وفي الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها منذ 2011، بعدما اتخذت الهند قرارًا بحظر الصادرات لمواجهة تقلبات الطقس، وانخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار محليًا.
تعتبر الحبوب ضرورية للوجبات الغذائية لمليارات الناس، كما أن المزيد من الارتفاع في الأسعار سيثقل كاهل المستهلكين بضغط تضخمي إضافيفاو
ويأتي التهديد الجديد في تلك المرة من تايلاند، حيث يهدد الطقس الجاف الإنتاج في تايلاند، التي تعد واحدة من أكبر مصدرى الأرز عالميا.
وتعد الهند أكبر مصدر للأرز في العالم، حيث تمثل 40% من التجارة العالمية، بينما تأتي تايلاند في المرتبة الثانية بحوالي 15% وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية.
وفي غضون ذلك قفز الأرز التايلاندي الأبيض المكسور بنسبة 5%، وهو معيار آسيوي، إلى 648 دولارًا للطن، وهو الأغلى منذ أكتوبر 2008، وفقًا لبيانات من رابطة مصدري الأرز التايلاندي يوم الأربعاء.
وبعد الزيادة الأخيرة تصل الزيادة في الأسعار إلى ما يقرب من 50% في العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي أمرت الهند، التي تسهم بما يصل إلى 40% من صادرات الأرز العالمية، الشهر الماضي، بوقف أكبر فئة تصدرها من الأرز لخفض الأسعار المحلية.
وجاء قرار الحكومة الهندية بعد ارتفاع أسعار الأرز في السوق المحلي، إلى أعلى مستوياتها في سنوات خلال الأسابيع الأخيرة، مع تهديد الطقس المتقلب للإنتاج.
وجهت الحكومة بتقليص المحاصيل المستهلكة للمياه، بعد قلة هطول الأمطار وزراعة الأرز لمرة واحدة فقط هذا العام.سوراسري كيدتيمونتون
وفي الأسبوع الماضي كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أن مؤشرها لأسعار الأرز سجل زيادة 2.8% في يوليو مقارنة بالشهر السابق، يبلغ أعلى مستوى له في نحو 12 عاما.
وقالت فاو: "جاء الارتفاع مع قفزة في الأسعار في الدول المصدرة الرئيسية نتيجة زيادة الطلب وتحرك الهند للحد من الصادرات".
يأتي آخر تهديد للإمداد من تايلاند، حيث تشجع السلطات المزارعين، على التحول إلى المحاصيل التي تحتاج إلى كميات أقل من المياه، مع توقع موسم من الجفاف.
يعتبر الأرز أمرًا حيويًا للوجبات الغذائية لمليارات الأشخاص في آسيا وإفريقيا، وقد يؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الضغوط التضخمية وزيادة فواتير الاستيراد للمشترين.
ووفقًا لمنظمة الغذاء العالمية تعتبر الحبوب ضرورية للوجبات الغذائية لمليارات الناس، كما أن المزيد من الارتفاع في الأسعار سيثقل كاهل المستهلكين بضغط تضخمي إضافي.
وفي وقت سابق وسعت الهند حظر الشحن لحماية الإمدادات المحلية، مما أشعل الأسعار مع إقبال العديد من الدول على شراء الأرز لتأمين المخزونات.
ووفقًا لمنظمة الغذاء العالمية فاو، سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى تفاقم الضغوط في أسواق الغذاء العالمية، التي تأثرت بالطقس القاسي وانخفاض إمدادات الحبوب من منطقة البحر الأسود، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفقًا لبيان صادر عن سوراسري كيدتيمونتون ، الأمين العام لمكتب الموارد المائية الوطنية، وجهت الحكومة بتقليص المحاصيل المستهلكة للمياه بعد قلة هطول الأمطار.
وتشهد تايلاند، ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم، أمطارًا أقل حيث تستعد الأمة لجفاف محتمل العام المقبل، حيث يؤدي نمط الطقس لظاهرة النينيو أو الجفاف.
وبحسب سوراسري، فإن معدل هطول الأمطار التراكمي حتى الآن يقل بنحو 40% عن المستويات العادية، لذا فقد وجهت الحكومة بزراعة الأرز مرة واحدة هذا العام.
معدل هطول الأمطار التراكمي في تايلاند حتى الآن يقل بنحو 40 % عن المستويات العاديةمكتب الموارد المائية
وقالت منظمة الأغذية فاو في الأسبوع الماضي: " إن مؤشرها لأسعار الأرز على أنواعه، الذي يقيس الأسعار في البلدان المصدرة الرئيسية، بلغ 129.7 نقطة في المتوسط في يوليو، مقابل 126.2 نقطة في الشهر السابق".
وأشارت فاو إلى أن مؤشر أسعار الأرز ارتفع بحوالي 20% في يوليو من 108.4 نقطة العام الماضي، وسجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.
ولفت تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إلى ارتفاع مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية العالمية في يوليو، من أدنى مستوياته في عامين.
وقررت الحكومة الروسية تطبيق فرض حظر على صادرات الأرز، والذي من المقرر أن يمتد حتى نهاية ديسمبر المقبل 2023.
في الوقت ذاته كشف بيان مجلس الوزراء الروسي أنه لن يتم تطبيق القرار على عمليات التسليم إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكذلك أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وقال مجلس الوزراء في البيان: "هناك عدد من الاستثناءات لتصدير حبوب الأرز، ولن يسري الحظر على توريد هذه المنتجات إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكذلك أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية".
وأعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية عن وقف تصدير وإعادة تصدير الأرز بشكل مؤقت لخارج الدولة لمدة 4 أشهر اعتباراً من الجمعة 28 يوليو الجاري، في خطوة تهدف إلى ضمان الحفاظ على إمدادات كافية في السوق المحلي.
وتضمن القرار حظر تصدير وإعادة تصدير الأرز الذي يكون منشؤه الهند المستورد إلى الدولة، بما في ذلك المناطق الحرة بعد تاريخ 20 يوليو لعام 2023.
ومن المقرر أن يُطبق ذلك القرار على جميع أصناف الأرز المنضوية تحت رمز النظام المنسق من التعريفة الجمركية الموحدة (1006).