تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في شهرين خلال التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، حيث ساد الحذر بين المستثمرين بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الرسوم الجمركية ستشمل جميع الدول؛ ما أثار مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
انخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.8% بحلول الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش، مسجلًا خسائر للجلسة الرابعة على التوالي، في حين وصل مؤشر التقلبات في المنطقة إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين.
كما أشارت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى افتتاح سلبي حاد في «وول ستريت»، بعدما دفعت تعليقات ترامب في عطلة نهاية الأسبوع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني.
ويترقب المستثمرون فرض رسوم جمركية متبادلة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في 2 أبريل، بعدما فرض ترامب بالفعل رسوماً على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادات في الرسوم على جميع المنتجات المستوردة من الصين.
هذا النهج المتشدد أدى إلى قيام «غولدمان ساكس» بخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، كما أضاف البنك توقعات لخفض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية في سياسات الفائدة لكل من مجلس الاحتياطي «الفيدرالي » الأميركي والبنك المركزي الأوروبي.
كذلك قالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق لدى «سيتي إندكس» لوكالة «رويترز»: «لقد تبنى نبرة أكثر حدة مقارنة بالأسبوع الماضي، ما قضى تماما على أي تفاؤل بشأن اتباع نهج أقل تصعيداً».
من جهتها، صرحت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، بأن تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية في 2 أبريل قد يشكل بداية مرحلة جديدة من الاستقلال الاقتصادي لأوروبا. وفي ظل هذه التوترات، زاد المتداولون رهاناتهم على خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي؛ إذ أصبحوا يتوقعون تراجعا إجماليا بمقدار 65 نقطة أساس بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ61 نقطة أساس يوم الجمعة الماضي.
وعلى الرغم من هذا التراجع، يتجه مؤشر «ستوكس 600» لإنهاء الربع الأول من العام بمكاسب قدرها 5.6%، متفوقاً على خسارة 5.1% التي سجلها نظيره الأميركي، بفضل التحفيز المالي في ألمانيا وتوقعات تباطؤ الاقتصاد الأميركي نتيجة تداعيات الرسوم الجمركية.
كما انخفضت غالبية القطاعات الأوروبية الكبرى، باستثناء قطاع المرافق الدفاعي الذي ارتفع 0.6%. وقفزت أسهم «فورتنوكس» 35% بعد إعلان شركة البرمجيات المحاسبية السويدية أن مالكها الرئيس «فيرست كرافت» ومجموعة الاستثمار «إي كيو تي» قدما عرضًا مشتركًا لشرائها نقدًا.
أما أسهم «أستون مارتن» فصعدت 7.5% بعد إعلان الشركة أنها ستجمع أكثر من 125 مليون جنيه إسترليني (161.9 مليون دولار) عبر تمويل من شركة الاستثمار التابعة لرئيسها لورانس سترول، بالإضافة إلى بيع حصتها في فريقها لسباقات «فورمولا 1».