كارثة نفطية جديدة تضرب خليج المكسيك الذي ابتلي بعشرة تسربات بحرية كارثية منذ بدأ التنقيب عن الذهب الأسود في قاع الخليج، ومن المرجح أن يكون التسرب الحالي هو التسرب البحري الحادي عشر الأسوأ في تاريخ أميركا.
وفقًا للأنباء فقد يتسرب ما يزيد عن نحو 1.1 مليون جالون من النفط إلى خليج المكسيك من خط أنابيب يتدفق إلى لويزيانا، ما دفع العديد من الوكالات والشركات إلى التحرك العاجل.
وفي غضون ذلك ووفقًا لبيانات رسمية أوقفت شركات أوكسيدنتال بتروليوم و دبليو آند تي أوفشور وتالوس إنرغي إنتاجها البحري من خليج المكسيك.
ووفقاً لبيان صادر عن خفر السواحل الأميركي، نقلاً عن بيانات مكتب السلامة والإنفاذ البيئي فقد تضررت شركتا ووتر أويل آند غاز وأرينا أوفشور.
جنبًا إلى جنب فقد أوقفت عدة شركات أخرى متخصصة في التنقيب عن النفط إنتاجها البحري عقب التسرب نفطي يبدو أنه الأكبر في الولايات المتحدة منذ كارثة ديب ووتر هورايزون.
ونتيجة لمخاوف اتساع التسربات أوقف المنتجون ضخ حوالي 62 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط، بعد انفجار خط أنابيب تحت البحر وتسرب 26 ألف برميل من النفط إلى خليج المكسيك بالقرب من لويزيانا.
في عام 2010 انفجرت منصة ديب ووتر هورايزون التابعة لشركة بي بي، ما تسبب حينها في تسرب 3.2 مليون برميل من النفط قبالة ساحل ولاية لويزيانا، وإذا تم تأكيد التسريب الحالي سيكون الأسوأ منذ هذا التوقيت.
أبلغت شركة Main Pass Oil Gathering Company، وهي شركة تابعة لشركة Third Coast Infrastructure ومقرها هيوستن بولاية تكساس، والتي تشغل خط الأنابيب، لأول مرة عن تسرب في حوالي الساعة 8:10 صباحًا بالتوقيت الشرقي يوم الخميس 16 نوفمبر.
ووفقًا بيان صادر عن خفر السواحل الأميركي، نقلاً عن بيانات مكتب السلامة والإنفاذ البيئي يُعتقد أن التسرب قد حدث على بعد حوالي 19 ميلاً من دلتا نهر المسيسيبي.
وفي غضون ذلك تم تسجيل مشاهدة بقعة زيتية بعرض 3-4 أميال، وفقًا لبيانات مكتب السلامة والإنفاذ البيئي.
وقال خفر السواحل الأميركي: "إن خط الأنابيب أُغلق في الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي يوم الخميس الماضي".
وفي غضون ذلك وجدت عمليات التحليق اللاحقة يوم الجمعة دليلاً على أن البقعة النفطية كانت تتحرك باتجاه الجنوب الغربي بعيدًا عن شاطئ لويزيانا، بينما تم رصد لمعان نفطي على سطح الماء يومي السبت والأحد.
كشفت الخريطة التي أصدرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) مسارًا متوقعًا للبقعة اعتبارًا من الساعة 6 صباحًا يوم الأحد.
وبناءً على المشاهدات أثناء عمليات التحليق، والتي تظهر النفط المتسرب بعيدًا عن خط أنابيب شركة Main Pass Oil Gathering Company (MPOG) قبل أن ينحني للخلف قليلاً نحو Port Fourchon.
وفي حين يُعتقد أن التسرب أصغر بكثير من التسربات النفطية السابقة في خليج المكسيك، وصف علماء البيئة التسرب بأنه "ضخم" وحذروا من تأثيره على الحياة البرية البحرية المحلية.
أوقفت شركات متخصصة في التنقيب إنتاجها البحري عقب التسرب نفطي يبدو أنه الأكبر منذ كارثة ديب ووتر هورايزونخفر السواحل
وقال خفر السواحل الأميركي: "إن المركبات التي يتم تشغيلها عن بعد لم تتمكن بعد من تحديد الموقع الدقيق للتسرب على طول خط الأنابيب، ولكن يعتقد أنه حدث في مكان ما بالقرب من Plaquemines Parish، جنوب شرق نيو أورليانز".
وأشار خفر السواحل الأميركي إلى أن الحجم الدقيق للتصريف غير معروف حتى الآن، بينما تم تقدير 1.1 مليون جالون من خلال حسابات هندسية بناء على حجم النفط الذي ينتقل عبر خط أنابيب MPOG في ذلك الوقت.
وقالت كريستين مونسيل، المحامية ومديرة برنامج المحيطات التابع لمركز التنوع البيولوجي: "من شبه المؤكد أن الحياة البرية في المحيط ستدفع ثمناً باهظاً لهذا التسرب الضخم في خط الأنابيب".
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها خليج المكسيك تسربًا نفطيًا، حيث وقع أكبر حادث على الإطلاق في عام 2010، عندما انفجرت منصة النفط ديب ووتر هورايزن، التي تديرها شركة بريتيش بتروليوم، وغرقت، ما أسفر عن مقتل 11 عاملا وتسرب حوالي 210 ملايين جالون من النفط إلى البحر.