ارتفع الين الياباني، باعتباره ملاذاً آمناً، اليوم الاثنين، في حين بلغ الذهب مستوى قياسياً جديداً، مع تصاعد مخاوف المتداولين من أن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وإبطاء النمو الاقتصادي.
وتسود حالة من القلق في الأسواق قبيل إعلان البيت الأبيض، الأربعاء، عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية المتبادلة. ورغم شح التفاصيل، قال ترامب في وقت متأخر أمس الأحد، إن جميع الدول تقريباً ستتأثر بهذه الرسوم هذا الأسبوع.
كما ارتفع الين بنسبة 0.74% إلى 148.735 مقابل الدولار الأميركي في وقت ما من جلسة الاثنين، قبل أن يقلص مكاسبه ليصل إلى 149.145 بارتفاع نسبته 0.46%. وكان الين قد سجل مكاسب بنسبة 0.82% يوم الجمعة، بعدما أظهرت البيانات الأميركية ارتفاعاً غير متوقع في معدل التضخم الأساسي خلال الشهر الماضي، ما زاد من المخاوف بشأن الركود التضخمي.
كذلك تعرض الدولار الأميركي لضغوط إضافية؛ بسبب إقبال المستثمرين على السندات الأميركية كملاذ آمن، ما دفع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى التراجع بمقدار 6.5 نقطة أساس لتصل إلى 4.19% يوم الاثنين. وسجل الذهب مستوى قياسياً بلغ 3,112.14 دولارًا للأونصة، محققاً مكاسب لثلاث جلسات متتالية.
الفرنك السويسري، ارتفع أيضاً، وهو ملاذ آمن تقليدي، بنسبة 0.3% إلى 0.8775 مقابل الدولار الأميركي عند بدء التداولات.
قال راي أتريل، رئيس أبحاث سوق الصرف في «ناشونال أستراليا بنك» لـ«رويترز» إن «البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة تحمل إشارات واضحة على الركود التضخمي»، وهو ما أدى إلى تراجع الأسهم والعملات ذات المخاطر العالية، مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، مع اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
أتريل أضاف: «إعلان الرسوم الجمركية يوم الأربعاء قد يوفر بعض الوضوح، لكنه لن يزيل حالة عدم اليقين التي تؤثر على الأسواق والشركات والمستهلكين». وانخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.16% إلى 0.6280 دولار أميركي، فيما تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.19% إلى 0.5707 دولار أميركي.
كان ترامب قد صرح يوم الجمعة، بأنه منفتح على إبرام اتفاقيات مع الدول التي تسعى إلى تفادي الرسوم الجمركية، إلا أن صحيفة «واشنطن بوست» أفادت بأن الرئيس الأميركي يحث مستشاريه على تبني نهج أكثر تشددا.
وكتب محللا «ميريل لينش»، ميشاليس روساكيس وكلوديو بيرون، في مذكرة بحثية أن الرسوم الجمركية الشاملة ستكون مفاجأة سلبية للأسواق، ونخشى أن تؤدي هذه السياسات العدائية إلى اضطرابات قد تؤدي إلى عمليات بيع واسعة، ما سيدفع الدولار للارتفاع على المدى القصير.
إلى ذلك تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، بنسبة 0.12% ليصل إلى 103.88. أما اليورو، فاستقر عند 1.0833 دولار، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.22% ليصل إلى 1.2958 دولار.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء كير ستارمر وترامب أجريا محادثات بناءة حول اتفاق تجاري خلال مكالمة هاتفية أمس الأحد.
كما بقي الدولار الكندي مستقراً عند 1.4321 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي، في حين تراجع البيزو المكسيكي بنسبة 0.45% إلى 20.4364 مقابل الدولار.