذه طريقة جيدة للاستمرار في تدوير الملابس من خزائن ملابس الآخرين إلى خزانتك وتوفير المال أيضا".

ومن أجل نجاح هذا النظام، يتعين أن تحصل أغراض ريمبالسكي على الاهتمام ويتم بيعها بسرعة نسبيا، وبمعنى آخر، يجب أن تكون خزانتها مملوءة بالملابس والإكسسوارات المطلوبة التي تحتفظ بقيمتها على مدار الزمن.

وكانت ريمبالسكي قد أعادت بيع شنطة من ماركة جوتشي، كانت قد اشترتها مقابل 1300 دولار لأنها  لم تعد تعجبها، وقد قامت بارتدائها في مناسبات خاصة، لذلك كانت حالتها جيدة، ومما يمثل مفاجأة لها، قامت ريمبالسكي ببيعها مقابل 971 دولارا، وحصلت على 614 دولار بعد أن استقطع موقع إعادة البيع النسبة الخاصة به، وهو ما يعد أقل من نصف المبلغ الذي اشترته بها.

التضخم والضغوط الاقتصادية

ويشير المحللون إلى أنه حتى الأكثر ثراء حاليا باتوا لا يمثلون شريحة أكبر في الإنفاق على الرفاهية مقارنة بالمعتاد، مرجعين ذلك إلى ارتفاع التضخم والضغط الاقتصادي الذي يعوق النشاط المعتاد.

وتقول سارة ويليرسدورف، مديرة العمليات العالمية لمجموعة بوسطن الاستشارية: "بالنسبة للمتسوقين الطموحين، فإنهم يهتمون بالمنتجات ذات القيمة الجوهرية"، وأضافت: "ويرجع ذلك جزئيا لأمور مثل إعادة البيع، ولكن أيضا لكي يبرر المرء لنفسه شراء هذه الأغراض".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC