أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، سلطان الجابر، أن صندوق «ألتيرا» استثمر بالفعل 6.5 مليار دولار من إجمالي تمويله الأولي البالغ 30 مليار لدعم الأسواق المستقرة والناشئة والنامية، مشيراً إلى أن هذا النموذج الاستثماري الرائد يسهم في جذب المزيد من رؤوس الأموال، ويشكل مثالاً يُحتذى في تمويل العمل المناخي.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر الأطراف (COP29) في العاصمة الأذرية باكو، الذي ركز فيه الوزير الإماراتي على إنجازات «ألتيرا»، أكبر صندوق عالمي مخصص لتحفيز التمويل المناخي، والذي أطلق خلال (COP28).
الجابر أشار، خلال تسليمه رئاسة مؤتمر الأطراف إلى أذربيجان، إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي وصفه بالإنجاز غير المسبوق بأبعاده الشاملة والمتوازنة، مشدداً على أنه نجح في تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلاً لدى الكثيرين.
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات أن الجهود المبذولة لمواجهة تحديات المناخ لم تتوقف عند توقيع «اتفاق الإمارات»، بل استمرت منذ اختتام فعاليات (COP28)، حيث اكتسبت المبادرات التي تم إطلاقها زخماً متزايداً، موضحاً أن من المتوقع أن يحقق العالم رقماً قياسياً في مجال الطاقة المتجددة العام الجاري، حيث سيضاف أكثر من 500 غيغاواط إلى القدرة الإنتاجية العالمية.
وأشار الجابر إلى توقيع 55 شركة على «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز»، معلنةً التزامها بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية لغاز الميثان بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، لافتاً إلى أن هذه المبادرة تعتبر نموذجاً عملياً وتركز على تحقيق نتائج ملموسة، وأن انضمام شركات من الصين والهند وروسيا والولايات المتحدة، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي والخليج، جعل ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز يغطي أكثر من 44% من الإنتاج العالمي للنفط، ما يجعله الشراكة الأهم والأشمل في القطاع الخاص لخفض الانبعاثات.
كما قال رئيس مؤتمر الأطراف (COP28): «إدراكاً منا لأهمية التعاون الإيجابي الفعال، استضفنا مطلع الشهر الجاري مجموعة من أبرز الخبراء في أبوظبي، يمثلون مجالات المناخ والطاقة والذكاء الاصطناعي والاستثمار، في جهد مشترك لتحفيز النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات»، مشدّداً على أهمية التمويل كمحور رئيس في دعم العمل المناخي، وأكمل: «التمويل هو العامل الحاسم الذي يمكّننا من تحقيق تقدم ملموس. لذلك، تستمر جهودنا لتحفيز مصادر التمويل من الحكومات والقطاع الخاص لتقديم تمويل مناخي بشروط ميسرة وتكلفة مناسبة».
أضاف الجابر أن الجهود المبذولة في تفعيل «صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار» أثمرت تعهدات تمويلية بقيمة 853 مليون دولار، كما أعلن عن اختيار الفلبين دولة مضيفة لمجلس إدارة الصندوق، داعياً كل الأطراف القادرة إلى المساهمة في تمويله. وأوضح الجابر أن مؤتمر COP29 يركز على التمويل، ما يشكل فرصة لجميع الأطراف للعمل على اعتماد هدف جماعي جديد لتعزيز التمويل المناخي، ودعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات».
عن إنجازات (COP28) تابع الوزير الإماراتي: «حققنا إنجازات غير مسبوقة في (COP28)، من أهمها إنشاء (ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف)، وهي آلية تربط بين مؤتمرات (COP28)، (COP29) و(COP30)، تسهم هذه الآلية في تعزيز التعاون بين الأطراف والمنصات المتعددة كافة، بدءاً من منظومة الأمم المتحدة وصولاً إلى مجموعة العشرين، بهدف تشجيع الأطراف على تقديم مساهمات وطنية ملموسة تعزز من إرث (اتفاق الإمارات) وتدعم تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية وفقاً للحقائق العلمية».