سجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية ارتفاعاً طفيفاً في آخر جلسة من عام 2024، مواصلةً ارتفاعها المستمر منذ أكثر من عامين بفضل مؤشرات على مرونة اقتصادية بعد الجائحة، وتوقعات بتخفيض تكاليف الاقتراض، وزيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي.
ويقترب كل من مؤشر «S&P 500» و«داو جونز» و«ناسداك» من تسجيل مستويات قياسية جديدة، ويُتوقع أن ينهي هؤلاء المؤشرات العام على ارتفاع للعام الثاني على التوالي.
وساهمت تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي بحوالي 100 نقطة أساس في 2024، بالإضافة إلى ارتفاع أسهم الشركات التقنية في ظل الآمال في زيادة أرباح الشركات بفضل الذكاء الاصطناعي، في دفع الأسهم الأميركية للارتفاع الكبير هذا العام.
وارتفع مؤشر «S&P 500» الذي يضم الشركات التقنية وقطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية بمعدل يزيد عن 30% خلال العام الجاري. ورغم أن الزيادة التي شهدتها أسهم «إنفيديا»، رائدة الذكاء الاصطناعي، بنسبة 170% كانت أقل من العام الماضي، إلا أنها أدت إلى وصول القيمة السوقية للشركة إلى 3 تريليونات دولار، بينما استعادت «تسلا» مستوى تريليون دولار.
وقبل افتتاح الجلسة بقليل، كانت أسهم «إنفيديا» في ارتفاع بنسبة 0.7%، في حين أضافت أسهم «تسلا»، التي يترأسها إيلون ماسك، 1.6% في تداولات ما قبل السوق. ومن المتوقع أن تكون التحركات السوقية ضعيفة في ظل انخفاض حجم التداول قبل عطلات رأس السنة.
ووفقاً لما ذكرته إيبيك أوزكارديسكايا، كبيرة المحللين في بنك «سويستكوت»، "من الطبيعي أن نفكر في أن الزخم الكبير في أسواق الذكاء الاصطناعي سينحسر في يوم من الأيام، لكن حتى الآن، كل من توقع التصحيح في الأسواق كان على خطأ، وظل محللو «وول ستريت» يرفعون أهدافهم السعرية طوال العام".
ومع اقتراب نهاية العام، تحسّن الإقبال على المخاطرة، حيث حفز فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الرهانات التي توقعت أنه سيفي بوعوده في تخفيف القيود التنظيمية، وتقليص الضرائب، وزيادة الرسوم الجمركية لدعم الشركات المحلية.
كما أدى فوزه إلى زيادة أسهم الشركات الصغيرة. وصل مؤشر «راسل 2000» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق؛ مما سمح له بتسجيل زيادة بنحو 10%، وهي ثاني زيادة سنوية له على التوالي. كما استفادت البنوك من هذا التحسن، حيث ارتفعت أسهمها بأكثر من 30% هذا العام.
ومع ذلك، شهدت الأسهم فترة صعبة في ديسمبر، حيث كان مؤشر «S&P 500» في طريقه لتسجيل أكبر انخفاض شهري له منذ أبريل؛ بسبب زيادة عوائد سندات الخزانة في وقت تتسم فيه تقييمات الأسهم بالارتفاع، في حين أن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يتبنى موقفاً حذراً.
وقد ارتفع العائد على السندات الأمريكية ذات العشر سنوات إلى 4.5%، وهو أعلى مستوى له منذ سبعة أشهر، مع اعتبار الأسواق أن خطط ترامب قد تكون تضخمية؛ مما قد يبطّئ وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وبحسب أداة «فيدووتش»، يتوقع المتداولون أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بأول تخفيض لأسعار الفائدة في 2025 في مارس أو مايو.
كما ثبت أن فوز ترامب كان عاملاً إيجابياً لصالح سوق العملات الرقمية، حيث وصل سعر «البيتكوين» إلى 100,000 دولار.