اليوان يقلص مكاسبه بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ

قلّص اليوان الصيني مكاسب أمام الدولار اليوم الثلاثاء، بعد دخول رسوم جمركية أميركية جديدة على السلع الصينية حيز التنفيذ؛ ما زاد حدة التوترات التجارية، وأثار مخاوف من ضغوط إضافية على الاقتصاد الصيني غير المتكافئ.

وضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20% اعتباراً من الثلاثاء، فيما ردّت بكين سريعاً بإعلان فرض رسوم إضافية تتراوح بين 10% و15% على بعض الواردات الأميركية بدءاً من الـ10 من مارس.

ورغم تصاعد التوترات، بدأ سوق العملات هادئاً نسبياً، حيث لم يتراجع اليوان المحلي إلا عن جزء من مكاسبه الصباحية، وفقاً للمتداولين.

وبحلول الساعة الـ6 بتوقيت غرينتش، ارتفع اليوان الصيني في التعاملات الداخلية 0.07% إلى 7.2826 مقابل الدولار، متراجعاً عن أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 7.2763، أما اليوان الخارجي، فقد تم تداوله عند 7.2867 يوان للدولار.

تحديد نقاط وسطية

قبل ساعات من دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، واصل «بنك الشعب الصيني» توجيه العملة نحو مزيد من الاستقرار عبر تحديد نقاط وسطية أقوى من المتوقع منذ منتصف نوفمبر، وهو ما اعتبره محللون محاولة رسمية للحفاظ على استقرار اليوان.

وفي هذا السياق، توقع محللو «نومورا» أن تسمح السلطات الصينية في نهاية المطاف لليوان بالتكيف مع تأثير الرسوم الجمركية، مستشهدين بتجربة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في 2018 و2019.

وكانت التوترات التجارية أحد العوامل الرئيسة التي أضعفت اليوان في الفترة الأولى لتولّي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، حدّد «بنك الشعب الصيني» السعر المرجعي عند 7.1739 يوان للدولار، بارتفاع طفيف عن المستوى السابق البالغ 7.1745، رغم قوة الدولار عالمياً. وكان هذا المستوى أعلى بـ988 نقطة أساس من تقديرات «رويترز» عند 7.2727.

وقال ليمن زانغ، استراتيجي العملات الأجنبية لدى «باركليز» لوكالة رويترز، إنه من المرجح أن يستمر البنك المركزي في تثبيت سعر الصرف من خلال تحديد نقاط وسطية قوية، مع مراقبة أداء اليوان أمام سلة العملات الرئيسة، خاصة مع انطلاق اجتماعات «الدورتين» السنوية في بكين.

ومن المتوقع أن يتراوح سعر صرف اليوان بين 7.25 و7.3 مقابل الدولار على المدى القريب، وفقاً لزانغ.

اتفاق لتعليق الرسوم

تُعقد في بكين خلال شهر مارس الاجتماعات السنوية لـ«الدورتين»، حيث يكشف صانعو السياسات عن أهداف النمو الاقتصادي وجدول الأعمال السياسي للعام الجاري.

من جانبه، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته يوم الاثنين، محذراً من أن اليابان والصين لا يمكنهما الاستمرار في خفض قيمة عملتيهما بشكل يضر بالمصالح الأميركية.

ووسط هذه التطورات، رفع محللو «بنك أوف أميركا» توقعاتهم لسعر صرف اليوان نهاية الربع الأول إلى 7.5 بدلاً من 7.6 سابقاً، فيما أبقوا على تقديراتهم لنهاية يونيو عند 7.6.

وأشار محللون إلى أن المخاطر المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية والقيود التكنولوجية لا تزال قائمة، مع ترقب دخول رسوم إضافية حيز التنفيذ في الأول من أبريل.

وحذروا من أن أي تصعيد قد يضغط أكثر على اليوان، ما لم تتوصل الصين إلى اتفاق لتعليق الرسوم، أو تعتمد سياسة تحفيزية أكثر جرأة لدعم النمو الاقتصادي.