logo
طاقة

كيف سيؤثر قرار العقوبات على النفط الروسي في سوق الطاقة عالمياً؟

كيف سيؤثر قرار العقوبات على النفط الروسي في سوق الطاقة عالمياً؟
ناقلة النفط الخام "آر إن بولاريس" وناقلة البضائع السائبة تبحران في خليج ناخودكا بالقرب من مدينة ناخودكا الساحلية، روسياالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:12 يناير 2025, 02:04 م

قال متعاملون ومحللون إن شركات التكرير الصينية والهندية ستشتري كميات أكبر من النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين، مما سيرفع الأسعار وتكاليف الشحن في وقت ستكبح فيه عقوبات أميركية جديدة على شركات إنتاج النفط والناقلات الروسية الإمدادات إلى كبار عملاء موسكو.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة، عقوبات على شركتي إنتاج النفط الروسي «جازبروم نفت» و«سورجوت للنفط والغاز»، إضافة إلى 183 ناقلة تعمل في شحن النفط الروسي.

واستخدمت روسيا الكثير من تلك السفن لنقل النفط إلى الهند والصين بعد أن أدت عقوبات غربية وسقف أسعار فرضته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في 2022 إلى تحويل مسار تجارة النفط الروسي من أوروبا إلى آسيا. كما نقلت بعض تلك السفن النفط من إيران الخاضعة أيضاً للعقوبات.

وقال مصدران تجاريان صينيان إن صادرات النفط الروسية ستتضرر بشدة بسبب العقوبات الجديدة التي ستجبر شركات التكرير الصينية المستقلة على خفض إنتاجها فيما بعد. ورفض المصدران الكشف عن اسميهما؛ لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.

وقال مات رايت كبير محللي شؤون الشحن لدى كبلر في مذكرة إن من بين السفن التي فرضت عليها العقوبات الأحدث، هناك 143 ناقلة نفط تعاملت مع أكثر من 530 مليون برميل من الخام الروسي العام الماضي، أي نحو 42% من إجمالي صادرات البلاد من الخام المنقول بحراً.

وأضاف أن نحو 300 مليون برميل من تلك الكمية جرى شحنها إلى الصين، في حين ذهب الجزء الأكبر من الباقي إلى الهند.

وقال رايت «ستؤدي هذه العقوبات إلى تقليص أسطول السفن المتاحة لتسليم النفط الخام من روسيا على المدى القصير بشكل كبير، مما سيدفع أسعار الشحن إلى الارتفاع».

وقال متعامل في سنغافورة إن الناقلات المشمولة بالعقوبات شحنت ما يقرب من 900 ألف برميل يومياً من الخام الروسي إلى الصين على مدى 12 شهراً انقضت. وأضاف «سيشهد الأمر انخفاضاً حاداً للغاية».

وعلى مدى أول 11 شهراً من العام الماضي، ارتفعت واردات الهند من الخام الروسي 4.5% على أساس سنوي إلى 1.764 مليون برميل يومياً أو 36% من إجمالي واردات الهند. وارتفع حجم واردات الصين، ومنها الإمدادات عبر خطوط الأنابيب، 2% إلى 99.09 مليون طن (2.159 مليون برميل يومياً) أو 20% من إجمالي وارداتها خلال الفترة نفسها.

وتتألف واردات الصين في الأغلب من خام مزيج إسبو الروسي الذي يباع فوق سقف السعر، في حين تشتري الهند في الغالب خام الأورال.

وقالت إيما لي المحللة لدى فورتيكسا إن صادرات الخام الروسي من مزيج إسبو ستصل إلى حد التوقف إذا طُبِّقَت العقوبات بشكل صارم، لكن ذلك سيعتمد على ما إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيرفع الحظر، وكذلك ما إذا كانت الصين ستقر بالعقوبات.

 

 البدائل

قالت المصادر إن العقوبات الجديدة ستدفع الصين والهند إلى العودة إلى سوق النفط الملتزمة بتطبيق العقوبات للحصول على المزيد من الإمدادات من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركيتين.

وأضافت أن أسعار النفط الفورية من الشرق الأوسط وأفريقيا والخامات البرازيلية ارتفعت بالفعل في الأشهر القليلة الماضية مع ارتفاع الطلب من الصين والهند في وقت تقلصت فيه إمدادات النفط الروسي والإيراني وارتفعت تكلفتها.

وقال مسؤول هندي في قطاع التكرير «الأسعار ترتفع بالفعل بالنسبة للخامات من الشرق الأوسط».

وأضاف «ليس هناك خيار سوى أن نتجه إلى نفط الشرق الأوسط. وربما نضطر إلى التوجه إلى النفط الأمريكي أيضاً».

وقال مصدر هندي ثانٍ في قطاع التكرير إن العقوبات المفروضة على شركات التأمين الروسية على النفط ستدفع موسكو إلى تسعير خامها بأقل من 60 دولاراً للبرميل، حتى تتمكن من الاستمرار في استخدام التأمين والناقلات الغربية.

وقال هاري تشيلينجويريان رئيس قطاع الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال جروب «نستبعد أن تنتظر شركات التكرير الهندية، المستورد الرئيس للخام الروسي، لمعرفة ذلك وستعمل جاهدة للعثور على بدائل في خامات حوض الأطلسي المرتبطة بالشرق الأوسط وبرنت المؤرخ».

وأضاف «سعر خام دبي القياسي لن يشهد مزيداً من الارتفاع إلا من هذا المنطلق، وذلك في وقت من المرجح فيه أن نشهد عروضاً قوية على شحنات تحميل فبراير لخامات مثل عمان أو مربان مما سيؤدي إلى تقليص الفارق بين برنت ودبي».

وحددت إدارة بايدن الشهر الماضي المزيد من السفن التي تتعامل مع الخام الإيراني قبل فرض متوقع لإجراءات أكثر صرامة من إدارة ترامب القادمة، مما دفع مجموعة ميناء شاندونغ إلى منع الناقلات المشمولة بالعقوبات من الرسو في موانئها في الإقليم الواقع شرق الصين.

وقال تشيلينجويريان إن الصين، المشتري الرئيسي للخام الإيراني، ستتحول نتيجة لذلك أيضاً إلى خامات النفط الأثقل من الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تزيد استهلاكها للخام الكندي من خط أنابيب ترانس ماونتن.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC