تتوقع "سيتاديل" توزيع نحو 7 مليارات دولار من أرباحها على عملائها بفضل توقعاتها تسجيل أكثر السنوات ربحًا، ما يسلط الضوء على سنة استثنائية شهدتها بعض صناديق التحوط بينما تحاول الصناديق الأخرى علاج جراحها العميقة، حسبما قال أشخاص مطلعين على أمور الشركة.
وقال المطلعون، إن مكاسب الصندوق الرئيسي للشركة بلغت نحو 32% منذ بداية العام حتى نوفمبر، بفضل الرهانات على استراتيجيات الشركة. وقال أحد المطلعين إن الشركة تخطط لتوزيع بعض أرباح كافة صناديقها الأربعة مطلع يناير، ورغم ذلك، تتوقع بدء 2023 بأصول مدارة تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار.
حققت صناديق أخرى مكاسب كبيرة هذا العام من بينها "تو سيغما" و"بريفان هاورد أسيت مانجمنت" و"دي إي شو" والتي أبلغ بعضها العملاء عن خطط لتوزيع أرباح أيضاً، حسبما قال أشخاص على دراية بالشركات.
أفادت "بلومبرغ نيوز" سابقًا أن "دي إي شو" كان يوزع بعض الأرباح على العملاء ويرفع الرسوم.
السوق تغير
ساعدت الحرب في أوكرانيا ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في تمهيد ما يُطلق عليه المستثمرين تغيير نموذج عمل الأسواق، الأمر الذي استفادت منه استراتيجيات صناديق التحوط الموجهة للتداول، والتي تزدهر وسط التقلبات وتعاقب من يراهنون بالاستدانة على الشركات سريعة النمو.
أقرت "تايغر غلوبال مانجمنت" وصناديق تحوط أخرى تركز على النمو بالخطأ بعدما محت مكاسب ضخمة حققتها على مدى سنوات بين عشية وضحاها، بينما ازدهرت الصناديق التي تراهن على تحولات الاقتصاد الكلي عالمياً والمعتمدة على نموذج المنصة متعددة المدراء مثل "سيتاديل"، وسط أحد أكثر التباينات التي يمكن لأصحاب الخبرات بالقطاع تذكرها على الإطلاق.
مكاسب "سيتاديل" وآخرون استثنائية في ظل انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام 18.6% حتى تداولات الثلاثاء الماضي، كما بلغت خسائر المحافظ التقليدية التي تتوزع أصولها بين 60% أسهم عالمية و40% سندات أميركية، نحو 16%، وفقاً لبيانات "داو جونز ماركتس".
رفع رسوم الأداء
ويضغط من بعض مدراء الصناديق الناجحين باستمرار لتحقيق شروط أفضل من عملائهم، أعلنت "كاكستون أسوشيتس" رفع رسوم الأداء لفئات معينة من الأسهم في صندوقها الرئيسي "كاكستون غلوبال"، من 22.5 % إلى 25% بدءًا من 1 مارس، وفقًا لأشخاص على دراية بالشركة، وقد حقق الصندوق مكاسب بنحو 15% هذا العام حتى نوفمبر، كذلك رفع "دي إي شو" رسوم الأداء على أكبر 3 صناديق إلى 40%.
عادةً ما توزع الصناديق الأرباح النقدية في سنوات الأداء الجيد. وتشير بعض البيانات الأكاديمية إلى أن أفضل العوائد تأتي من الصناديق الأصغر، ويتباين رأي المستثمرين حيال تلك الاستراتيجية حيث يرى البعض أنهم يسلمون المال إلى مديري الاستثمار وأن توزيع الأرباح يتطلب اتخاذ قرار من جديد بشأن تلك الأموال التي عادت إليهم كما أن التوزيع يسحب الأموال من أفضل محافظهم. وفي المقابل، يفضل البعض الخروج جزئيًا على الأقل من المحافظ غير الفعالة.
هذا العام، رحب بعض المستثمرين بالتوزيعات لزيادة السيولة في محافظهم وسط الخسائر من رقمين التي تسجلها الأسهم والسندات وانحسار الاستثمارات التي يمكنها تحقيق مكاسب إضافة إلى استخدام السيولة في تمويل مطالبات زيادة رأس المال لتغطية الخسائر أو القيام باستثمار تكتيكي.
توزيعات استثنائية
لدى ملياردير "سيتاديل"، كينيث غريفين عدد كبير من مديري المحافظ الذين يديرون صفقاتهم الخاصة باستثمارات ضمن حدود المخاطر التي تضعها الشركة وتراقبها. وقد وزعت "سيتاديل" ومقرها ميامي، بعض الأرباح في معظم السنوات مؤخراً، لكنها نادرًا ما كانت بذلك الحجم، حيث وزعت خلال السنوات الخمس السابقة أكثر من 11 مليار دولار على العملاء.
تواصل "سيتاديل" هذا العام سلسلة الأداء القوي حيث كان صندوقها "إل سي إتش إنفستمنت" العام الماضي ثاني أكثر مدير صندوق تحوط ربحية على الإطلاق بعد "بريدجووتر أسوشيتس".
وتأسس صندوق "إل سي إتش" في 1969، وتصف "سيتاديل" نفسها كأقدم صناديق التحوط في العالم.
تفاؤل بالأرباح
تتوقع "تو سيغما" ومقرها نيويورك توزيع 15% من أموال العملاء في صندوقها "سبيكتروم" لاستثمارات الأسهم الكمية الذي حقق مكاسب 8% منذ بداية العام حتى نوفمبر وبحلول نهاية ديسمبر، وفقًا لأشخاص على دراية بالشركة، وتدير الشركة أصول مدارة بقيمة 61 مليار دولار حتى 1 ديسمبر.
توزع "بريفان هاورد"، التي تدير أصول بقيمة 30 مليار دولار بعض أموال العملاء في صندوقيها الرئيسيين "بريفان هاورد ماستر" و"بريفان هاورد ألفا ستراتيجيز ماستر".
استرداد الأموال
من المقرر استرداد عملاء صندوق "ماستر" الأكثر سيولة بين صناديق الأسهم الأرباح عن العام 2022 إضافة إلى 15% من أموالهم المتبقية في الصندوق. وسوف يتعين على الراغبين في إعادة الاستثمار بصندوق التحوط القيام بذلك عبر فئة الأسهم الوحيدة المتاحة لقبول التدفقات الداخلة بالربع الأول، والتي تفرض رسوماً على العملاء، تشمل مكافآت المتداولين.
عادةً ما تكون الرسوم على العملاء أعلى في تلك الفئات. وقال العديد من العملاء إن التغييرات تهدف جزئيًا على الأقل لخفض السيولة في صناديق فئات الأسهم بشروط أكثر ملاءمة للمستثمرين.
وقال شخص على دراية بالأمر في "بريفان هوارد" إن هياكل الرسوم أصبحت القاعدة بين الصناديق التي تستخدم منصة متعددة لمدراء المحافظ.
حقق صندوق "ماستر" الذي يدير أصول بقيمة 10.5 مليار دولار مكاسب بنسبة 18% خلال العام حتى 2 ديسمبر، بينما ارتفعت أرباح صندوق " ألفا استراتيجيز" بأصول مدارة قيمتها 12.2 مليار دولار مكاسب بنسبة 26.7%.
المصدر: وول ستريت جورنال