تراجعت أسعار السلع، من النفط والغاز إلى المعادن والحبوب، اليوم الأربعاء، مع ارتفاع الدولار عقب فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ مما أثار مخاوف بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على النمو الاقتصادي. واستعاد ترامب البيت الأبيض بعد أن حصل على أكثر من 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، بعد حملة اتسمت بلهجة حادة عمقت الانقسام داخل البلاد.
وانخفضت أسعار النفط بأكثر من 1% نتيجة لارتفاع الدولار، الذي سجل أكبر زيادة يومية له منذ مارس 2023 مقابل العملات الرئيسية. ويعتقد المستثمرون أن رئاسة ترامب ستعزز الدولار، إذ من المحتمل أن تتطلب مواجهة التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية المرتفعة إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة. ويؤدي ارتفاع الدولار الأميركي إلى زيادة تكلفة السلع المقومة بالدولار، مثل النفط، على حاملي العملات الأخرى.
كما انخفضت أسعار المعادن الثمينة، حيث تراجع الذهب إلى أدنى مستوى له منذ نحو ثلاثة أسابيع حيث تراجع بأكثر من 3% اليوم، بينما خسر النحاس أكثر من 5% ليصبح الأسوأ أداءً بين المعادن الأساسية. وأوضح أولي هانسن، رئيس إستراتيجية السلع في «ساكسو بنك»، أن الذهب سيواجه ضغوطًا بين خطر ارتفاع التضخم، وتباطؤ وتيرة خفض الفائدة الأميركية مع فرض الرسوم الجمركية، واستمرار الطلب على الأصول الآمنة.
وقد بدأت أسعار السلع في التراجع منذ الليل، حيث بدأ المتداولون في تسعير احتمال فوز ترامب. ومع ذلك، كان المستثمرون يتوقعون تقلبات كبيرة هذا الأسبوع نظرًا للتنافس الشديد في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأضاف هانسن أن «هذا السيناريو قد يؤدي إلى فرض الرسوم الجمركية التي وعد بها ترامب على الواردات، ولا سيما الواردات الصينية؛ مما قد يثير موجة جديدة من التوترات التجارية والاضطرابات الاقتصادية».
من جهة أخرى، قد يجدد ترامب العقوبات على إيران وفنزويلا، مما قد يؤدي إلى سحب كميات من النفط من السوق، وهو ما سيكون إيجابياً للأسعار، وفقاً لجيوفاني ستاونوڤو، المحلل في «يو بي إس». وتصدر إيران نحو 1.3 مليون برميل يومياً.
كما تراجعت أسعار الغاز الأوروبية بنحو 3%؛ بسبب المخاوف بشأن إمدادات الغاز وموقف ترامب من الصراع في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية. وقد تواجه صناعات المعادن والصلب في الصين تحديات مع تعهد ترامب بفرض رسوم شاملة بنسبة 60% على السلع الصينية لدعم التصنيع الأميركي. وأشار جي شين، نائب مدير مركز أبحاث «لانج للصلب»، إلى أن «أسعار الصلب الصينية ستتعرض لمزيد من الضغوط إذا فاز ترامب، وقد يواجه المنتجون المحليون خسائر أكبر».
وقد بدأ سوق النحاس في تسعير احتمالية إلغاء بعض مبادرات التحفيز الأميركية في مجال الكهرباء، بما في ذلك الدعم المخصص للسيارات الكهربائية، مما قد يضعف الطلب.
كما تأثرت السلع الزراعية، حيث انخفضت أسعار فول الصويا، بينما كانت التوقعات بالنسبة للقمح والذرة أقل تأثراً. ويجعل ارتفاع الدولار الحبوب الأميركية أكثر تكلفة في الأسواق الدولية، في حين أن الرسوم الجمركية التي يقترحها ترامب قد تعرقل تجارة المنتجات الزراعية الأميركية، حيث يعتمد فول الصويا بشكل خاص على المبيعات إلى الصين، المستورد الرئيسي. وتخشى الأسواق من أن ترد الصين بإجراءات انتقامية، مما قد يقلل من صادرات الولايات المتحدة من المحاصيل الأساسية ويضغط على الأسعار.