استقرت أسعار التأمين التجاري العالمية في الربع الثاني من العام الحالي (منخفضة 1% عن الزيادة المسجلة خلال الربع الأول من العام)، حسب مؤشر سوق التأمين العالمي الصادر عن "مارش"، اليوم الاثنين.
وتشير النتائج إلى أنها المرة الأولى خلال سبعة أعوام تقريباً - منذ الربع الثالث من العام 2017 - التي لم تسجل فيها زيادة في هذا المعدل المركب العالمي، فيما كان الاستقرار في الأسعار مدفوعاً إلى حد كبير بالمنافسة المتزايدة بين مزودي خدمات التأمين في سوق العقارات العالمي.
بالمتوسط، إذاً، شهدت الأسعار في كندا ومنطقة المحيط الهادي انخفاضاً بـ5%، وفي المملكة المتحدة وآسيا انخفاضاً بـ3%، فيما سجلت الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا ارتفاعاً بـ1%، أما في أميركا اللاتينية والكاريبي والهند والشرق الأوسط وأفريقيا، فقد ارتفعت 4%.
وتعتبر "مارش" وسيط التأمين ومزود خدمات استشارات المخاطر العالمي وإحدى شركات مارش ماكلينان المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز "إم إم سي" (MMC).
عالمياً، وفق ما توصل إليه المؤشر، استقرت أسعار التأمين على العقارات مقارنة بمتوسط زيادات بين 3% و6% في الربع الأول من العام الحالي والربع الرابع من 2023، فيما انخفضت أو استقرت في جميع المناطق باستثناء الهند والشرق الأوسط وأفريقيا. وتراقب شركات التأمين على العقارات ومالكي العقارات على حد سواء عن كثب موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي لمعرفة احتمالية تأثير أي عواصف بشكل كبير على أعمالهم.
أما أسعار خطوط التأمين على الإصابات، فقد ارتفعت 3% على الصعيد العالمي كما هي الحال خلال الأرباع الستة السابقة. وأظهرت كندا وآسيا انخفاضات، فيما بقيت الأسعار في المملكة المتحدة ومنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا مستقرة. ولا تزال شركات التأمين قلقة بخصوص قرارات هيئات المحلفين في المحاكم الأميركية بمنح تعويضات كبيرة.
وسجلت خطوط التأمين المالي والمهني انخفاضاً للربع الثامن على التوالي بـ 5% عالمياً إذ انخفضت الأسعار في المناطق كلها. أما في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأوروبا، فقد تراجعت مقارنة بالربع السابق، لتسجل تقدماً في مناطق أخرى.
كما انخفضت أسعار التأمين على الأمن الإلكتروني 6% على المستوى العالمي، لتعيد بذلك نسبة الانخفاض ذاتها في الربع السابق والبالغة 6%، مع تسجيل انخفاضات في جميع المناطق. وواصلت شركات التأمين التركيز على ضوابط الأمن الإلكتروني، والتي عادة ما تبحث عن تحسينات سنوية في مرونة الأمن الإلكتروني.
إلى ذلك قال رئيس الأعمال المتخصصة والتموضع العالمي لدى "مارش"، بات دونيلي: "شهدنا استمرار اعتدال المعدل المركب العالمي خلال الأعوام القليلة الماضية، واستقرار هذا المركب خلال الربع الثاني من 2024، ما يعد تطوراً إيجابياً بالنسبة لعملائنا. ونظراً لاستمرار ارتفاع الأسعار في بعض خطوط التأمين، نرى فرصاً كبيرة لمساعدة العملاء على تجاوز التعقيدات التي تواجههم حالياً، ودعم قراراتهم المتعلقة بتمويل المخاطر".
من جهته، أوضح رئيس حلول المحافظ لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا في "مارش"، مانيك كاك: "في ما يخص منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا خلال الربع الثاني من 2024، كانت هناك زيادة إجمالية في المنافسة بين شركات التأمين، خصوصاً في مجال الإصابات والأمن الإلكتروني والخدمات المالية؛ ما يوفر خيارات أكبر وأسعاراً أكثر تنافسية بالنسبة للشركات".
وذكر مؤشر سوق التأمين العالمي أن أسعار خطوط التأمين المالي والمهني عموماً شهدت انخفاضاً ملموساً نتيجة لزيادة القدرات المتوافرة محلياً، وفي المراكز الإقليمية في دبي ولندن.
من ناحية أخرى، شهدت الأسعار بخطوط تأمين العقارات، التي تمثل القدر الأكبر من حيث الأقساط، زيادة مدفوعة بأسعار التعرض للمخاطر والأنشطة عالية الخسائر والناتجة عن الكوارث الطبيعية في الشرق الأوسط والهند.
أما بخصوص الأسعار المتعلقة بالإصابات، فقد بقيت مستقرة بشكل عام، إذ شهدت بعض الدول انخفاضاً في الأسعار، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. وشهد سوق التأمين على الأمن الإلكتروني انخفاضاً كذلك في الشرق الأوسط، في حين حافظ على استقراره في الهند وأفريقيا.
يذكر أن برامج التأمين الكبيرة والمعقدة في المنطقة غالباً ما تكون مدفوعة، وتنشر وفقاً لسوق إعادة التأمين، وقد يكون لشركات التأمين المحلية قدرات أو متطلبات محدودة متعلقة بالأسعار، وتكون معتمدة على سوق إعادة التأمين الدولي لتعزيز قدراتها والحصول على الدعم.