وكانت أسعار النفط أنهت تعاملات أمس الإثنين على تراجع مع تجدد المخاوف بشأن انحسار الطلب من ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، عقب صدمة جديدة تلقاها العقار الصيني.
التوقعات بتجاوز النفط مستويات الـ90 دولار للبرميل تبدو صعبة المنال في ظل البيانات الصينية الأخيرةجون إيفانز
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس0.7% صعودًا إلى مستويات 82.84 دولارًا للبرميل.
وفي غضون ذلك زادت العقود الآجلة للخام الاميركي تسليم مارس بنسبة 0.8 % صعودًا إلى مستويات 77.23 دولارًا للبرميل.
وبنهاية تعاملات أمس الإثنين انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس 1.3% نزولًا إلى مستويات 82.40 دولارًا للبرميل.
وفي غضون ذلك تراجعت العقود الآجلة للخام الاميركي تسليم مارسبنسبة 1.57% هبوطًا إلى مستويات 76.78 دولارًا للبرميل.
وغذت أزمة العقارات المتفاقمة مخاوف الطلب الصيني، بعد أن أمرت محكمة في هونغ كونغ اليوم الإثنين بتصفية شركة العقارات العملاقة "تشاينا إيفرغراند" (China Evergrande)
وتعد تلك علامةً على تفاقم الأزمة في قطاع العقارات في الصين، وهو ما انعكس سلبًا على المعنويات بشأن الطلب على الخام بأكبر مستورد للنفط في العالم.
وفي غضون ذلك أشار محلل بي في إم، جون إيفانز إلى التأثير السلبي للبيانات الصينية على أداء الأسواق التي تنذر بتباطؤ الطلب على النفط.
ولفت إيفانز إلى ان التوقعات بتجاوز أسعار النفط لمستويات الـ90 دولار للبرميل تبدو صعبة المنال في ظل البيانات الصينية الأخيرة.
السوق لا تزال على حافة الهاوية وسط تصاعد المخاوف بشأن إمدادات النفطريانكا ساشديفا
وترى كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن السوق لا تزال على حافة الهاوية وسط تصاعد المخاوف بشأن إمدادات النفط.
يأتي ذلك بينما تعهدت واشنطن باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة" للدفاع عن قواتها في أعقاب هجوم مميت بطائرة مسيرة في الأردن.
وكانت واشنطن قد اعلنت عن تأسيس تحالف دولي لتأمين عبور السفن في البحر الأحمر، وعد هذا هو أول حادث يلقى فيه عسكريون أميركيون حتفهم منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر.
وفي الوقت ذاته أدى الهجوم على ناقلة نفط تابعة لشركة ترافيجورا في البحر الأحمر في مطلع الأسبوع إلى زيادة المخاطر المتعلقة بانقطاع الإمدادات، في حين أن خطر انجرار الولايات المتحدة إلى الصراع يتزايد أيضا.
ويرى محللو آي إن جي أنه لا يزال هناك الكثير من التوتر في الشرق الأوسط سواء على صعيد الحرب القائمة في غزة او التوترات في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين.
ولفت محللو ING إلى أن أسعار النفط تلقت الدعم من تجدد التوترات وتعهدات واشنطن بالرد على الهجوم المميت وكذلك هجمات البحر الأحمر التي لا تزال قائمة.
أسعار النفط تلقت الدعم من تجدد التوترات وتعهدات واشنطن بالرد على الهجوم المميتآي إن جي
ولفت المحلل لدى آي جي، ييب جون رونغ إلى أن الاسواق عادت لتسعير انقطاع إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط.
وقال رونغ: "أدت التوترات الإضافية في البحر الأحمر بسبب الهجمات الأخيرة إلى تجديد المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط العالمية".
وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس Lipow Oil Associates أندرو ليبو: "سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية والخوف من احتمالية توسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف ليبو: "أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024".
وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن احتمالات تصعيد الهجمات على سفن الشحن في ممرات البحر الأحمر من شأنه أن يغذي ارتفاع الأسعار.
وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".
الهجمة الأخيرة تثير شبح تورط أميركي أكبر في الحرب مع انقطاع إمدادات الطاقة الإقليميةهيليما كروفت
وترى المحللة في آر بي سي كابيتال، هيليما كروفت أن وفاة 3 جنود أميركيين اليوم في الأردن تمثل نقطة انعطاف حاسمة في الصراع الدائر بالشرق الأوسط.
وقالت هيليما كروفت: "الهجمة الأخيرة تثير شبح تورط أميركي أكبر في الحرب حيث أن المواجهة المباشرة مع إيران تثير شبح انقطاع إمدادات الطاقة الإقليمية".
وقالت شركة ترافيغورا لتجارة السلع الأولية: "إنها تُقيم المخاطر الأمنية لمزيد من الرحلات في البحر الأحمر، بعد أن أخمد رجال الإطفاء حريقًا في ناقلة هاجمتها جماعة الحوثي اليمنية في اليوم السابق".
وفي غضون ذلك يرى محللو إيه إن زد أن تعرُّض ناقلات النفط المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة الآن للتهديد بالهجوم من المرجح أن يدفع الأسواق إلى إعاد تسعير مخاطر الاضطرابات.
وقال محلل الأسواق في آي جي توني سيكامور: "إن جو الرضا عن النفس الذي خيّم على سوق النفط يبدو أنه بدأ في التراجع في ظل التوترات الأخيرة".
تعرُّض ناقلات النفط المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة للتهديد سيدفع الأسواق إلى إعادة لتسعير المخاطرمحللو إيه إن زد
ويتوقع محلل الأسواق في آي جي (IG) أنه من المرجح أن يؤدي انخفاض خام غرب تكساس الوسيط إلى عودة المشترين نحو المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 77.60 دولارًا.
ولفت توني سيكامور إلى ان عودة الأسعار ستأتي عند مستويات دعم أقوى عند 75 دولارًا من المشترين الذين يبحثون عن الدفع نحو أدنى مستويات الثمانين دولارًا.
وفي غضون ذلك تراقب الأسواق في الأول من فبراير، حيث يجتمع وزراء بارزون من منظمة البلدان المصدّرة أوبك+ لمناقشة أوضاع السوق.
ووفقًا لتقارير دولية من المرجح أن يقرر التحالف مستويات إنتاجه النفطي لشهر أبريل وما بعده في الأسابيع المقبلة.