أسعار النفط تتأرجح وسط تضارب البيانات والأنباء

غلبت حالة من التقلبات السعرية على أداء النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، مع تأرجح الخام الرئيس برنت قرب مستويات 86 دولاراً للبرميل، وسيطرة حالة من عدم اليقين على الأسواق.

وتشهد تحركات التجار حالة حذر وسط تضارب البيانات وتباين الأنباء بشأن انتظام الإمدادات وتعافي الطلب، إذ بددت المخاوف حيال توقعات التعافي الاقتصادي في الصين إثر المخاوف بشأن الإمدادات الناجمة عن التوتر في الشرق الأوسط والهجمات الأوكرانية على مصافي تكرير روسية.

المضاربون أصبحوا أكثر إيجابية تجاه النفط في الصيف، وزادوا صافي مراكزهم الطويلة

 أي إن جي بنك (ING)

الأسعار اليوم

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس سبعة سنتات، بما يعادل 0.08%، إلى 86.06 دولاراً للبرميل، قبل أن تبدد مكاسبها، وتفقد 10 سنتات نزولاً إلى مستويات 85.94 دولار للبرميل الساعة 4:15 صباحاً بتوقيت غرينتش.

وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي نايمكس 11 سنتاً تعادل 0.13%، إلى 81.74 دولار للبرميل، قبل أن تتخلى عن مكاسبها، وتفقد 13 سنتاً نزولاً إلى مستويات 81.54 دولار لبرميل.

ماذا حدث؟

ارتفعت أسعار النفط نحو 1% أمس الاثنين، وسط توقعات بارتفاع الطلب على الوقود في الصيف وزيادة التوتر الجيوسياسي، وتأثير هجمات الطائرات المسيرة على مصافي التكرير الروسية.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس 77 سنتاً، أو 0.9% إلى 86.01 دولار عند الإغلاق، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 90 سنتاً أو 1.1% إلى 81.63 دولار للبرميل.

وارتفع الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس الأميركي بنحو 3% الأسبوع الماضي، وحققا مكاسب أسبوعية هي الثانية على التوالي.

أكثر إيجابية

ويرى محللو "آي إن جي بنك" (ING)، أن المضاربين أصبحوا أكثر إيجابية تجاه النفط في الصيف، وزادوا صافي مراكزهم الطويلة.

وقال محللو البنك في مذكرة، إن السوق ما زالت تتلقى دعماً في ظل عجز خلال الربع الثالث من شأنه أن يؤدي إلى تشديد الميزان النفطي.

السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو الثقة المتزايدة بانخفاض مخزونات النفط العالمية

 تاماس فارجا من "بي. في. إم" للوساطة

سبب الصعود

كتب تاماس فارجا من "بي. في. إم" للوساطة في عقود النفط في مذكرة، إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو الثقة المتزايدة في أن مخزونات النفط العالمية ستنخفض حتما خلال الصيف في نصف الكرة الشمالي.

وأضاف: "تدعم المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتصاعد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على المصافي الروسية أسعار النفط".

بدورهم، قال محللو "إيه إن زد" في مذكرة: "إن مخزونات النفط الأميركية انخفضت، في حين ارتفع الطلب على البنزين للأسبوع السابع على التوالي، وعاد استهلاك وقود الطائرات إلى مستويات 2019".

 تزايدت المخاوف حيال آفاق التعافي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يواجه تجار التجزئة في الصين مستقبلا مليئا بالتحدي

"بنك إيه إن زد"

رياح عكسية

في غضون ذلك، لفت محللو بنك "إيه إن زد" في مذكرة إلى تزايد المخاوف حيال آفاق التعافي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يواجه تجار التجزئة في الصين مستقبلاً مليئاً بالتحدي على المدى القريب بعد مهرجان للتسوق عبر الإنترنت في منتصف العام جاء مخيباً للآمال.

ويتردد المستهلكون في الصين في الإنفاق وسط مخاوف على ثرواتهم الشخصية يغذيها تراجع قطاع العقارات وتوقف نمو الأجور وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مما يهدد تحقيق الصين هدف النمو الاقتصادي المعلن وهو 5% هذا العام.

بينما قالت  رئيسة "بنك الاحتياطي الاتحادي" في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إنها لا تعتقد بوجوب تخفيض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة قبل أن يثق صناع السياسة في أن التضخم يتجه نحو 2%.

ومن شأن تأخير خفض أسعار الفائدة أن يبقي تكلفة الاقتراض مرتفعة لفترة أطول، ما قد يقلص النشاط الاقتصادي، ويضر بالطلب على النفط.

محفزات الأسعار

وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا، تتضمن حظراً على إعادة تحميل الغاز الطبيعي المسال الروسي في التكتل لشحنه إلى دول ثالثة.

جنباً إلى جنب، يزيد تراجع العملة الأميركية من جاذبية السلع المقومة بالدولار، مثل النفط للمشترين الحائزين لعملات أخرى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، إن بلاده قصفت أكثر من 30 منشأة روسية لمعالجة وتخزين النفط، من دون أن يحدد الإطار الزمني للهجمات.