توقعات الذهب.. الأسعار تنكفئ بشكل مفاجئ وتخسر 2%

استهلت أسعار الذهب تعاملات اليوم الاثنين، على هبوط عنيف بما يقرب من 2%، بعدما كانت ارتفعت في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، لتسجل أكبر مكسب أسبوعي خلال أكثر من عام، في إشارة إلى موجة من التقلبات السعرية المقبلة، والتي قد تنسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.

في نهاية الأسبوع الماضي، صعدت أسعار الذهب مقتربة من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مدعومة بانخفاض الدولار والطلب على الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، وذلك بعدما انخفضت في الأسبوع قبل الماضي بأعلى وتيرة في 3 سنوات.

في غضون ذلك يترقب المستثمرون المزيد من البيانات لاستجلاء توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، مع اقتراب موعد آخر اجتماعات العام الجاري في منتصف ديسمبر المقبل.

الذهب اليوم

بحلول الساعة الـ4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنحو 1.9% أو ما يعادل 55 دولاراً للأونصة وصولاً إلى مستويات قرب 2660 دولاراً للأونصة.

في الوقت ذاته انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب بما يقرب من 2% أو ما يعادل 52 دولاراً في البرميل نزولاً إلى مستويات 2662.10 دولار للأونصة.

يوم الجمعة الماضي تجاوزت أسعار الذهب مستوى 2700 دولار للمرة الأولى في أسبوعين، وحققت أكبر مكسب أسبوعي لها في أكثر من عام، حيث طغى أثر الإقبال على أصول الملاذ الآمن على تأثير صعود الدولار وانحسار التوقعات بخفض أسعار الفائدة.

تقلبات عنيفة

تشهد أسعار الذهب منذ بداية الشهر الجاري تقلبات حادة، إذ قضت الأسبوع قبل الماضي أسوأ أسابيعها في أكثر من 3 سنوات، إلا أنها جاءت في الأسبوع الماضي لتسجل أفضل أداء في عام، قبل أن تبدأ على هبوط عنيف هذا الأسبوع.

نهاية الأسبوع الماضي قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ الثامن من نوفمبر عند 2709.99 دولار، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 2698.90 دولار.

وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 5.7% الأسبوع الماضي، وجاء ارتفاع أسعار الذهب مدفوعاً بتفاقم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا؛ ما رفع الأسعار بأكثر من 173 دولاراً من أدنى مستوى لها في شهرين عند 2536.71 دولار الذي سجلته يوم الخميس من الأسبوع الماضي.

يزيد الإقبال على الذهب خلال فترات التوتر الجيوسياسي والمخاطر الاقتصادية، وعندما تكون أسعار الفائدة منخفضة.

ما تراقبه الأسواق؟

قد يحظى المعدن النفيس بدعم من ضعف الدولار بعد أن أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ترشيحه مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت لقيادة وزارة الخزانة الأميركية، ويُنظر إلى بيسنت على أنه يفضل اتباع نهج أكثر تحفظاً في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية، وهو ما يخفف المخاوف بشأن سياسات التجارة العدوانية.

تتوقع الأسواق في الوقت الراهن بنسبة 51% أن يخفض مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».

كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن قواته قد تستخدم صاروخاً جديداً للمرة الثانية، في أعقاب الضربات الانتقامية على أوكرانيا؛ بسبب إطلاقها أسلحة أميركية وبريطانية الصنع على الأراضي الروسية.

ومع التوترات الجيوسياسية سيقوم المشاركون في السوق بتحليل محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» في نوفمبر، وبيانات التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي، وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الأميركية الرئيسة لتقييم آفاق أسعار الفائدة.