لم تنجح البيانات الإيجابية التي جاءت بأعلى من توقعات الخبراء والمحللين لدى دببة الليرة التركية الذين يدفعون بالعملة التركية صوب أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وفي غضون ذلك تم مشاهدة الليرة التركية قرب أدنى مستوى لها على الإطلاق حيث اقتربت من مستويات 19.5 ليرة للدولار.
في فرضية "الالتزام الشديد" من المتوقع أن تهوي الليرة مبدئيًا ليسجل الدولار ما بين 24 و25 ليرة للدولارجي بي مورغان
ماذا يحدث؟
صدرت اليوم الإثنين بيانات مؤشر معدل استغلال طاقة الإنتاج خلال أبريل، جنبًا إلى جنب مع مؤشر ثقة التصنيع، وأظهر كلاهما بيانات إيجابية تفوق التوقعات.
وفي الأسبوع الماضي أظهرت بيانات ثقة المستهلك التركي الأربعاء ارتفاعا كبيرا في بيانات المؤشر بأكثر من 7 نقاط، ليسجل أعلى مستويات الثقة منذ أكثر من 10 أعوام.
اقرأ أيضًا..
مصر.. الذهب بأعلى سعر في التاريخ والجنيه يترقب تحركات جديدة
تفوق التوقعات
أظهرت بيانات مكتب الإحصاء التركي اليوم الاثنين ارتفاع معدل استغلال طاقة الإنتاج خلال أبريل إلى 75.4% مقابل توقعات بتسجيل 73.8% ومقابل القراءة السابقة عند 73.5%.
وفي غضون ذلك كشفت بيانات مؤشر ثقة التصنيع الصادرة عن البنك المركزي التركي ارتفاع البيانات بأكثر من التوقعات إلى 108 نقاط، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2022.
وجاء بيانات مؤشر ثقة التصنيع بأعلى من توقعات الخبراء والمحلليين بتسجيل 107 نقاط، ومقابل القراءة السابقة عن مستويات 105.2 نقاط.
الليرة الآن
وانخفضت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم الإثنين USD/TRY إلى مستويات قرب الـ 19.45 ليرة للدولار بتراجع في حدود 0.5%.
وكان أدنى سعر لليرة على الإطلاق قد تم تسجيله يوم 19 أبريل الجاري عندما نزلت العملة التركية عند مستويات 19.59 ليرة للدولار.
مؤشر ثقة التصنيع
ومؤشر الثقة هو مقياس لمزاج المستهلكين والشركات، ويقوم أساسا على مسح يعبر المشاركون من خلاله عن آرائهم في مختلف القضايا المتعلقة بالظروف الحالية والمستقبلية.
يرتبط المؤشر ارتباطا وثيقا بإنفاق الشركات، الاستهلاك، العمالة والاستثمار، لذلك تتم مراقبته بعناية كمؤشر على التغييرات المحتملة في النمو الاقتصادي العام.
والنتيجة أعلى من المتوقع لها آثار إيجابية على الليرة التركية، بينما النتيجة الأقل من المتوقع يمكن أن تؤثر سلبا على الليرة التركية.
هبوط تاريخي
وتراجعت العملة التركية يوم الثلاثاء الماضي إلى 19.599 ليرة للدولار، وهو مستوى غير مسبوق منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير من العام 2005.
يأتي ذلك جنبًا إلى جنب واتباع تركيا نموذجا اقتصاديا على عكس النظريات الاقتصادية التقليدية، حيث يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أسعار الفائدة المرتفعة تعزز التضخم.
اقرأ أيضًا..
الذهب يرتبك.. العقود الآجلة ترتفع والتشاؤم يضرب الأسعار الفورية
تطور الليرة
وخلال العام الماضي 2022 انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3 ليرة للدولار إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار بتراجع بلغت نسبته 41%.
بينما انخفضت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.3 ليرات للدولار في سبتمبر 2021 حينما بدأ المركزي التركي دورة التيسير النقدي نزولا إلى مستويات 13.3 ليرة للدولار بتراجع 60%.
وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 وحتى تعاملات اليوم الخميس انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 130% نزولا من مستويات 8.3 ليرات للدولار إلى مستويات الـ 19 ليرة للدولار.
التدابير الحكومية فشلت في إنقاذ الليرة من الهبوط لمستويات تاريخيةكريبستون ستراتيجيك
تدخل لم ينجح
ومنذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركية في نهاية 2021، اتخذت الحكومة تدابير لدعمها إثر تراجعها جرّاء التضخم وخروج رؤوس الأموال.
وقال مايك هاريس، من شركة كريبستون ستراتيجيك ماكروالاستشارية إن التدابيرة الحكومية فشلت في إنقاذ الليرة، على الرغم من أن التضخم تباطأ على نحو مستمرّ منذ خمسة أشهر، إلا أنّه كان عند 50.51% خلال عام واحد في مارس.
أزمة حادة
وتوقع محللو جيه بي مورغان إجراء تعديلات كلية عقب انتهاء النتخابات الرئاسية مايو المقبل، وافترضوا فرضيتين على أساس مدى الاقتراب من السياسات الأكثر تقليدية، مثل رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
ويرى محللو جيه بي مورغان في فرضية "الالتزام الشديد" أن تهوي الليرة مبدئيا ليسجل الدولار ما بين 24 و25 ليرة للدولار.
وتابع محللو جيه بي مورغان أن الليرة ستهبط عقب ذلك إلى 26 ليرة للدولار بنهاية العام بالمقارنة مع قيمته الحالية عند 19 ليرة.
اقرأ أيضًا..
الدولار يهبط أمام الكبار.. ويترقب بيانات مصيرية
السياسة التقليدية
ويرى محللو جي بي مورغان أن السيناريو الثاني يحمل استمرار سيناريو السياسة التقليدية الذي يتبناه الرئيس التركي حيث الفائدة المنخفضة.
وتوقع محللو البنك في هذا السيناريو أن تهبط قيمة الليرة إلى ما يقارب 30 ليرة أمام الدولار بنهاية العام، لكن بمعدل هبوط مبدئي أبطأ، بينما من غير المرجح حدوث تغيرات كبيرة في عائدات السندات في هذه الفرضية.
وأضاف محللو جيه بي مورغان: "ستكون هناك حاجة إذن إلى إجراء تقييم تكتيكي ونتوقع تزايد التقلبات".
القيمة العادلة
وحدد محللو جي بي مورغان أنيزكا كريستوفوفا ومايكل هاريسون أن سعر الصرف الفعلي لليرة الآن أقل بنحو 32% من "قيمته العادلة".
وقال محللو بنك جي بي مورغان "من شأن فرضية العودة إلى سياسات الاقتصاد الكلي التقليدية وضع الليرة في مسار حقيقي باتجاه القيمة العادلة".
وسعر الصرف الفعلي الحقيقي للعملة هو الذي يضع الأسعار في الحسبان ويقيس قيمتها مقابل العملات الأخرى التي تجري تركيا معها معاملات تجارية كثيرة.
اقرأ أيضًا..
