logo
مؤشرات

لماذا ارتفعت معدلات الفقر في اليونان؟

لماذا ارتفعت معدلات الفقر في اليونان؟
تاريخ النشر:22 أكتوبر 2022, 08:06 ص

 كشف تقرير جديد لشبكة مكافحة الفقر في اليونان أن 29.5% من إجمالي السكان في البلاد، يواجهون خطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي في آن واحد.

 واحتفل العالم الأسبوع الماضي بـ"اليوم الدولي للقضاء على الفقر" وتحديدا في 17 أكتوبر الجاري.

 ونقلت صحيفة "إيكاتيميريني" اليونانية عن تقرير شبكة مكافحة الفقر في اليونان أن 6ر19% من السكان والبالغ عددهم 3 ملايين و92 ألفا و300 نسمة، يواجهون خطر ضعف الدخل، كما يواجه 8ر14% خطر الحرمان المادي من السلع الأساسية.

 وأوضح التقرير أن 13.6% من المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، ضمن أسر ذات دخل منخفض.

 وأشار إلى أن ما يقرب من طفل واحد من بين كل أربعة أطفال يعيش في منزل معرض لخطر الفقر، وأن واحدا من بين كل ثلاثة معرض لخطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي.

 الأرقام تكشف أن "الفقر بين الأطفال في اليونان، حاد ومتكرر ويزداد سوءا، وأننا في وضع أسوأ بكثير من المتوسط ​​في أوروبا، حيث هناك طفل واحد بين كل خمسة أطفال، يعيش في ظروف فقيرة".

 وبدأت معدلات الفقر النسبي في الارتفاع بشكل كبير بعد عام 2010 (حيث كانت النسبة 7ر27%)، ثم بدأت في الانخفاض في عام 2015 (عندما كانت النسبة 7ر35%)، ووصلت إلى 9ر28% في عام 2020.

 وجاء في التقرير أنه "من اللافت للنظر أن حوالي ثلث مجموع السكان، عاشوا في ظل ظروف فقيرة أو عانوا من الاستبعاد على مدار الاعوام الـ12 الماضية بأكملها، بحسب ما ورد في البيانات الرسمية. ويشير ذلك إلى أن الفقر كان يمثل مشكلة مستمرة بالنسبة لقطاع كبير من السكان، وأنه لم يبدأ في الانخفاض إلا خلال الفترة بين عام 2017 وعام 2019."

 ثم بدأ الفقر النسبي في الارتفاع من جديد في عام 2020، في ظل التراجع الكبير في حجم الدخل بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا حول العالم.

 كما خلص التقرير إلى أن نصف عدد الأسر تكافح من أجل سداد تكاليف احتياجاتها من الطاقة، حيث تحصل 70% من بين تلك الاسر على أقل من 1500 يورو كدخل شهري.

 ولمواجهة ذلك، قالت الأسر إن 64% قللوا من احتياجاتهم الأخرى لأسرهم، فيما قلل 36% من بعض احتياجاتهم الأساسية. في الوقت نفسه، تقوم 40% من الاسر بتدفئة جزء واحد فقط من مساكنها ثم توقف تشغيل المدفأة، حتى لو كانت درجة الحرارة منخفضة. وكانت الاسر قد واجهت درجات حرارة أقل من 18 درجة مئوية داخل بيوتها في فصل الشتاء الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة "إيكاتيميريني".

 أما من حيث فواتير الطاقة، فتتأخر أسرة من كل ثلاثة في سداد قيمة فواتيرها. ويشير التقرير، نقلا عن تحليل صادر عن صندوق النقد الدولي، إلى أن خسارة الدخل الحقيقي للأسر اليونانية بسبب أزمة الطاقة سيأتي مرتفعا بنسبة أكثر من 10% في عام 2022.

 وإلى جانب قضايا أخرى، يشير التقرير إلى أن اليونان لديها واحدة من أعلى معدلات ضريبة القيمة المضافة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما أنها تحتل المرتبة الأولى مع فنلندا في منطقة اليورو. ومع ذلك، تؤدي الضرائب غير المباشرة المرتفعة - بالإضافة إلى التهرب الضريبي - إلى تراجع حجم الدخل المتاح.

 وأشار التقرير إلى أن الإيرادات الواردة من الضرائب غير المباشرة في اليونان، تشكل نحو 4ر56% من عائدات الضرائب، بينما تشكل الضرائب المباشرة نحو 4ر35%. وبالتالي، فإنه ليس هناك توزيع عادل للعبء الضريبي، كما أن الفئات ذات الدخل المنخفض صارت الشريحة المثقلة بقدر أكبر من الاعباء من جديد.

 جدير بالذكر أن تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر يرجع إلى تاريخ 17 من أكتوبر منذ عام 1987، حيث اجتمع في ذلك اليوم ما يزيد على 100 ألف شخص لتكريم ضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، في ساحة تروكاديرو بباريس، حيث تم توقيع "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" في عام 1948.

 وأُعلن في هذا اليوم أن الفقر يُشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، كما تم التأكيد على الحاجة إلى تضافر الجهود من أجل احترام تلك الحقوق.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC