شهدت بوليفيا الأسبوع الماضي، أزمة سياسية كبيرة، بعد أن قامت مجموعة من الجنود بقيادة قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا، بمحاصرة قصر الحكومة بواسطة مركبات مدرعة.
واستمرت محاولة الانقلاب التي باءت بالفشل لساعات قليلة فقط، حيث سارع الرئيس اليساري لويس آرسي بتعيين قيادة جديدة للقوات المسلحة التي بدورها أمرت الجنود بالعودة إلى ثكناتهم.
وعلى الرغم من ذلك، شكك البعض في مصداقية الانقلاب، حيث ادعى الرئيس السابق، إيفو موراليس، أن ما حصل كان مجرد مسرحية لتعزيز موقف آرسي.
ونفى آرسي هذه المزاعم، وأكد أن الانقلاب كان محاولة حقيقة لإنهاء حكمه المستمر منذ ثلاث سنوات، ويقف وراءها جهات أجنبية تطمع في ثروات بوليفيا من الليثيوم، مؤكداً أن الاضطرابات السابقة كانت أيضاً بسبب اهتمام الولايات المتحدة بقطاع الليثيوم في بوليفيا.
ثروات الليثيوم في بوليفيا
وبحسب تقرير صادر عن موقع "أويل برايس" تعتبر بوليفيا موطناً لأكبر احتياطيات الليثيوم في العالم، حيث تمتلك 23% من الاحتياطيات العالمية.
وتضم بوليفيا مسطحات "سالار دي أويني" التي تعتبر المخزون الأكبر عالميا من الليثيوم بـ 21 مليون طن.
وأشار التقرير، إلى أن ليس من المستغرب أن تظهر العديد من الشركات الأجنبية اهتماماً بقطاع الليثيوم في بوليفيا، بما في ذلك شركات من ألمانيا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا والهند.
ثروة بلا استغلال
وعلى الرغم من الثروات الهائلة، لم تنجح بوليفيا بعد في الانضمام إلى تشيلي والأرجنتين كقوة عظمى في إنتاج الليثيوم.
ويرجع ذلك إلى تحديات تقنية، حيث إن البرك التبخيرية المستخدمة في تشيلي والأرجنتين ليست فعالة في بوليفيا بسبب ارتفاع مستوى الشوائب في المحلول الملحي وموسم الأمطار الطويل. لذلك، تراهن الحكومة في على تقنية جديدة تُعرف باستخراج الليثيوم المباشر (DLE).
استثمرت بوليفيا أكثر من 800 مليون دولار في تقنية استخراج الليثيوم المباشر على مدار العامين الماضيين، لكنها اعترفت بأن النتائج الأولية كانت مخيبة للآمال.
ووقعت الحكومة عقودًا بقيمة 1.4 مليار دولار مع شركات صينية لبناء مصانع صناعية لاستخراج الليثيوم بقدرة إنتاجية تصل إلى 25 ألف طن سنوياً.
وتتميز تقنية استخراج الليثيوم المباشر بإمكانية استخراج 90% من الليثيوم في المياه المالحة، مقارنة بـ 50% باستخدام البرك التقليدية. كما أنها توفر الليثيوم لبطاريات السيارات الكهربائية في غضون ساعات أو أيام، مقارنة بـ 12-18 شهراً تحتاجها البرك التبخيرية.
وتأتي هذه التقنية بفوائد بيئية مثل إعادة تدوير المياه العذبة وتقليل استخدام حمض الهيدروكلوريك.
الليثيوم ثروة العالم
من المتوقع أن تبدأ المشاريع التجارية الكبيرة لاستخراج الليثيوم المباشر في العمل بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن توفر 13% من الإمدادات العالمية لليثيوم بحلول عام 2030.
وستكون السنوات القادمة حاسمة لقطاع الليثيوم العالمي، حيث يمكن أن تصبح بوليفيا قوة عظمى في إنتاج الليثيوم في وقت تخطط فيه الأرجنتين لزيادة إنتاجها بشكل كبير.